شهدت قضية النائب طلعت السادات عضو مجلس الشعب والذي يحاكم بتهمة الاساءة للجيش المصري تطورات خطيرة حيث اعلن طلعت الاعتصام داخل البرلمان منذ الثانية عشرة من ظهر امس الثلاثاء واكد علي انه لن يغادر مقر المجلس الا بالحصول علي ضمانات حقيقية بمحاكمة عادلة. وجه السادات الذي وصل للمكان غاضبا وتوجه مباشرة نحو احدي القاعات الرئيسية استغاثة للمشير حسين طنطاوي وزير الدفاع يطالبه بأن ينأي بالقوات المسلحة من الدخول طرفا في صراع عائلي الهدف منه القضاء علي مستقبله السياسي. وقال طلعت ان جمال مبارك وانصاره يخططون للاجهاز عليه ولو تمكنوا من اخماد صوته للأبد لفعلوا . وذكر ان الجيش المصري صاحب تراث مشرف وله سمعة طيبة ملأت الآفاق لذا من الواجب الا يكون له او لأي طرف عسكري دور من اجل نصرة طرف علي حساب آخر. وندد السادات بموقف رئيس مجلس الشعب د. فتحي سرور والذي قام برفع الحصانة البرلمانية عنه بدون التصويت علي القرار واختراق اللوائح المعمول بها في المجلس مما يندرج تحت ما يعرف قانونا بالخطأ في الاجراءات التي تعد باطلة، واصفا ما جري معه بأنه تقويض لحقوقه التي كفلها الدستور لعضو مجلس الشعب حيث تحولت الحصانة الي حماية وهمية لا قيمة لها الا لمن يرضي عنهم النظام. وقد توافد علي المجلس اربعون نائبا انضموا للسادات وجميعهم من المستقلين وكتلة الاخوان حيث اعلنوا تضامنهم معه فيما سعي اليه. وفي تصريحات خاصة ل القدس العربي اكد سعد الكتاتني المتحدث باسم نواب الاخوان في مجلس الشعب ان ما ذهب اليه طلعت هو حقوق مشروعة من الواجب الا يحرم منها. واشار الي ان ما يحدث معه في الوقت الراهن من رفع للحصانة عنه بدون اي اعتبارات دستورية يكشف بجلاء وجود رغبة دفينة لدي قوي داخل النظام تهدف للاجهاز عليه. ودعا الكتاتني الي ضرورة ان ينتهي النظام من الاسلوب الذي دأب عليه في الفترة الاخيرة والمتمثل في الدخول في معارك شخصية من اجل اطراف بعينها. وذكر الكتاتني ان الجماعة سوف تبذل قصاري جهدها من اجل التوصل لمساع من شأنها انهاء الأزمة وعودة الامور الي نصابها، واشار الي ان طلعت يكن للقوات المسلحة عظيم الاحترام والتقدير لدورها الوطني الذي لعبته منذ ان تم تكوين الجيش واعلان الاستقلال حيث هناك اجماع وطني من قبل جميع القوي سواء المعارضة او التابعة للحزب الحاكم علي ذلك الدور المشرف الذي تقوم به القوات المسلحة لحماية كامل التراب الوطني واعتبارها قوة ردع لحماية السلام والذود عن اي مخاطر تهدد الامة. واكد علاء عبد المنعم عضو مجلس الشعب عن كتلة المستقلين علي تضامن جميع النواب المعارضين مع طلعت السادات مشيرا الي انه لم يرتكب جرما حتي يتم رفع الحصانة عنه من اعضاء مجلس الشعب وملاحقته في المحاكم. ودعا عبد المنعم قوي النظام لان تسترد هدوءها وان تكتفي بمطاردة المعارضين للنظام. وقال علاء ينبغي ان تعود الدولة الي رشدها لتواجه المخاطر التي تواجهها وفي سبيل تحقيق ذلك ينبغي ان تتوقف عن اتباع الاسلوب الاجرامي في التعامل مع من يحاولون ابداء ارائهم . جدير بالذكر ان طلعت السادات تعرض لرفع الحصانة البرلمانية عنه بعد ساعات من بلاغ مقدم من وزير الداخلية للقوات المسلحة يتهم فيه طلعت بالاساءة للجيش المصري من خلال برنامج اذيع علي قناة (اوربت) واتهم خلاله النظام بترقية طاقم حراسة الرئيس الراحل انور السادات بعد اغتياله وذلك بدلا من محاكمتهم بتهمة التقصير في القيام بالواجب الوظيفي. وكان طلعت قد توقع ان يصدر ضده حكم بالسجن لثلاثة اعوام علي الاقل وقد ازدادت هواجسه بعد ان تطورت الاحداث خلال الايام الاخيرة.