أوقفت رابطة المسلمين اللبنانيين الشيخ "تاج الدين حامد الهلالي" مفتي أستراليا عن الخطابة لثلاثة أشهر بعد أن أثارت خطبة له وصف فيها غير المجبات ب"اللحم المكشوف"- معتبرا أن بعض النساء "يجذبن المغتصبين بطريقة لباسهن"- جدلا واسعا في الأوساط الأسترالية. يأتي ذلك فيما رفض الهلالي النداءات التي تطالبه بالاستقالة عن منصبه وقال: إنه لن يرحل قبل أن ينظف العالم من البيت الأبيض (الأمريكي) أولا. واعتذر الشيخ الهلالي إمام مسجد "لاكيمبا" أكبر مساجد سيدني في بيان أصدره الخميس 26-10-2006 عن تصريحات له نشرتها صحيفة "الأسترالي" وصف فيه النساء اللاتي لا يرتدين الحجاب باللحم المكشوف في الأسواق، وقوله "إذا عرضت لحما غير مغطى في الشارع أو في حديقة أو متنزه أو في الفناء الخلفي وجاءت القطط لتأكله.. على من يقع الخطأ على القطط أم على اللحم غير المغطى؟". وفى اعتذاره قال الهلالي: "إنني أعتذر بدون تحفظ لأي امرأة أساءت إليها كلماتي. لقد كنت أرمي فقط إلى حماية شرف المرأة، وهو ما غاب عما عرضته الصحف الأسترالية لكلامي". من جهته أوضح قيصر طراد المتحدث باسم الهلالي الخميس بأن التصريحات التي اعتبرها الإعلام الأسترالي مسيئة جاءت خلال خطبة للهلالي أمام نحو 500 من أتباعه عن الزنا في شهر رمضان. وقال "كان يتحدث عن الناس الذين يسعون لإقامة علاقات جنسية خارج رباط الزواج ويفعلون ذلك من خلال ملابس مغرية". وأوضح طراد بأن تشبيه اللحم المكشوف كان القصد منه الإشارة إلى بائعات الهوى. وخلال واحدة من خطبه التي ألقاها في شهر رمضان قال الهلالي إن الاعتداءات الجنسية قد لا تحدث إذا "ارتدت المرأة الحجاب ومكثت في منزلها". كما كان الهلالي وهو أكبر رجل دين مسلم في أستراليا قد قال إن بعض النساء يجذبن المغتصبين بطريقة لباسهن. : وحضر الهلالي صلاة الجمعة اليوم في مسجد لاكيمبا، لكنه لم يؤم الصلاة. وقال وقد أحاط به عشرات من أتباعه وهو يغادر المسجد إنه لن يتنحى. وحين سأله الصحفيون مباشرة عن موعد تنحيه زاد الشيخ الهلالي من موجة الجدل حوله حين أجاب ردا على موعد استقالته "بعد أن نطهر العالم من البيت الأبيض (الأمريكي) أولا". وأغضب الهلالي رجل الدين المصري المولد الرأي العام الأسترالي والزعماء السياسيين برأيه هذا وبتحميله غير المحجبات مسؤولية التعرض لاعتداءات جنسية؛ مما دفع البعض إلى المطالبة بترحيله من البلاد. وأوقفت رابطة المسلمين اللبنانيين الأسترالية التي تملك مسجد لاكيمبا الهلالي ومنعته من إلقاء الخطب لمدة ثلاثة أشهر، لكن زعماء مسلمين آخرين ورجال سياسة طالبوا بتنحيته. ونشر زعماء مسلمون في ولاية فيكتوريا الجنوبية رسالة مفتوحة أدانوا فيها أقوال الهلالي، وطالبوا بتنحيته كما أدانت الرابطة الأسترالية المتحدة للنساء المسلمات موقف الهلالي. مطالبة بإجراء أشد من جانبه طالب رئيس الوزراء الأسترالي "جون هاوارد" باتخاذ إجراء أشد ضد الهلالي الذي وصف يوما هاوارد نفسه والرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير "بمحور الشر". وكان بوش قد أطلق هذا التعبير سابقا على (العراق وإيران وكوريا الشمالية). وقال هاوارد للإذاعة الأسترالية "أعتقد أنه ما لم تحل هذه المسألة بطريقة مرضية من جانب الجالية الإسلامية فسيكون هناك قلق حقيقي من حدوث ضرر دائم". وأشار إلى إمكانية أن تعمل تصريحات الهلالي على عزل الأقلية المسلمة قائلا "لا نريد جالية إسلامية منعزلة. لا نريد للجالية الإسلامية أن تكون موضع نقد وسخرية". غير أن هاوارد صرح اليوم الجمعة أن الهلالي الآن "مواطن أسترالي ولا يمكن ترحيله". وفي سياق متصل قال بيتر كوستلو وزير الخزانة للتلفزيون الأسترالي أمس الخميس "آمل أن يرفع الزعماء المسلمون المعتدلون صوتهم اليوم، ويدينوا هذه الأقوال ويوضحوا للمسلمين أن هذه ليست رؤية الإسلام وأنهم سيتخذون إجراء ما". أما المنسّق الفيدرالي للتمييز الجنسي برو جوارد فقال: "أعرف تماما كم أن العديد من المسلمين قد تضايقوا جدا من هذه التصريحات وكم اعتبروها مسيئة للعلاقات الأسترالية- الإسلامية". وأضاف: "أعتقد أنه لا يجوز تخفيف الضغط عن الشيخ الهلالي لمجرد موافقته على التزام الصمت لثلاثة أشهر". وكان الهلالي قد أثار جدلا واسع النطاق قبل عامين حين قال إن هجمات 11 سبتمبر على الولاياتالمتحدة هي مشيئة الله. واعتذر الهلالي عن أقواله، وقال إنه أسيء فهمها وأخرجت عن السياق. وتأتي تصريحات الهلالي في وقت يحتدم فيه الجدل في عدة بلدان أوروبية بينها بريطانيا وإيطاليا وفرنسا وهولندا بشأن الحجاب والنقاب. ويشكل مسلمو أستراليا 1.5% من سكان البلاد البالغ عددهم 20 مليون نسمة.