قال الجبالي في حديث موجه للغرب "لكم الحق في الخوف في الاستعمال السيئ للدين لكن اؤكد لكم انه ليس هناك داع للقلق لأننا سنوفر الأمن لكل التونسيين والضيوف.. لكن هل ان صلاة الناس ولباسهم لباسا معينا واطلاق لحاهم هو مثار للخوف؟ لا أعتقد." ساد توتر شديد في مدينة أم العرائس المنجمية جنوب غرب تونس، حيث اندلعت مواجهات جديدة بين شبان عاطلين عن العمل وقوات الامن، يأتي ذلك بينما تبذل حكومة الاسلاميين في تونس جهودا كبيرة لمحاصرة التوترات الاجتماعية والسياسية عبر توجيه رسائل التطمين بشأن التزامها بالمسار الديمقراطي وعدم المساس بالقيم الكبرى للمجتمع التونسي. وفي هذا الإطار قال حمادي الجبالي رئيس الوزراء امس انه لا خوف على ثورة تونس وتعهد بإقامة الانتخابات المقبلة بين شهري مارس/ اذار ويونيو/ حزيران من العام المقبل على أقصى تقدير. وأضاف الجبالي خلال مؤتمر صحفي في جربة على هامش مؤتمر متوسطي للسياحة " تعهدنا بإجراء الانتخابات بين آذار ويونيو العام المقبل وسوف تشرف عليها هيئة مستقلة." وأكد موجها كلامه للغرب "لكم الحق في الخوف في الاستعمال السيئ للدين لكن اؤكد لكم انه ليس هناك داع للقلق لأننا سنوفر الأمن لكل التونسيين والضيوف.. لكن هل ان صلاة الناس ولباسهم لباسا معينا واطلاق لحاهم هو مثار للخوف؟ لا أعتقد." وأضاف الجبالي ان تونس ستظل مفتوحة على العالم مثلما كانت وأنها لن تفرض اي قيود على ملبس وأكل ومشرب السائحين الغربيين. وأردف قائلا "السياحة التونسية ستكون دائما مثلما كانت.. ليس هناك سياحة حلال وسياحة حرام". وميدانيا استؤنفت المواجهات صباح الاحد في بعض أحياء المدينة ورشق الشبان عناصر الشرطة بالحجارة فردوا عليهم بالغازات المسيلة للدموع. وفرضت السلطات حظر التجول السبت في المدينة التي شهدت المواجهات الاولى بعد نشر شركة فوسفات قفصة، وهي اكبر موفر لفرص العمل في المنطقة، لائحة بالاشخاص الذين تم اختيارهم للعمل فيها. وقد تقدم نحو ثلاثة آلاف عاطل عن العمل في أم العرائس بطلبات عمل ولم يتم قبول سوى 605 منهم. وتتجاوز نسبة البطالة في هذه المنطقة المنجمية التي تنتج الفوسفات، المعدل الوطني الذي تبلغ نسبته 19 بالمئة فيما تظل هذه الشركة الوحيدة التي توفر فرص عمل. يذكر أن مدينة أم العرايس شهدت في أواخر نوفمبر من العام الماضي احتجاجات واسعة وأعمال عنف وحرق. وقد شهدت منطقة الحوض المنجمي في 2008 حركة احتجاج استمرت عدة اشهر قمعها نظام بن علي بشدة. ويعتبر الكثير من المحللين تلك الاحتجاجات من بوادر الثورة التونسية التي اطاحت بنظام بن علي في 2011. وبلغ معدل البطالة في تونس إجمالا نسبة 18.9 بالمئة خلال الربع الأخير من العام الماضي. وقد ارتفعت نسبة البطالة في تونس بنسبة 0.6 بالمئة في الربع الثاني عام 2011، وقفز إجمالي عدد العاطلين عن العمل في تونس بحوالي 33500 عاطل ليبلغ عددهم الإجمالي 738.000 شخص. وينتظر هؤلاء الشباب العاطلون عن العمل بفارغ الصبر أن تجد لهم الحكومة الحالية حلولا جذرية ودائمة لمشكلاتهم. وتعاني حكومة النهضة من التوقعات العاليةللتونسيين، فيما يمر الاقتصاد بأسوأ مراحله. وإذ دعا رئيس حزب النهضة راشد الغنوشي إلى الصبر على الحكومة وإعطائها فرصة، قال رئيس الجمهورية منصف المرزوقي إن تونس تتعافى لكن البعض يسعى إلى إغراقها. وبحسب المراقبين فإن تونس ما زالت تعاني تبعات اقتصاد لا يزال في حاجة إلى إجراءات تعيده إلى سالف نشاطه لتدور العجلة من جديد لأن أهداف الثورة لن تتحقق اعتمادا على اقتصاد ضعيف ونسبة نمو تقارب الصفر وعجز في الميزانية قد يصل إلى 6 بالمئة. المصدر : العرب أون لاين - 16-4-2012