قال محللون ان البطالة التي تطاول شباب المغرب العربي هي سبب الاحتجاجات العنيفة اواخر الاسبوع الحالي في المغرب وتونس والتي اوقعت قتيلا وعشرات الجرحى بعد مواجهات مع قوات الامن. وقال ناشط في احدى الجمعيات في الرباط اكتفى بتالعريف عن نفسه انه عزيز ان «البطالة المزمنة بين شبان المغرب العربي هي سبب الاضطرابات التي حدثت في الايام الاخيرة في المغرب والجزائر وتونس». وشهد المغرب السبت مواجهات عنيفة بين قوات الامن وشبان عاطلين عن العمل في سيدي افني ميناء الصيد الواقع على بعد 900 كلم جنوب غرب الرباط، اوقعت 44 جريحا. وبلغت نسبة البطالة في المغرب 9,7 بالمئة في 2007 بحسب ارقام رسمية، بيد ان اربعة من كل عشرة عاطلين عن العمل في المغرب تقل اعمارهم عن 25 عاما. وفي تونس، تشير ارقام رسمية الى ان نسبة البطالة بلغت 14,1 في المئة في 2007. وقال خالد الشرقاوي السموني رئيس المركز المغربي لحقوق الانسان لوكالة فرانس برس ان «البطالة في صفوف الشبان وخصوصا بين آلاف المجازين في المغرب والجزائر وتونس تشكل القاسم المشترك بين البلدان الثلاثة التي تشهد مدنها تظاهرات دورية». وقال شبان في سيدي افني ان الحوادث التي شهدتها مدينتهم التي يتجاوز عدد سكانها 20 الفا ليست الاولى من نوعها، اذ كانت شهدت اضطرابات مماثلة في 2006. واسفرت المواجهات العنيفة في سيدي افني بين معتصمين وقوات الامن المغربية عن 44 جريحا، فيما اوقعت مواجهات شهدتها الجمعة مدينة الرديف الغنية بالفوسفات جنوب غرب البلاد التونسية قتيلا والعديد من الجرحى. وانتشرت قوات من الجيش السبت في الرديف التي تم سحب وحدات حفظ النظام منها، وذلك «لمنع اي تهديد للنظام العام». وكانت ولاية قفصة، حيث مدينة الرديف، شهدت منذ 5 كانون الثاني/يناير الماضي احتجاجات متقطعة ضد البطالة وغلاء المعيشة والفساد والمحسوبية، بحسب قياديين في حركة الاحتجاج في «منطقة الحوض المنجمي» الغنية بالفوسفات. وقالت بعض المصادر ان تظاهرة الرديف الاخيرة اندلعت بعد تلاعب مفترض بنتيجة مباراة توظيف نظمتها شركة فوسفات قفصة، ابرز مؤسسة توفر وظائف في المنطقة. وشهدت حركة الاحتجاج التي تحولت الى مواجهات مع قوات الامن سقوط قتيل وثمانية جرحى بحسب حصيلة رسمية وقتيل و28 جريحا بحسب مصادر نقابية. وتم استقدام تعزيزات من الشرطة الى سيدي افني التي كانت اسبانيا اعادتها للمغرب في 1969. واستخدمت قوات الامن القوة لوقف عملية محاصرة ميناء المدينة حيث كانت تقف 89 شاحنة محملة 800 طن من السمك. وبدأت عملية محاصرة ميناء سيدي افني الذي يعتبر الصيد ابرز انشطته الاقتصادية، في 30 ايار بعد اعلان نتيجة مسابقة لتوظيف ثلاثة اشخاص. وبعد اجراء عملية قرعة، توجه 120 شابا غاضبين الى الميناء وحاصروه وعطلوا العمل فيه، بحسب النائب الاشتراكي عبد الوهاب بالفقيه. وبحسب لحسن اشود وهو نائب محلي آخر فان «مطالب الشبان ذات طبيعة اجتماعية واقتصادية. فهم يطالبون بتوزيع عادل لثروات المدينة وللسلطة المحلية واعادة اصلاح الميناء وشق طريق ساحلية جديدة». وقالت مصادر طبية ان مواجهات سيدي افني اوقعت 44 جريحا بينهم 27 من قوات الامن، في حين اشار المركز المغربي لحقوق الانسان الى سقوط «ما بين قتيل وخمسة قتلى» في المواجهات. ونفت الحكومة المغربية ذلك وقال خالد ناصري المتحدث باسم الحكومة «لم تحدث اي حالة وفاة». وقالت مصادر في سيدي افني ان الشرطة عمدت السبت الى توقيف نحو عشرين شابا مغربيا من العاطلين عن العمل والذين كانوا يقطعون حركة سير الشاحنات المحملة سمكا في ميناء سيدي افني (جنوب غرب).