نابل .. العيد الوطني للشجرة ... 720 ألف شتلة... للغراسة    مبروكي: انتداب 4 آلاف عون صحة 'ترقيع مؤقت' لا يعالج أزمة القطاع    "التكوين في ميكانيك السيارات الكهربائية والهجينة، التحديات والآفاق" موضوع ندوة إقليمية بمركز التكوين والتدريب المهني بالوردانين    حجز أكثر من 14 طنًا من المواد الغذائية الفاسدة خلال الأسبوع الأول من نوفمبر    بنزرت ...مؤثرون وناشطون وروّاد أعمال .. وفد سياحي متعدّد الجنسيات... في بنزرت    توزر: العمل الفلاحي في الواحات.. مخاطر بالجملة في ظلّ غياب وسائل الحماية ومواصلة الاعتماد على العمل اليدوي    نبض الصحافة العربية والدولية ... مخطّط خبيث لاستهداف الجزائر    بطولة القسم الوطني "أ" للكرة الطائرة... النجم الساحلي يعزز صدارته للمجموعة الثانية    تونس تُحرز بطولة إفريقيا للبيسبول 5    أمطار الليلة بهذه المناطق..#خبر_عاجل    ساحة العملة بالعاصمة .. بؤرة للإهمال والتلوث ... وملاذ للمهمشين    بساحة برشلونة بالعاصمة...يوم مفتوح للتقصّي عن مرض السكري    الليلة: أمطار متفرقة ورعود بأقصى الشمال الغربي والسواحل الشمالية    العاب التضامن الاسلامي (الرياض 2025): التونسية اريج عقاب تحرز برونزية منافسات الجيدو    أيام قرطاج المسرحية 2025: تنظيم منتدى مسرحي دولي لمناقشة "الفنان المسرحي: زمنه وأعماله"    أندا تمويل توفر قروضا فلاحية بقيمة 40 مليون دينار لتمويل مشاريع فلاحية    بنزرت: ماراطون "تحدي الرمال" بمنزل جميل يكسب الرهان بمشاركة حوالي من 3000 رياضي ورياضية    رئيس الجمهورية: "ستكون تونس في كل شبر منها خضراء من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب"    الجولة 14 من الرابطة الأولى: الترجي يحافظ على الصدارة والهزيمة الأولى للبقلاوة    نهاية دربي العاصمة بالتعادل السلبي    عاجل: أولى الساقطات الثلجية لهذا الموسم في هذه الدولة العربية    شنيا يصير كان توقفت عن ''الترميش'' لدقيقة؟    عاجل: دولة أوروبية تعلن حظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال دون 15 عامًا    احباط تهريب مبلغ من العملة الاجنبية يعادل 3 ملايين دينار..#خبر_عاجل    عاجل : فرنسا تُعلّق منصة ''شي إن''    جندوبة: الحماية المدنية تصدر بلاغا تحذيريا بسبب التقلّبات المناخية    رحيل رائد ''الإعجاز العلمي'' في القرآن الشيخ زغلول النجار    حريق بحافلة تقل مشجعي النادي الإفريقي قبل الدربي    تونس ستطلق مشروع''الحزام الأخضر..شنيا هو؟''    أعلاها 60 مم: كميات الأمطار المسجلة خلال ال24 ساعة الماضية    الديربي التونسي اليوم: البث المباشر على هذه القنوات    أول تعليق من القاهرة بعد اختطاف 3 مصريين في مالي    عاجل: النادي الافريقي يصدر هذا البلاغ قبل الدربي بسويعات    ظافر العابدين في الشارقة للكتاب: يجب أن نحس بالآخرين وأن نكتب حكايات قادرة على تجاوز المحلية والظرفية لتحلق عاليا في أقصى بلدان العالم    خطير: النوم بعد الحادية عشرة ليلاََ يزيد خطر النوبات القلبية بنسبة 60٪    عفاف الهمامي: كبار السن الذين يحافظون بانتظام على التعلمات يكتسبون قدرات ادراكية على المدى الطويل تقيهم من أمراض الخرف والزهايمر    هام: مرض خطير يصيب القطط...ما يجب معرفته للحفاظ على صحة صغار القطط    تحذير من تسونامي في اليابان بعد زلزال بقوة 6.7 درجة    عاجل-أمريكا: رفض منح ال Visaللأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض    الأربعاء المقبل / إطلاق تحدّي " تحدّ ذكاءك الاصطناعي" بالمدرسة العليا للتجارة    النواب يناقشو مهمة رئاسة الحكومة: مشاريع معطّلة، إصلاح إداري، ومكافحة الفساد    الشرع في واشنطن.. أول زيارة لرئيس سوري منذ 1946    المسرح الوطني يحصد أغلب جوائز المهرجان الوطني للمسرح التونسي    رأس جدير: إحباط تهريب عملة أجنبية بقيمة تفوق 3 ملايين دينار    أولا وأخيرا .. قصة الهدهد والبقر    الدورة 44 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب: 10أجنحة تمثل قطاع النشر التونسي    تقرير البنك المركزي: تطور القروض البنكية بنسق اقل من نمو النشاط الاقتصادي    منوبة: الكشف عن مسلخ عشوائي بالمرناقية وحجز أكثر من 650 كلغ من الدجاج المذبوح    هذه نسبة التضخم المتوقع بلوغها لكامل سنة 2026..    شنيا حكاية فاتورة معجنات في إزمير الي سومها تجاوز ال7 آلاف ليرة؟    بسمة الهمامي: "عاملات النظافة ينظفن منازل بعض النواب... وعيب اللي قاعد يصير"    الطقس اليوم..أمطار مؤقتا رعدية بهذه المناطق..#خبر_عاجل    بايدن يوجه انتقادا حادا لترامب وحاشيته: "لا ملوك في الديمقراطية"    تونس: ارتفاع ميزانية وزارة الثقافة...علاش؟    تعرف قدّاش عندنا من مكتبة عمومية في تونس؟    من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظّه من الخير    خطبة الجمعة ... مكانة الشجرة في الإسلام الشجرة الطيبة... كالكلمة الطيبة    مصر.. فتوى بعد اعتداء فرد أمن سعودي على معتمر مصري في المسجد الحرام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تونس تستعيد عافيتها منذ بداية العام وتطل على العالم في ثوب جديد
نشر في الوسط التونسية يوم 28 - 04 - 2012

أكد وزير السياحة التونسي الياس فخفاخ على المؤشرات الإيجابية لنجاح الموسم السياحي لهذا العام. مؤكدا بدء القطاع السياحي التونسي استرداد عافيته بعد الإحصائيات الأولية. مقارنة بنفس الفترة من سنة 2010.
بدأت السياحة التونسية تستعيد عافيتها منذ بداية العام الحالي، بعد تراجع حاد بسبب الأحداث التي تلت ثورة 14 يناير 2011. وبدأت تونس تطل على العالم في ثوب جديد بهدف إبراز تنوع مخزونها الحضاري وثرائها الثقافي وحفاوة شعبها، وشهدت الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام مؤشرات إيجابية تبشر بموسم سياحي حافل تمكن تونس من استعادة مكانتها كوجهة سياحية أولى بمنطقة البحر المتوسط.
تمثل تونس حلقة الوصل بين أوروبا وأفريقيا، وقد أثرت وتأثرت بالحضارات العريقة التي توالت عليها حيث لعبت تونس ادوارا هامة في التاريخ القديم منذ عهد الامازيغ والفينيقيين والقرطاجيين وقد عرفت باسم مقاطعة افريقيا ابان الحكم الروماني لها. وقد دارت حروب بين قرطاج وروما لاتزال إلى الان احد اهم حروب العهد القديم كما كانت تسمى مطمور روما لما كانت توفره من منتجات فلاحية. فتحها المسلمون في القرن السابع الميلادي. واسسوا فيها مدينة القيروان سنه 50 ه لتكون أول مدينة اسلامية في شمال افريقيا. وتونس التي هام بها العديد من الشعراء حيث قال فيها الشاعر نزار قباني :
يا تونس الخضراء جئتك عاشقا
وعلى جبيني وردة وكتاب
إني الدمشقي الذي احترف الهوي
فاخضرت لغنائية الأعشاب
أحرقت من خلفي جميع مراكبي
إن الهوى أن لا يكون إياب
وتتكون تونس العاصمة من ثلاث مدن متلاصقة المدينة العتيقة وهي قلب تونس ولا تزال محافظة على تصميمها المعماري الفريد منذ خمسة قرون، وتضم عددا من المعالم التاريخية، وسجلتها اليونسكو ضمن التراث العالمي، والمدينة الاوروبية التي تم تشييدها في بداية القرن العشرين، والمدينة الحديثة التي تشكل المركز المالي للمدينة.
ومن ابرز معالمها جامع الزيتونة هذا الصرح العظيم الذي يعد منارة اسلامية وجامعة اسلامية وقام بنشر العلوم وتخرج منه آلاف العلماء كما يعد تحفة معمارية واحد الاثار الاسلامية الهامة، ومتحف باردو القومي الذي يضم اكبر مجموعة فسيفساء رومانية في العالم، متحف الفنون والعادات الشعبية بالمدينة العتيقة وغيرها العديد من المتاحف الشهيرة.
شارع الحبيب بورقيبة، الذي يعد اهم شوارع العاصمة فيه العديد من الشوارع الرئيسة ويظلل جنباته صف من الاشجار ومن ابرز علامات الشارع المسرح البلدي الذي تم افتتاحه في 20 نوفمبر 1902 وهناك تمثال العلامة ابن خلدون في ساحة الاستقلال.
وعلى بعد دقائق من العاصمة تونس تقع قرطاج هذه المدينة الخالدة التي اسسها الفينيقيون سنه 814 ق. م ودمرتها روما واعادت بناءها ولا تزال اثارها شاهدة على هذه الحقبة. بدءاً بحمامات انطونيوس وهي اكبر الحمامات الرومانية في العالم. ومتحف قرطاج، ومسرح قرطاج الروماني الذي تقام فيه اشهر المهرجانات خلال شهري يوليو وأغسطس من كل عام.
وفي ضواحي العاصمة الشمالية الشرقية وعلى شواطئ قرطاج التي تمتد حوالي 25 كيلومترا على خليج تونس تقع مناطق، قرطاج، سعيد بوسعيد، المرسى، وقمرت، حيث يستمتع السائح بالطبيعة الساحرة بالإضافة إلى الفنادق الحديثة التي تشمل المطاعم والمقاهي والمرافق الصحية والرياضية.
وتعد قمرت بطبيعتها الخلابة وهضباتها المطلة على شاطئها منطقة جذب للسياح حيث يوجد فيها اشهر فنادق الخمس نجوم مثل فندق جولدن تيوليب. ولابد للسائح من زيارة قرية سيدي بوسعيد التي تعتبر اول موقع محمي في العالم.
سيدي بوسعيد
تقع قرية سيدي بوسعيد الساحلية في الضواحي الشمالية للعاصمة، وتبعد حوالي 20 كلم عن وسط العاصمة، ويقطنها قرابة 5 آلاف ساكن، وهي قرية متوسطة الحجم عبارة عن جبل ضخم يكسوه الشجر والعشب والغابات، وأسفله بحر دافئ، ورمال ذهبية ناعمة يجاورها مرفأ سيدي بو سعيد السياحي.
تعتبر قرية سيدي بوسعيد، من أجمل المدن التونسية، حيث يلتقي بها عبق التاريخ بسحر الطبيعة ولمسات الفن المعماري العربي الإسلامي، من خلال قبابها وجدرانها البيضاء وأبوابها الزرقاء وأزقة تتدلى من على هضبة تشرف على الضفة الجنوبية للمتوسط.
استمدت سيدي بوسعيد اسمها من اسم الولي الصالح أبو سعيد بن خلف بن يحي التميمي الباجي سنة 93، وكانت قبل هذا التاريخ تسمى ناظور قرطاج في العهد الحفصي، و«جبل المرسى« ثم «جبل المنار« بعد الفتح الإسلامي.
أوّل ما يسترعي انتباه القادم إلى سيدي بوسعيد هو تناسق الألوان في هذه المدينة واتحادها، وهي ذات طابع معماري أصيل بلونيه الأبيض والأزرق وأبوابها التي تزيّنها المسامير السوداء وشبابيكها ذات المشابك المقوّسة حتى أعمدة الإنارة يزينها الونان الأسود أو الأزرق دون سواهما، كما يلاحظ وجود عدد قليل من الأبواب ذات اللون الأصفر.
وتضمّ القرية عددا هامّا من الآثار التي تحكي تاريخ المكان والحقب التي مرّت عليه، كقصر البارون دي ارلنجر الذي يسمى اليوم قصر النجمة الزهراء، وتقام فيه سهرات فنيّة وأمسيات شعريّة ثقافيّة. وتعد سيدي بوسعيد مرقدا آمنا لأكثر من 500 ولي صالح على رأسهم سيدي بوسعيد، والطريف أن أسماء المقاهي المنتشرة في هذه المدينة تحمل كلها أسماء الأولياء الذين يرقدون هنا.
في بداية القرن العشرين أصبحت مدينة سيدي بوسعيد المكان المفضّل للفنانين والمثقفين الذين شدّتهم بأجوائها السّاحرة، وقد اختاروها مقرّا لسكناهم ثم تبعهم الكتاب والمهندسون والفنانون التشكيليون والسينمائيون وغيرهم، وقد كان للبارون رودولف دي ارلنجر الرسام الانجليزي دورا بارزا في هذه المنطقة، حيث كان لهذه الشخصيّة المغرمة بالموسيقى وصاحبة الذوق الرفيع ارتباطا وثيقا بمصير المدينة، ولشدّة تأثره بجمال الموقع قرّر الإقامة فيه وبناء قصره ذي الهندسة الشرقية وسمّاه النجمة الزهراء وقد تواصلت مدّة تشييده من 1912 إلى 1922.
وتعتبر سيدي بوسعيد القبلة الأولى للسيّاح من مختلف الجنسيّات والشرائح العمريّة، فلا يمكن للسّائح أن يزور تونس دون المرور بهذه المدينة.
وتنتشر في أعالي سيدي بوسعيد العديد من المقاهي المعروفة لدى جميع الزوّار، وقد يكلّف المرء نفسه عناء السفر ساعات لتناول كوب من الشاي الأخضر بالبندق في أحد المقاهي، ونذكر منها «القهوة العالية« التي تعتبر من أقدم المقاهي في تونس، حيث كانت في عهد الباي مجعولة لأعيان البلاد فقط، وهي مقهى ذات سلالم عالية، يتوفر فيها طابع عربي أندلسي رائع. ومقهى سيدي شبعان في نهاية القرية، والمطل على خليج تونس وجبل بوقرنين.
الحمامات ونابل
في قلب شبه جزيرة الوطن القبلي، ذات المناطق الخضراء العابقة بهدوء البحر، تقع مدينتا الحمامات ونابل، اللتان تعتبران محطتان سياحيتان شهيرتان بشواطئهما الممتدة على طول شريط ساحلي من الرمل الصافي وجمال بحر في زرقة الزمرد، ليمثلان قطبين سياحيين شهيرين.
يمتد الوطن القبلي، كيد نحو أوروبا، التي لا تبعد عنه صقليا سوى 140 كلم، حيث يكاد يكون أشبه بحديقة ياسمين فسيحة وهادئة، تتجاور فيه الكروم والزهور مع أشجار الحمضيات، كما يتميز بسهوله الخصبة وتلاله المنخفضة، وشواطئه الرملية الممتدة، التي يداعب رملها بحرا يتميز بزرقة الأزورد، محيلة إياه إلى بركة يحلو فيها العيش، وقد شكل الوطن القبلي منذ عهد قرطاج منطقة زراعية نشطة، إلا أن قربه من أوروبا جعله مطعما للغزاة، ويتجلى ذلك في صورة الرباطات المتوزعة على سواحله.
كما شكل على مر العصور، موطن لجوء لعديد الأقوام، من الاندلسيين والصيادين الصقليين، فضلا عن وقوع العديد من المشاهير والفنانين قي سحره، من أمثال ونستون تشرشل، وأوسكار وايد، وأندري جيد، وبول كلي، وصوفيا لورين.
كل هذه الصفات أتاحت للزائر التمتع بخصائص مدينة الحمامات وشاعرية مدينتها العتيقة التي تحيط بها أسوار بلون الذهب وحدائق تتنازعها أصناف الورد والزهور والياسمين، فوسط أسوارها السابحة في البحر، ورباطها المنيع الذي يعود إلى القرن الخامس عشر، تقدم المدينة العتيقة لزوارها بهاء أزقتها الملتوية، حيث يبدو الزمن قد توقف، بين أبواب زرقاء ساطعة تحتضنها جدران بيضاء، تنوعت بين متاجر ورواقات للفنون أو متاحف صغيرة للملابس التقليدية.
والى الجنوب من الحمامات تقع مدينة ياسمين الحمامات، التي تمثل معلما سياحيا حديثا. تتميز بشوارعها الواسعة وفنادقها التي تتنافس في الفخامة والمجهزة بأحدث التقنيات والوسائل، وهناك العديد من أماكن الترفيه والتسلية التي تضفي حركة نشطة في هذه المدينة العصرية. وعلى شاطئها الممتد على مسافة 1500متر تقع المقاهي والنوادي التي تحمل الزائر إلى أجواء ألف ليلة وليلة. وفي قلب المحطة تقع المارينا بمواصفاتها العالمية ويتسع المرفأ لأكثر من 700 يخت وقارب وتحيط بها الفنادق وشقق الاقامات الفخمة.
وعلى بعد مسافة قصيرة من ياسمين الحمامات يجد المغرمون برياضة الصولجان ضالتهم في منطقة الحمامات، حيث يحتوي الملعب على مسارين كبيرين، يلتويان حول التلال المخضرة، في أجواء معتدلة، ومناظر تطل على البحر والنباتات المتوسطية المميزة، فضلا عن احتواء المنطقة على 4 مراكز للمعالجة بمياه البحر، تقدم تشكيلة واسعة من الخدمات، بدءا من الاسترخاء إلى التدليك الشرقي.
فيما تتميز مدينة نابل بأجوائها الساحرة، حيث تشتهر بصناعاتها التقليدية، ما أحالها إلى عاصمة المحافظة على التراث ونمط العيش الجامع بين العراقة والجمال، إذ تقدم صورة المدينة الصغيرة العائمة في البحر، حيث يطيب العيش، في أحياء عتيقة تتقاطع مع أنهج حيث تجارة مزدهرة، فيما يؤكد ثراء الصناعات التقليدية، وتتحول المدينة يوم سوقها الأسبوعي إلى عاصمة للمنطقة ككل.
سوسة
تعتبر مدينة سوسة اشهر مدينة سياحية تونسية، وتستقطب 1. 5 ملايين سائح اجنبي سنويا، ويعود تاريخ المدينة إلى 3000 سنة خلت، فقد بناها الفينيقيون قبل قرطاج على ضفاف حوض البحر الأبيض المتوسط، وإلى جانب المدينة وأحيائها الحديثة توجد المدينة العتيقة التي لا تزال محافظة على طابعها الأصيل وتضم معالم أثرية مهمة يعود عهدها إلى القرنين الثاني والثالث الهجريين، ومن أبرزها الرباط والجامع الكبير ومتحف أثري الذي به مجموعة فريدة من الفسيفساء.
وعلى بعد بضعة كيلومترات توجد المحطة السياحية (القنطاوي)، وهي أول مجمع سياحي مدمج بالبلاد التونسية حيث يمكن للسائح التمتع بما يتوافر فيه من منشآت ترفيهية ورياضية.
وتعرف سوسة باسم الجوهرة، وهي المدينة السياحية الأشهر بفضل عشرات الفنادق والمطاعم والمحلات الترفيهية التي يتواصل نشاطها ليل نهار، فهي المدينة التي لا تنام وهي قبلة العائلات والمجموعات من تونس ومن الخارج.
وتشتهر سوسة بقلعتها المطلة على البحر وبصيفها الذي يشهد عددا من المهرجانات المنظمة والتلقائية حيث تعيش أجواء أفراح متواصلة، ومن أهمها مهرجان أوسو الشهير الذي يقام حسب ما تشير الدراسات والبحوث التاريخية منذ ما لا يقل عن 2000 سنة.
ومن مميزات سوسة المدينة القديمة، وسورها الخارجي، والجامع الكبير بالإضافة إلى عدد من المعالم الهامة الأخرى مثل متحف العادات والتقاليد ودار القضاء الشرعي القديم.
وفي سوسة خيارات عديدة من وسائل الترفيه مثل النوادي والملاهي والمطاعم وفيها الكازينو الذي يوفر متنفسا للعائلات وللسهرات الهادئة والعروض الفنية.
كما تتعدد فيها المرافق المخصصة للأطفال مثل المسابح ومدن الألعاب على غرار أكوالاند أو مدينة حنيبعل أو حديقة أفريقيا للحيوانات التي تقدم تشكيلة من أهم الحيوانات الأليفة والمتوحشة.
أما التسوق في سوسة فله نكهة خاصة، فهناك صناعة النحاسيات والتحف والزجاج والقطع البلورية والفضيات وغيرها التي تتميز بجودتها وبأسعارها المناسبة.
سياحة علاجية
لا تقتصر أوجه السياحة في تونس الخضراء على زيارة المدن والمواقع التاريخية والتمتع بجمال الطبيعة، بل تأخذ منعرجا آخر يتحول معه العلاج إلى سياحة، حيث تولي الحكومة التونسية قطاع السياحة العلاجية أهمية كبرى، ويعتبر هذا القطاع من أكثر البنى التحتية تقدما في العالم بعد فرنسا وخاصة في مجال العلاج بمياه البحر والأعشاب الطبية.
ولعل توافر المناخ المناسب والمعتدل لهذا النوع من العلاج، إضافة إلى تطور الخدمات الاستشفائية وخبرة العاملين في هذا المجال والمنتجات الطبيعية والمياه المعدنية جعلها وجهة لأكثر من 150 الف زائر يبحثون عن هذا العلاج سنويا.
ويصل عدد مراكز المعالجة بمياه البحر والأعشاب إلى 49 مركزا منتشرا في كافة المدن التونسية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وذلك داخل المنتجعات والفنادق الخمس نجوم الراقية، وتستقطب مدن مثل سوسة ونابل والحمامات التي تتركز فيها اغلب هذه المراكز اعدادا كبيرة من السياح الغربيين، فبالإضافة إلى الاستفادة من العلاجات المتوافرة، فإنهم يقصدونها بحثا عن دفء الشمس والتمتع بزرقة السماء وصفاء مياه البحر وممارسة الرياضات البحرية المفضلة.
وتستطيع هذه المراكز استيعاب 6500 شخص في اليوم، وتقدم هذه المراكز علاجات ناجعة لأمراض مثل روماتيزم المفاصل باستخدام الطحالب البحرية حيث تلعب دورا هاما في استعادة المفاصل لحيويتها ومرونتها، كما يوجد علاج لتنشيط الساقين حيث يعيد هذا العلاج حيوية الاوردة وتقوية أغشيتها وتنشيط الشرايين والتخفيف من الآلام وذلك باستخدام الأعشاب ومياه البحر والمياه المعدنية.
كما تقدم هذه المراكز علاجات ضد إدمان التبغ الذي يستخدم فيه مزيجا بين طريقة الوخز بالابر ومياه البحر حيث يمكن تطهير الجسم من كل مكونات التبغ، وإضافة إلى العلاجات التي توفرها هذه المراكز لأمراض العصر كالتوتر والقلق والاكتئاب.
فضلا عن علاجات ناجحة في مجال الجراحة التجميلية وبأسعار منخفضة وكفاءة عالية وخاصة في مجال شد الوجه والتخسيس وطب الأسنان وهذه تنافس كبريات المراكز في العالم في هذا المجال.
و من أهم هذه المراكز العلاجية مركز العلاج المتواجد بفندق «نهرواس« بالحمامات، باعتباره أكبر المراكز العلاجية في البحر الأبيض المتوسط، حيث يتربع هذا المنتجع الصحي على مساحة قدرها 15000 متر مربع، ويضم 77 غرفة علاج وثلاثة مسابح كبيرة أحداها مغطى، وحمام وقاعات استرخاء.
ورشة عمل للنهوض بالسياحة
برعاية الديوان الوطني التونسي للسياحة نظمت ورشة عمل لوكلاء السفر والسياحة في الإمارات مع نظرائهم التونسيين في مدينة الحمامات بفندق الرويال. حيث شهدت ورشة العمل مناقشة العديد من الجوانب السياحية بين الأطراف السياحية، وقد طرح وكلاء السفر التونسيون برنامج عملهم لجذب السياح الإماراتيين والخليجيين إلى تونس خاصة بعد أن استقرت الأوضاع وتحاول النهوض مجددا، وتشتهر تونس بتنوع منتوجها السياحي الذي يعتبر من أعمدة الاقتصاد التونسي وتشكل عائداتها 7% من الدخل القومي الاجمالي وتوفر قرابة 400 ألف فرصة عمل مباشرة ومليوني فرصة غير مباشرة .
بالإضافة إلى السياحة العلاجية التي تشكل مصدرا مهما للدخل، حيث تعتبر تونس نقطة جذب للسياح الأوروبيين لقربها منهم وجاءت ورشة العمل لتشجيع السياح العرب وفتح آفاق اقتصادية جديدة. وعرض الجانب التونسي برامجه وخططه المستقبلية لترويج تونس سياحيا.
وزير السياحة التونسي: مؤشرات إيجابية لنجاح الموسم
أكد وزير السياحة التونسي الياس فخفاخ على المؤشرات الإيجابية لنجاح الموسم السياحي لهذا العام. مؤكدا بدء القطاع السياحي التونسي استرداد عافيته بعد الإحصائيات الأولية. مقارنة بنفس الفترة من سنة 2010.
وذلك خلال اجتماعه في العاصمة تونس بوكلاء السفر والسياحة من الإمارات وحضر الاجتماع كريم قديش مدير الخطوط الجوية التونسية لمنطقة الخليج، صلاح بن دخيل من الديوان الوطني التونسي للسياحة، رياض الفيصل مدير عام الماجد للسفريات وكيل عام الخطوط التونسية، عاطف صدقي رئيس مجموعة أتلانتا للسياحة، محمد العوضي مدير تجاري في وكالة دبي الوطنية للسفريات «دناتا»، ياسين دياب مدير عام الفيصل للسفريات، عبد الناصر العقاد مدير عام العقاد للسياحة ومسعود حسن من وكالة الشارقة للسفريات.
وذكر الوزير فخفاخ إن الحكومة التونسية ماضية في تنفيذ خطتها الاستراتيجية التي تركز على التوجه نحو أسواق جديدة تشمل السوق الصيني الذي يصل حجمه إلى 60 مليون سائح سنويا بالإضافة إلى مواصلة الترويج في دول الخليج العربي والمغرب العربي والدولة الأوروبية. وعن الخطط الآنية لإنعاش هذا القطاع.
تحدث عن خطة مكونة من ثلاثة محاور أولها العمل على الترويج والتسويق بدعوة العديد من وكلاء السفر والسياحة والإعلاميين للاطلاع على واقع السياحة عن كثب.
والمحور الثاني دعم السياحة عبر المشاركة في الفعاليات والمؤتمرات المتخصصة. أما المحور الثالث وهو التركيز على تنويع وتجديد المنتج السياحي التونسي والترويج له باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي عبر شبكة الانترنت ووسائل الإعلام المختلفة. وحول الاستفادة من الشهرة الواسعة التي حظيت عليها تونس من جراء الثورة وما تلتها من أحداث.
قال فخفاخ لابد من تظافر الجهود بين الوزارات المختلفة واستغلال هذه الشهرة وتحويلها نحو القطاع السياحي لجذب مزيد من السائحين إلى تونس وذلك بتفعيل المشاركة مع الوسائل الإعلامية المختلفة والمشاركة في التظاهرات السياحية والاقتصادية ووسائل الاتصال الحديثة, وبدعوة المختصين في المجال السياحي لمعاينة الوضع على أرض الواقع.
وعقب ذلك استمع الوزير إلى وجهات نظر الوكلاء حول الوضع السياحي وتنمية هذا الجانب ووعد بتسهيل كافة العقبات التي تعترض تقدم هذا القطاع. والعمل كل يخدم الصالح العام لكلا الجانبين والاستفادة من التجربة الإماراتية متمثلة في دبي من ناحية التسويق السياحي كونها حظيت بشهرة عالمية.
المصدر: صحيفة البيان الاماراتية - 28 أبريل 2012


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.