بدأ رومانو برودي رئيس الوزراء الايطالي الاثنين زيارة رسمية الى تونس ينتظر ان تطغى عليها ملفات تعزيز التعاون الاقتصادي ومضاعفة جهود مكافحة الهجرة السرية انطلاقا من شمال افريقيا الى السواحل الايطالية. وهذه أول زيارة لبرودي الذي خلف حكومة سيلفيو برلسكوني اليمينية الى بلد مغاربي منذ وصوله الى منصبه هذا العام. وقالت مصادر حكومية أن زيارة برودي الذي يرافقه وفد هام من رجال الاعمال تهدف الى انعاش التعاون الثنائي المتميز بين البلدين خصوصا في المجال الاقتصادي. وايطاليا ثاني مستثمر أجنبي في تونس بعد فرنسا بحجم استثمارات بلغ 954 مليون دينار (722 مليون دولار) عام 2005 بأكثر من 600 مؤسسة في تونس. وتوفر الاستثمارات الايطالية في تونس أكثر من 46 الف فرصة عمل في بلد تصل فيه معدلات البطالة الى 14 بالمئة وفقا لارقام رسمية. وتتعطش تونس الى استقطاب مزيد من الاستثمارات من جيرانها في حوض البحر المتوسط لدفع نموها الاقتصادي الذي بلغ معدله خمسة بالمئة خلال العشرية الاخيرة. والتقى برودي في مستهل زيارته التي تدوم يوما واحدا الرئيس التونسي زين العابدين بن علي. ويلتقي أيضا رئيس البنك الافريقي للتنمية دونالد كابيروكا. وايطاليا احد ابرز الشركاء الاوربيين للبنك الافريقي للتنمية واصبحت عضوا فيه منذ عام 1982. وأنشأت ايطاليا صندوقا بقيمة ثلاثة ملايين يورو لتمويل مشاريع تنموية في افريقيا من بينها مكافحة الفقر. ويدشن برودي ايضا خلال زيارته المركز الثقافي الايطالي بتونس التي يعيش بها جالية ايطالية لا تتعدى اربعة آلاف شخص. وقالت مصادر ايطالية ومحللون أن كبح جماح ظاهرة الهجرة السرية انطلاقا من شواطئ شمال افريقيا هي ابرز الملفات التي قادت برودي الى زيارة تونس التي ستتبع في وقت لاحق بزيارة مماثلة للجزائر. ويحاول آلاف الافارقة اليائسين العبور الى أوروبا عبر ايطاليا انطلاقا من شواطئ شمال افريقيا التي تطالب اوروبا بمضاعفة المساعدات لحراسة حدودها بشكل أفضل. والهجرة السرية من أكثر الملفات التي سممت العلاقات بين ايطاليا والعواصم المغاربية خلال الاعوام الاخيرة. ونقلت وسائل اعلام ايطالية الاثنين عن منظمات دولية أن أكثر من 22 الف مهاجر سري وصلوا خلال العام الماضي الى جزيرتي لمبدوزا وصقلية الايطاليتين. وقالت ان المهاجرين يحملون جنسيات مصرية ومغربية وتونسية واريترية وسودانية واثيوبية ومن بنجلادش وساحل العاج وباكستان وتوجو. ووقعت تونس وايطاليا اتفاقية تقضي بإرسال ثلاثة آلاف تونسي سنويا للعمل في ايطاليا. كما تتكفل ايطاليا بمساعدات تقنية لتونس في حراسة السواحل في اطار تعزيز جهود مكافحة هذه الظاهرة.