اعتبر الشيخ راشد الغنوشي في محاضرة بمركز "دراسة الإسلام والديمقراطية" تحت عنوان "العلمانية وعلاقة الدين بالدولة من منظور حركة النهضة" أن "تحرير الدولة من الدين نوع من تحويل الدولة إلى عدد من المافيات مثلما حدث في بعض الدول الأوروبية" شدد رئيس حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي, أمس, على أن "مسألة حياد الدولة عن الدين أو الدين عن السياسة مسألة فيها قدر من المغامرة وقد تضر بالاثنين أي الدين والدولة". واعتبر الغنوشي في محاضرة بمركز "دراسة الإسلام والديمقراطية" تحت عنوان "العلمانية وعلاقة الدين بالدولة من منظور حركة النهضة" أن "تحرير الدولة من الدين نوع من تحويل الدولة إلى عدد من المافيات مثلما حدث في بعض الدول الأوروبية", مؤكداً أن "حاجة الناس إلى الدين حاجة عميقة لاعتبار أهمية القيم والأخلاق في حياتهم". وأضاف أن "الإسلام لم يعرف هذه الحيادية أو إقصاء الدين عن الحياة المدنية مع ضرورة إبقاء التمايز واضحاً بين الديني والسياسي أي بين نظام المعاملات ونظام العبادات, فالمقصد من الدين تحقيق العدل بإعمال العقل في ضوء توجيهات الدين". من جهته, قال زعيم حزب "العمل" الأكاديمي عبدالجليل البدوي إن رسالة الغنوشي "تعمق الفجوة بين "النهضة" والقوى العلمانية وتصب الزيت على نار الخلافات الذي يعصف بالبلاد منذ أشهر, وسط مخاوف جدية من مشروع الحركة الذي يهدف إلى "أسلمة" مؤسسات دولة علمانية عريقة. بدوره, حذر المفكر الإسلامي محمد الطالبي من مغبة الزج ب ̄ "نقاء الإسلام" في "الصراعات السياسية", مطالبا بتحييد المساجد عن التوظيف السياسي. وهذه أول مرة تبعث فيها "النهضة" رسالة رسمية إلى القوى التقدمية والعلمانية التي رفضت بشكل قاطع محاولة الحركة لتنصيص صلب الدستور الجديد على أن الشريعة هي المصدر الأساسي للتشريع. كما بثت تصريحات الغنوشي في الأوساط السياسية العلمانية والإسلامية على حد سواء مزيداً من الجدل والخوف من انتكاسة المسار الديمقراطي وتحويله إلى "مسار لبناء نظام ثيوقراطي". من جهة أخرى, اتهمت الشرطية فايدة حمدي, التي فجرت ثورات الربيع العربي, وسائل الإعلام العربية بالتضليل والكذب, نافية واقعة صفع محمد البوعزيزي مفجر الثورة في تونس. ونقلت جريدة الشروق الجزائرية الصادرة, أمس, عن حمدي قولها, "أقسم أني لم أصفع البوعزيزي, وأسطورة الصفعة كذبة واهية". وأشارت إلى أن التحقيق معها كان لفترات ومراحل, حيث تم أخذ إفاداتها وتبرئتها من التهم المنسوبة إليها وهي ثلاث تهم الصفعة الموجهة للراحل محمد البوعزيزي, وإهانته, وأخذ رشوة. وأضافت أنه تم التحقيق معها ومع زملائها "لكن رفض وكيل الجمهورية القضية كوني كنت أقوم بعملي فقط, وأنه لا توجد أي دلائل أو شهود بأني ضربته أو أهنته, كما أن الشهود شهدوا لصالحي". ولفتت إلى أنه بعد زيارة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي, للبوعزيزي في المستشفى تم توقيفها والتحقيق معها ثانية, ثم أطلق سراحها مع زميلها بعد أربعة أيام من التوقيف وتم إثبات براءتهم. وأوضحت أنه بعد اتساع رقعة الاحتجاجات, ووصولها لمناطق مختلفة من البلاد "أمر بن علي بتوقيفي وسجني, وهذا ما تم فعله من الأمن, وذلك لإرضاء المحتجين, حيث سجنت من دون محاكمة", مؤكدة أن "بن علي بحث عن كبش فداء لإخماد الثورة أمام الجماهير المنتفضة ضد الظلم والاستبداد الذي مورس عليهم لعقود من الزمن, ولم يجد كبشا أفضل مني". 6 مارس 2012