شبكة أقلام الثقافية : صدر العدد الثاني من فصلية المستقبل عن مركز المستقبل للدراسات والبحوث في العاصمة العراقية بغداد. ويأتي صدور العدد الثاني من مجلة المستقبل مواكباً لما تمر به المنطقة العربية وخاصةً منطقة الشرق الأوسط، من تحولات ومتغيرات نوعية على صعيد الساحة السياسية. وجاءت كلمة العدد تحت عنوان (سلطة الحل وسلطانية التسلط) لتعبر عن تاريخ عقدة السياسة العراقية (إشكالية بناء الدولة). فبين عائدية الولاية (الدولة) وأدارتها تشتت الجهد السياسي العراقي، مما أوجد ظاهرتي الاستيلاء والاستكفاء، لذا أمرض التاريخ السياسي العراقي، بمأزومية الاستيلاء الذي أوصلنا إلى طرفي المعادلة السياسية العراقية اليوم، (محاصصة– مشاركة) وقد تضمن العدد مجموعة بحوث منها (التحول الديمقراطي في دول مجلس التعاون الخليجي في التسعينيات)، حيث كانت دراسة للباحثة المصرية (ولاء البحيري)، تعبر عن معالجة واسعة لما تعيشه دول الخليج من تداعيات الإصلاح الديمقراطي، والتركيز على عوامل الداخل والخارج، ونمو الطبقة الوسطى، بواسطة مخرجات التعليم العالي وانعكاسات ذلك على الواقع الاجتماعي خاصةً في (البحرين- الكويت)، دفعت تلك التحولات الواقع السياسي، إلى طريق الأزمات حاجة التغيير وضرورة توسيع دائرة المشاركة، لمن توفرت فيه قابليات العلمية والاجتماعية (ويلاحظ أن ازدياد الطلب على المشاركة السياسية من قبل الطبقات الوسطى المثقفة الخليجية، فقد كانت نسبة خريجي الجامعات 60% من المرشحين لانتخابات مجلس الأمة الكويتي عام 1992) أما على المحور الاقتصادي في المجلة، فقد طرح الباحث الاقتصادي د. عبد الرسول عبد جاسم أزمة البطالة في العراق" الواقع والحلول" التي ركزت على سياسات التعليم الخاطئ وعدم استيعاب الكوادر الوسطى من خريجي المعاهد والاعداديات المهنية، والإشارة إلى حاجة العراق إلى قوة عاملة، تتحمل إعادة بناء هيكلية الاقتصاد العراقي أيضاً في نفس المحور عرض د. نوار دهام الزبيدي، الإجراءات التشريعية لمكافحة الفساد مع إشارة خاصة لاحكام القانون العراقي وقدمت مجلة المستقبل أوراق الحلقة النقاشية التي دارت حول مؤتمر القاهرة والوفاق الوطني. حيث تتوارد الأوراق على أهمية إعادة بناء الثقة السياسية بين مكونات الطيف العراقي فيما يتعلق بإدامة أشواط العملية السياسية، وتوزعت عناوين الحلقة على (مؤتمر القاهرة والعملية السياسية في العراق بين الإيجاب والسلب للدكتور متعب مناف) وقراءة لبيان مؤتمر القاهرة للوفاق الوطني العراقي (للدكتور خليل الربيعي). ومؤتمر القاهرة (العراق وخيار الحوار للسيد حكمت البخاتي) إما ملف العدد ضم بحثين، الأول السلوك العراقي الانتخابي وآثاره في العملية السياسية الراهنة للدكتور متعب مناف، قدم فيه تشريحاً اجتماعياً للعلاقة بين مسميات الكيانات وحركتها السياسية على الصعيد العراقي. فهناك الائتلاف (فالجنوب مؤتلف) وكذلك يوجد تحالف أي معناه (فالشمال العراقي متحالف). وبالتالي يسمي الوسط العراقي متوافقاً، ليصل إلى تساؤل مهم هو (إذاً فالعراق افتراضياً وسياسياً وانتخابياً يجمع بين تحالف في الشمال وائتلاف في الجنوب وتوافق في الوسط). فهل أفرزت الانتخابات في 15 كانون الأول 2005 خطابات سياسية تحالفية في الشمال وتوافقية في الوسط وائتلافية في الجنوب ؟ أن الجواب على هذا السؤال يبدو صعباً ثم يأتي بحث الأستاذ حكمت البخاتي (سلطة المركز وهامشية الأطراف سلطة بغداد وإرساء المركزية) ليناقش أزمة صراع المركز مع إطرافه، موضحاً فاعلية العامل الديني في تيار العلاقة بين المركز والأطراف، مضيفاً قدوم العامل الإقليمي في دعم قوة المركز على حساب الطرف، مما جمع العراق في بغداد المركز بكونها مكان السلطة والقرار وهمشت الأطراف بوصفها واقعة تحت تهمة الولاءات الأخرىللمزيد من المعلومات يمكن مراجعة موقع مركز المستقبل للدراسات والبحوث على الانترنت http://mcsr.net/