خبراء في الشأن الإفريقي اعتبروا اجتماع الرباط وزراء داخلية المغرب وإسبانياوفرنسا والبرتغال بالرباط أمس كان "ضروريا وعاجلا" للتنسيق ضد "تهديدات حقيقية" الرباط -الأناضول-الوسط التونسية: حذر خبراء في الشأن الإفريقي من سيناريو "أفغاني باكستاني" بدول جوار مالي جراء المعارك بين الجيش المالي المدعوم فرنسيا وجماعات مسلحة. واعتبر الخبراء أن الاجتماع الذي عقد في الرباط أمس بين وزراء داخلية المغرب وإسبانياوفرنسا والبرتغال كان "ضروريا وعاجلا"، محذرين من أن تلك البلدان باتت تواجه "تهديدا أمنيا حقيقيا". وقال خالد الشكراوي الأستاذ بمعهد الدراسات الإفريقية بالرباط، إن الهجوم على حفل غاز "عين أميناس" بالجزائر أوضح بشكل جلي أن هناك تهديدا مباشرا للمصالح الغربية الاستراتيجية في منطقة الساحل والصحراء، خاصة تلك المرتبطة بمصادر النفط والغاز. وأضاف الشكراوي لمراسلة الأناضول أن مختلف الدول التي وافقت على مساعدة فرنسا في حملتها العسكرية ضد المسلحين في مالي، "قد تصبح هدفا لهجمات إرهابية" محتملة. واعتبر أن المغرب، الذي دعم الموفق الفرنسي وفتح مجاله الجوي أمام الطائرات الفرنسية المقاتلة، استضاف أمس الاجتماع في سياق "التشاور وربط الاتصال بين المصالح والوحدات الأمنية والاستخباراتية لهذه البلدان، استعدادا لمواجهة أي تهديد بسبب تدهور الوضع الأمني في منطقة الساحل والصحراء". واعتبر الشكراوي أن تدهور الوضع الأمني على الحدود الجزائرية أو الموريتانية وعدم الاستقرار في هذين البلدين بحكم قربها من الصراع الدائر في مالي، سيؤثر بشكل مباشر على استقرار المغرب وكذلك الحال في إسبانيا والبرتغال. من جانبه قال الموساوي العجلاوي، الخبير في الشأن الإفريقي، إن "دول المغرب العربي - وفي مقدمتها المغرب - تشكل عمقا استراتيجيا أساسيا للأمن القومي الأوروبي"، مشيرا إلى أن هناك مخاوف متصاعدة من وصول شظايا الحرب الدائرة في مالي إلى دول الجوار المغاربي. ولفت إلى أن ذلك عجل، بحسب الخبير، بإعادة ترتيب الأوراق والتنسيق بين المصالح الأمنية للمغرب وفرنساوإسبانيا والبرتغال خلال الاجتماع الأخير في الرباط. وأبدى العجلاوي مخاوفه من أن تعيد الحرب الجارية في المنطقة "إنتاج السيناريو الأفغاني والباكستاني" خاصة بالنسبة للجزائر وموريتانيا بسبب الولاءات التي تدين بها عدة قبائل وجماعات إثنية في هذين البلدين، لعدد من الجماعات الإسلامية المقاتلة في شمال مالي إلى جانب علاقات القربى والمصاهرة التي تجمعها ببعضها البعض. واعتبر العجلاوي أن التهديدات الأمنية التي تمس المغرب قد تأتي من الجنوب الغربي للجزائر، ومن المنطقة الواقعة شرق الشريط الأمني المقام على الحدود في الصحراء المتنازع عليها والخاضعة لسيطرة جبهة البوليساريو ( المطالبة بانفصال الصحراء عن السيادة المغربية) . وكان وزير الداخلية المغربي امحند العنصر، أكد عقب الاجتماع أمس، أن "الإرهاب هو الخطر الأكبر الذي يهدد هذه البلدان الأربعة"، وأنها تقتسم ذات التصور فيما يتعلق بالخطورة القصوى للتهديدات القادم من منطقة الساحل والصحراء، خاصة بعد التدخل في شمال مالي. وكانت وزارة الداخلية المغربية قد أعلنت الأسبوع الماضي عن تفكيك "خلية إرهابية" تعمل على تجنيد شباب مغاربة للالتحاق بتنظيم القاعدة، وتعلن السلطات المغربية بشكل دوري عن تفكيك خلايا إرهابية تقول أنها تستهدف أمن البلاد ودول الجوار الإقليمي. 26/1/2013 18:13 ( 26/1/2013 20:13)