تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تونس تستعيد عافيتها منذ بداية العام وتطل على العالم في ثوب جديد
نشر في الوسط التونسية يوم 28 - 04 - 2012

أكد وزير السياحة التونسي الياس فخفاخ على المؤشرات الإيجابية لنجاح الموسم السياحي لهذا العام. مؤكدا بدء القطاع السياحي التونسي استرداد عافيته بعد الإحصائيات الأولية. مقارنة بنفس الفترة من سنة 2010.
بدأت السياحة التونسية تستعيد عافيتها منذ بداية العام الحالي، بعد تراجع حاد بسبب الأحداث التي تلت ثورة 14 يناير 2011. وبدأت تونس تطل على العالم في ثوب جديد بهدف إبراز تنوع مخزونها الحضاري وثرائها الثقافي وحفاوة شعبها، وشهدت الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام مؤشرات إيجابية تبشر بموسم سياحي حافل تمكن تونس من استعادة مكانتها كوجهة سياحية أولى بمنطقة البحر المتوسط.
تمثل تونس حلقة الوصل بين أوروبا وأفريقيا، وقد أثرت وتأثرت بالحضارات العريقة التي توالت عليها حيث لعبت تونس ادوارا هامة في التاريخ القديم منذ عهد الامازيغ والفينيقيين والقرطاجيين وقد عرفت باسم مقاطعة افريقيا ابان الحكم الروماني لها. وقد دارت حروب بين قرطاج وروما لاتزال إلى الان احد اهم حروب العهد القديم كما كانت تسمى مطمور روما لما كانت توفره من منتجات فلاحية. فتحها المسلمون في القرن السابع الميلادي. واسسوا فيها مدينة القيروان سنه 50 ه لتكون أول مدينة اسلامية في شمال افريقيا. وتونس التي هام بها العديد من الشعراء حيث قال فيها الشاعر نزار قباني :
يا تونس الخضراء جئتك عاشقا
وعلى جبيني وردة وكتاب
إني الدمشقي الذي احترف الهوي
فاخضرت لغنائية الأعشاب
أحرقت من خلفي جميع مراكبي
إن الهوى أن لا يكون إياب
وتتكون تونس العاصمة من ثلاث مدن متلاصقة المدينة العتيقة وهي قلب تونس ولا تزال محافظة على تصميمها المعماري الفريد منذ خمسة قرون، وتضم عددا من المعالم التاريخية، وسجلتها اليونسكو ضمن التراث العالمي، والمدينة الاوروبية التي تم تشييدها في بداية القرن العشرين، والمدينة الحديثة التي تشكل المركز المالي للمدينة.
ومن ابرز معالمها جامع الزيتونة هذا الصرح العظيم الذي يعد منارة اسلامية وجامعة اسلامية وقام بنشر العلوم وتخرج منه آلاف العلماء كما يعد تحفة معمارية واحد الاثار الاسلامية الهامة، ومتحف باردو القومي الذي يضم اكبر مجموعة فسيفساء رومانية في العالم، متحف الفنون والعادات الشعبية بالمدينة العتيقة وغيرها العديد من المتاحف الشهيرة.
شارع الحبيب بورقيبة، الذي يعد اهم شوارع العاصمة فيه العديد من الشوارع الرئيسة ويظلل جنباته صف من الاشجار ومن ابرز علامات الشارع المسرح البلدي الذي تم افتتاحه في 20 نوفمبر 1902 وهناك تمثال العلامة ابن خلدون في ساحة الاستقلال.
وعلى بعد دقائق من العاصمة تونس تقع قرطاج هذه المدينة الخالدة التي اسسها الفينيقيون سنه 814 ق. م ودمرتها روما واعادت بناءها ولا تزال اثارها شاهدة على هذه الحقبة. بدءاً بحمامات انطونيوس وهي اكبر الحمامات الرومانية في العالم. ومتحف قرطاج، ومسرح قرطاج الروماني الذي تقام فيه اشهر المهرجانات خلال شهري يوليو وأغسطس من كل عام.
وفي ضواحي العاصمة الشمالية الشرقية وعلى شواطئ قرطاج التي تمتد حوالي 25 كيلومترا على خليج تونس تقع مناطق، قرطاج، سعيد بوسعيد، المرسى، وقمرت، حيث يستمتع السائح بالطبيعة الساحرة بالإضافة إلى الفنادق الحديثة التي تشمل المطاعم والمقاهي والمرافق الصحية والرياضية.
وتعد قمرت بطبيعتها الخلابة وهضباتها المطلة على شاطئها منطقة جذب للسياح حيث يوجد فيها اشهر فنادق الخمس نجوم مثل فندق جولدن تيوليب. ولابد للسائح من زيارة قرية سيدي بوسعيد التي تعتبر اول موقع محمي في العالم.
سيدي بوسعيد
تقع قرية سيدي بوسعيد الساحلية في الضواحي الشمالية للعاصمة، وتبعد حوالي 20 كلم عن وسط العاصمة، ويقطنها قرابة 5 آلاف ساكن، وهي قرية متوسطة الحجم عبارة عن جبل ضخم يكسوه الشجر والعشب والغابات، وأسفله بحر دافئ، ورمال ذهبية ناعمة يجاورها مرفأ سيدي بو سعيد السياحي.
تعتبر قرية سيدي بوسعيد، من أجمل المدن التونسية، حيث يلتقي بها عبق التاريخ بسحر الطبيعة ولمسات الفن المعماري العربي الإسلامي، من خلال قبابها وجدرانها البيضاء وأبوابها الزرقاء وأزقة تتدلى من على هضبة تشرف على الضفة الجنوبية للمتوسط.
استمدت سيدي بوسعيد اسمها من اسم الولي الصالح أبو سعيد بن خلف بن يحي التميمي الباجي سنة 93، وكانت قبل هذا التاريخ تسمى ناظور قرطاج في العهد الحفصي، و«جبل المرسى« ثم «جبل المنار« بعد الفتح الإسلامي.
أوّل ما يسترعي انتباه القادم إلى سيدي بوسعيد هو تناسق الألوان في هذه المدينة واتحادها، وهي ذات طابع معماري أصيل بلونيه الأبيض والأزرق وأبوابها التي تزيّنها المسامير السوداء وشبابيكها ذات المشابك المقوّسة حتى أعمدة الإنارة يزينها الونان الأسود أو الأزرق دون سواهما، كما يلاحظ وجود عدد قليل من الأبواب ذات اللون الأصفر.
وتضمّ القرية عددا هامّا من الآثار التي تحكي تاريخ المكان والحقب التي مرّت عليه، كقصر البارون دي ارلنجر الذي يسمى اليوم قصر النجمة الزهراء، وتقام فيه سهرات فنيّة وأمسيات شعريّة ثقافيّة. وتعد سيدي بوسعيد مرقدا آمنا لأكثر من 500 ولي صالح على رأسهم سيدي بوسعيد، والطريف أن أسماء المقاهي المنتشرة في هذه المدينة تحمل كلها أسماء الأولياء الذين يرقدون هنا.
في بداية القرن العشرين أصبحت مدينة سيدي بوسعيد المكان المفضّل للفنانين والمثقفين الذين شدّتهم بأجوائها السّاحرة، وقد اختاروها مقرّا لسكناهم ثم تبعهم الكتاب والمهندسون والفنانون التشكيليون والسينمائيون وغيرهم، وقد كان للبارون رودولف دي ارلنجر الرسام الانجليزي دورا بارزا في هذه المنطقة، حيث كان لهذه الشخصيّة المغرمة بالموسيقى وصاحبة الذوق الرفيع ارتباطا وثيقا بمصير المدينة، ولشدّة تأثره بجمال الموقع قرّر الإقامة فيه وبناء قصره ذي الهندسة الشرقية وسمّاه النجمة الزهراء وقد تواصلت مدّة تشييده من 1912 إلى 1922.
وتعتبر سيدي بوسعيد القبلة الأولى للسيّاح من مختلف الجنسيّات والشرائح العمريّة، فلا يمكن للسّائح أن يزور تونس دون المرور بهذه المدينة.
وتنتشر في أعالي سيدي بوسعيد العديد من المقاهي المعروفة لدى جميع الزوّار، وقد يكلّف المرء نفسه عناء السفر ساعات لتناول كوب من الشاي الأخضر بالبندق في أحد المقاهي، ونذكر منها «القهوة العالية« التي تعتبر من أقدم المقاهي في تونس، حيث كانت في عهد الباي مجعولة لأعيان البلاد فقط، وهي مقهى ذات سلالم عالية، يتوفر فيها طابع عربي أندلسي رائع. ومقهى سيدي شبعان في نهاية القرية، والمطل على خليج تونس وجبل بوقرنين.
الحمامات ونابل
في قلب شبه جزيرة الوطن القبلي، ذات المناطق الخضراء العابقة بهدوء البحر، تقع مدينتا الحمامات ونابل، اللتان تعتبران محطتان سياحيتان شهيرتان بشواطئهما الممتدة على طول شريط ساحلي من الرمل الصافي وجمال بحر في زرقة الزمرد، ليمثلان قطبين سياحيين شهيرين.
يمتد الوطن القبلي، كيد نحو أوروبا، التي لا تبعد عنه صقليا سوى 140 كلم، حيث يكاد يكون أشبه بحديقة ياسمين فسيحة وهادئة، تتجاور فيه الكروم والزهور مع أشجار الحمضيات، كما يتميز بسهوله الخصبة وتلاله المنخفضة، وشواطئه الرملية الممتدة، التي يداعب رملها بحرا يتميز بزرقة الأزورد، محيلة إياه إلى بركة يحلو فيها العيش، وقد شكل الوطن القبلي منذ عهد قرطاج منطقة زراعية نشطة، إلا أن قربه من أوروبا جعله مطعما للغزاة، ويتجلى ذلك في صورة الرباطات المتوزعة على سواحله.
كما شكل على مر العصور، موطن لجوء لعديد الأقوام، من الاندلسيين والصيادين الصقليين، فضلا عن وقوع العديد من المشاهير والفنانين قي سحره، من أمثال ونستون تشرشل، وأوسكار وايد، وأندري جيد، وبول كلي، وصوفيا لورين.
كل هذه الصفات أتاحت للزائر التمتع بخصائص مدينة الحمامات وشاعرية مدينتها العتيقة التي تحيط بها أسوار بلون الذهب وحدائق تتنازعها أصناف الورد والزهور والياسمين، فوسط أسوارها السابحة في البحر، ورباطها المنيع الذي يعود إلى القرن الخامس عشر، تقدم المدينة العتيقة لزوارها بهاء أزقتها الملتوية، حيث يبدو الزمن قد توقف، بين أبواب زرقاء ساطعة تحتضنها جدران بيضاء، تنوعت بين متاجر ورواقات للفنون أو متاحف صغيرة للملابس التقليدية.
والى الجنوب من الحمامات تقع مدينة ياسمين الحمامات، التي تمثل معلما سياحيا حديثا. تتميز بشوارعها الواسعة وفنادقها التي تتنافس في الفخامة والمجهزة بأحدث التقنيات والوسائل، وهناك العديد من أماكن الترفيه والتسلية التي تضفي حركة نشطة في هذه المدينة العصرية. وعلى شاطئها الممتد على مسافة 1500متر تقع المقاهي والنوادي التي تحمل الزائر إلى أجواء ألف ليلة وليلة. وفي قلب المحطة تقع المارينا بمواصفاتها العالمية ويتسع المرفأ لأكثر من 700 يخت وقارب وتحيط بها الفنادق وشقق الاقامات الفخمة.
وعلى بعد مسافة قصيرة من ياسمين الحمامات يجد المغرمون برياضة الصولجان ضالتهم في منطقة الحمامات، حيث يحتوي الملعب على مسارين كبيرين، يلتويان حول التلال المخضرة، في أجواء معتدلة، ومناظر تطل على البحر والنباتات المتوسطية المميزة، فضلا عن احتواء المنطقة على 4 مراكز للمعالجة بمياه البحر، تقدم تشكيلة واسعة من الخدمات، بدءا من الاسترخاء إلى التدليك الشرقي.
فيما تتميز مدينة نابل بأجوائها الساحرة، حيث تشتهر بصناعاتها التقليدية، ما أحالها إلى عاصمة المحافظة على التراث ونمط العيش الجامع بين العراقة والجمال، إذ تقدم صورة المدينة الصغيرة العائمة في البحر، حيث يطيب العيش، في أحياء عتيقة تتقاطع مع أنهج حيث تجارة مزدهرة، فيما يؤكد ثراء الصناعات التقليدية، وتتحول المدينة يوم سوقها الأسبوعي إلى عاصمة للمنطقة ككل.
سوسة
تعتبر مدينة سوسة اشهر مدينة سياحية تونسية، وتستقطب 1. 5 ملايين سائح اجنبي سنويا، ويعود تاريخ المدينة إلى 3000 سنة خلت، فقد بناها الفينيقيون قبل قرطاج على ضفاف حوض البحر الأبيض المتوسط، وإلى جانب المدينة وأحيائها الحديثة توجد المدينة العتيقة التي لا تزال محافظة على طابعها الأصيل وتضم معالم أثرية مهمة يعود عهدها إلى القرنين الثاني والثالث الهجريين، ومن أبرزها الرباط والجامع الكبير ومتحف أثري الذي به مجموعة فريدة من الفسيفساء.
وعلى بعد بضعة كيلومترات توجد المحطة السياحية (القنطاوي)، وهي أول مجمع سياحي مدمج بالبلاد التونسية حيث يمكن للسائح التمتع بما يتوافر فيه من منشآت ترفيهية ورياضية.
وتعرف سوسة باسم الجوهرة، وهي المدينة السياحية الأشهر بفضل عشرات الفنادق والمطاعم والمحلات الترفيهية التي يتواصل نشاطها ليل نهار، فهي المدينة التي لا تنام وهي قبلة العائلات والمجموعات من تونس ومن الخارج.
وتشتهر سوسة بقلعتها المطلة على البحر وبصيفها الذي يشهد عددا من المهرجانات المنظمة والتلقائية حيث تعيش أجواء أفراح متواصلة، ومن أهمها مهرجان أوسو الشهير الذي يقام حسب ما تشير الدراسات والبحوث التاريخية منذ ما لا يقل عن 2000 سنة.
ومن مميزات سوسة المدينة القديمة، وسورها الخارجي، والجامع الكبير بالإضافة إلى عدد من المعالم الهامة الأخرى مثل متحف العادات والتقاليد ودار القضاء الشرعي القديم.
وفي سوسة خيارات عديدة من وسائل الترفيه مثل النوادي والملاهي والمطاعم وفيها الكازينو الذي يوفر متنفسا للعائلات وللسهرات الهادئة والعروض الفنية.
كما تتعدد فيها المرافق المخصصة للأطفال مثل المسابح ومدن الألعاب على غرار أكوالاند أو مدينة حنيبعل أو حديقة أفريقيا للحيوانات التي تقدم تشكيلة من أهم الحيوانات الأليفة والمتوحشة.
أما التسوق في سوسة فله نكهة خاصة، فهناك صناعة النحاسيات والتحف والزجاج والقطع البلورية والفضيات وغيرها التي تتميز بجودتها وبأسعارها المناسبة.
سياحة علاجية
لا تقتصر أوجه السياحة في تونس الخضراء على زيارة المدن والمواقع التاريخية والتمتع بجمال الطبيعة، بل تأخذ منعرجا آخر يتحول معه العلاج إلى سياحة، حيث تولي الحكومة التونسية قطاع السياحة العلاجية أهمية كبرى، ويعتبر هذا القطاع من أكثر البنى التحتية تقدما في العالم بعد فرنسا وخاصة في مجال العلاج بمياه البحر والأعشاب الطبية.
ولعل توافر المناخ المناسب والمعتدل لهذا النوع من العلاج، إضافة إلى تطور الخدمات الاستشفائية وخبرة العاملين في هذا المجال والمنتجات الطبيعية والمياه المعدنية جعلها وجهة لأكثر من 150 الف زائر يبحثون عن هذا العلاج سنويا.
ويصل عدد مراكز المعالجة بمياه البحر والأعشاب إلى 49 مركزا منتشرا في كافة المدن التونسية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وذلك داخل المنتجعات والفنادق الخمس نجوم الراقية، وتستقطب مدن مثل سوسة ونابل والحمامات التي تتركز فيها اغلب هذه المراكز اعدادا كبيرة من السياح الغربيين، فبالإضافة إلى الاستفادة من العلاجات المتوافرة، فإنهم يقصدونها بحثا عن دفء الشمس والتمتع بزرقة السماء وصفاء مياه البحر وممارسة الرياضات البحرية المفضلة.
وتستطيع هذه المراكز استيعاب 6500 شخص في اليوم، وتقدم هذه المراكز علاجات ناجعة لأمراض مثل روماتيزم المفاصل باستخدام الطحالب البحرية حيث تلعب دورا هاما في استعادة المفاصل لحيويتها ومرونتها، كما يوجد علاج لتنشيط الساقين حيث يعيد هذا العلاج حيوية الاوردة وتقوية أغشيتها وتنشيط الشرايين والتخفيف من الآلام وذلك باستخدام الأعشاب ومياه البحر والمياه المعدنية.
كما تقدم هذه المراكز علاجات ضد إدمان التبغ الذي يستخدم فيه مزيجا بين طريقة الوخز بالابر ومياه البحر حيث يمكن تطهير الجسم من كل مكونات التبغ، وإضافة إلى العلاجات التي توفرها هذه المراكز لأمراض العصر كالتوتر والقلق والاكتئاب.
فضلا عن علاجات ناجحة في مجال الجراحة التجميلية وبأسعار منخفضة وكفاءة عالية وخاصة في مجال شد الوجه والتخسيس وطب الأسنان وهذه تنافس كبريات المراكز في العالم في هذا المجال.
و من أهم هذه المراكز العلاجية مركز العلاج المتواجد بفندق «نهرواس« بالحمامات، باعتباره أكبر المراكز العلاجية في البحر الأبيض المتوسط، حيث يتربع هذا المنتجع الصحي على مساحة قدرها 15000 متر مربع، ويضم 77 غرفة علاج وثلاثة مسابح كبيرة أحداها مغطى، وحمام وقاعات استرخاء.
ورشة عمل للنهوض بالسياحة
برعاية الديوان الوطني التونسي للسياحة نظمت ورشة عمل لوكلاء السفر والسياحة في الإمارات مع نظرائهم التونسيين في مدينة الحمامات بفندق الرويال. حيث شهدت ورشة العمل مناقشة العديد من الجوانب السياحية بين الأطراف السياحية، وقد طرح وكلاء السفر التونسيون برنامج عملهم لجذب السياح الإماراتيين والخليجيين إلى تونس خاصة بعد أن استقرت الأوضاع وتحاول النهوض مجددا، وتشتهر تونس بتنوع منتوجها السياحي الذي يعتبر من أعمدة الاقتصاد التونسي وتشكل عائداتها 7% من الدخل القومي الاجمالي وتوفر قرابة 400 ألف فرصة عمل مباشرة ومليوني فرصة غير مباشرة .
بالإضافة إلى السياحة العلاجية التي تشكل مصدرا مهما للدخل، حيث تعتبر تونس نقطة جذب للسياح الأوروبيين لقربها منهم وجاءت ورشة العمل لتشجيع السياح العرب وفتح آفاق اقتصادية جديدة. وعرض الجانب التونسي برامجه وخططه المستقبلية لترويج تونس سياحيا.
وزير السياحة التونسي: مؤشرات إيجابية لنجاح الموسم
أكد وزير السياحة التونسي الياس فخفاخ على المؤشرات الإيجابية لنجاح الموسم السياحي لهذا العام. مؤكدا بدء القطاع السياحي التونسي استرداد عافيته بعد الإحصائيات الأولية. مقارنة بنفس الفترة من سنة 2010.
وذلك خلال اجتماعه في العاصمة تونس بوكلاء السفر والسياحة من الإمارات وحضر الاجتماع كريم قديش مدير الخطوط الجوية التونسية لمنطقة الخليج، صلاح بن دخيل من الديوان الوطني التونسي للسياحة، رياض الفيصل مدير عام الماجد للسفريات وكيل عام الخطوط التونسية، عاطف صدقي رئيس مجموعة أتلانتا للسياحة، محمد العوضي مدير تجاري في وكالة دبي الوطنية للسفريات «دناتا»، ياسين دياب مدير عام الفيصل للسفريات، عبد الناصر العقاد مدير عام العقاد للسياحة ومسعود حسن من وكالة الشارقة للسفريات.
وذكر الوزير فخفاخ إن الحكومة التونسية ماضية في تنفيذ خطتها الاستراتيجية التي تركز على التوجه نحو أسواق جديدة تشمل السوق الصيني الذي يصل حجمه إلى 60 مليون سائح سنويا بالإضافة إلى مواصلة الترويج في دول الخليج العربي والمغرب العربي والدولة الأوروبية. وعن الخطط الآنية لإنعاش هذا القطاع.
تحدث عن خطة مكونة من ثلاثة محاور أولها العمل على الترويج والتسويق بدعوة العديد من وكلاء السفر والسياحة والإعلاميين للاطلاع على واقع السياحة عن كثب.
والمحور الثاني دعم السياحة عبر المشاركة في الفعاليات والمؤتمرات المتخصصة. أما المحور الثالث وهو التركيز على تنويع وتجديد المنتج السياحي التونسي والترويج له باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي عبر شبكة الانترنت ووسائل الإعلام المختلفة. وحول الاستفادة من الشهرة الواسعة التي حظيت عليها تونس من جراء الثورة وما تلتها من أحداث.
قال فخفاخ لابد من تظافر الجهود بين الوزارات المختلفة واستغلال هذه الشهرة وتحويلها نحو القطاع السياحي لجذب مزيد من السائحين إلى تونس وذلك بتفعيل المشاركة مع الوسائل الإعلامية المختلفة والمشاركة في التظاهرات السياحية والاقتصادية ووسائل الاتصال الحديثة, وبدعوة المختصين في المجال السياحي لمعاينة الوضع على أرض الواقع.
وعقب ذلك استمع الوزير إلى وجهات نظر الوكلاء حول الوضع السياحي وتنمية هذا الجانب ووعد بتسهيل كافة العقبات التي تعترض تقدم هذا القطاع. والعمل كل يخدم الصالح العام لكلا الجانبين والاستفادة من التجربة الإماراتية متمثلة في دبي من ناحية التسويق السياحي كونها حظيت بشهرة عالمية.
المصدر: صحيفة البيان الاماراتية - 28 أبريل 2012


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.