أصر الفتي محمود حسنين على ألا يحمل سوي العلم الفلسطيني في المسيرة التي دعت إليها مختلف الفصائل والقوي الوطنية والإسلامية في محافظة رفح، جنوب قطاع غزة، للتنديد بالمجازر الإسرائيلية في بيت حانون وجنين. وبدت علامات الغضب والحزن والأسى جلية على ملامح الفتي حسنين ومئات المواطنين الذين خرجوا في المسيرة التي طافت مختلف شوارع وأزقة المدينة، للتعبير عن غضبهم وسخطهم تجاه الصمت العربي والدولي حيال المجازر الإسرائيلية المتواصلة ضد أبناء شعبنا. ويتساءل الفتي حسنين (16 عاماً) عن الذنب الذي يرتكبه الفلسطينيين " الأطفال والشيوخ والنساء" ليكونوا هدفاً لصواريخ الطائرات وقذائف الدبابات ونيران الجيش الإسرائيلية؟. ويخشى حسنين أن يكون مصيره ومصير عائلته مثل عائلة العثامنة التي استشهد معظم أفرادها في مجزرة بيت حانون، سيما وان منزله يقع بالقرب من الشريط الحدودي الفاصل بين الأراضي الفلسطينية والمصرية. ويقول إنه شارك في المسيرات بعد سماعه نبأ المجزرة التي معظم ضحاياها من الأطفال والنساء ساقته قدماه حيث جموع المتظاهرين والمحتجين للتعبير عن سخطه وغضبه تجاه ما حدث في بلدة بيت حانون التي لم يمضي على انسحاب قوات الاحتلال منها سوي يوم واحد". وعبر حسنين الذي يرتدي الزى المدرسي ويحمل العلم الفلسطيني بيده عن استيائه الشديد للصمت الدولي تجاه المجازر التي ترتكب بحق الأطفال الفلسطينيين في منازلهم ومدنهم وقراهم وحتى أثناء سيرهم إلى مدارسهم. وأوضح انه آثر على نفسه أن يحمل العلم الفلسطيني ليوجه رسالة لأطراف الشعب الفلسطيني بكل قواه الوطنية والإسلامية وفئاته الاجتماعية إلى الوقوف صفاً واحداً في وجه الاحتلال الإسرائيلي الذي يستغل الخلافات الداخلية لتنفيذ مخططاته العدوانية. وأصبحت العائلات الفلسطينية هدفا لصواريخ وقذائف قوات الاحتلال بعد انسحابها عن قطاع غزة حيث مزقت تلك الصواريخ والقذائف أجساد عائلة (الشنباري..الناطور..الكرد.. أبو سلمية..حرارة..الحجار.. غالية.. وعائلات فلسطينية أخرى). من جانبهم، ندد عدد من المتحدثين في المسيرة بالمجزرة الإسرائيلية التي وقعت في بلدة بيت حانون التي تتعرض للعدوان منذ مطلع الشهر الجاري، معتبرين الصمت العربي والدولي على تلك المجازر بمثابة الضوء الأخضر لدولة الاحتلال لمواصلة سياسة الإبادة بحق أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل. وأكد زيادة الصرفندي من حركة فتح أن المجزرة تدلل على إمعان قوات الاحتلال في سياسة القتل والتدمير للمجتمع الفلسطيني سيما وأنها تأتي بعد يوم من انسحاب قوات الاحتلال من بيت حانون حيث قتلت خلالها عشرات المواطنين الأبرياء وخلفت دمارا واسعا في البنية التحتية وهدمت عشرات المنازل والمؤسسات العامة. من جهته، دعا نافذ غنيم عضو المكتب السياسي لحزب الشعب للإسراع في تشكيل حكومة الوحدة للتصدي للعدوان الإسرائيلي وتجنيد المزيد من الفعاليات الدولية للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على شعبنا وتمكين الجبهة الداخلية لكسر الحصار ومواجهة العدوان. ووقعت المجزرة الدموية نتيجة قصف مدفعي إسرائيلي بشكل متواصل بنحو 11 قذيفة على شارع حمد ببلدة بيت حانون، حيث استهدف القصف ثلاثة منازل بشكل أساسي تعود لمواطنين من عائلات حمد وابو عودة والعثامنة التي استشهد سبعه عشر من أفرادها. وكان أغلب الشهداء من الأطفال والنساء وكبار السن، وقد تم انتشال جثث الشهداء من تحت الأنقاض وتعلوهم الأتربة والغبار، بينما أفاد شهود عيان في الشارع أن جثث الشهداء كانت ملقاة على الأرض وفي كل مكان، وشبهوها بمجازر "صبرا وشاتيلاً وقانا".