يتوقع أن يتم اليوم الثلاثاء إعلان نتائج الانتخابات الموريتانية بينما لاتزال عملية فرز الأصوات مستمرة. وذكرت "البي بي سي " إن عملية فرز الأصوت تتم ببطء وأن الأنباء التي تتوارد ما زالت شحيحة. وأضاف إن الانتخابات نالت في الوقت نفسه إشادة دولية بنزاهتها من جانب المراقبين الدوليين الذين اشرفوا على الانتخابات. وأشار الى أن النتائج الأولية تشير الى تقدم القوائم المستقلة على قوائم الاحزاب السياسية. وكان الإسلاميون المعتدلون قد خاضوا الانتخابات للمرة الأولى كمستقلين بسبب الحظر الرسمي المفروض على الإسلاميين بينما كانت التوقعات قبيل الانتخابات قد أشارت الى أن الائتلاف الليبرالي الذي يضم حزب اتحاد القوى الديمقراطية برئاسة زعيم المعارضة المخضرم احمد ولد دادة سيحقق نتيجة جيّدة. وكانت الانتخابات البرلمانية والبلدية الموريتانية قد جرت يوم الأحد في مناخ وصف بالهادئ. واعتُبرت هذه الانتخابات اختبارا لاستعداد الحكام العسكريين في البلاد للتنحي عن السلطة بعد انقلاب غير دموي العام الماضي. وقد تنافس 28 حزبا على مقاعد الجمعية الوطنية البالغ عددها 95 مقعدا وقد أشارت تقارير إلى تسجيل نسبة مشاركة عالية في الانتخابات بعد أن تشكلت صفوف طويلة من الناخبين أمام اللجان الانتخابية بينما نقلت مصادر حكومية أن نسبة الإقبال على الإدلاء بالأصوات بلغت سبعين بالمئة. وسجل نحو 1.1 مليون ناخب موريتاني أو ما يزيد قليلا عن ثلث السكان بياناتهم للتصويت في الانتخابات التي تمهد الطريق أمام المجلس العسكري الحاكم لتسليم السلطة من خلال انتخابات رئاسية في مارس/آذار. وعبر الكثير من الموريتانيين من ذوي البشرة السمراء عن أملهم في أن تؤدي الانتخابات إلى دحض الهيمنة التقليدية في موريتانيا للعرب المغاربة أصحاب البشرة الفاتحة والذين يسيطرون على السلطة في احدث الدول الأفريقية المنتجة للنفط. وقد جرت الانتخابات بإشراف فريق من المراقبين الذين أوفدوا من قبل الاتحادين الإفريقي والأوروبي، والذين لم يسجّلوا وقوع أي مشاكل خلال اليوم الانتخابي الطويل. ويمضي المجلس العسكري الحاكم برئاسة العقيد اعلي ولد محمد فال قدما في إجراء الإصلاحات السياسية منذ الإطاحة بالرئيس معاوية ولد سيد احمد الطايع في أغسطس/آب العام الماضي بعد أكثر من عقدين قضاهما في الحكم. ووافق استفتاء اجري في يونيو/حزيران على إدخال تغييرات دستورية للحد من فترة حكم الرئيس مما جعل موريتانيا واحدة من بين دول عربية قليلة تفرض مثل هذه الإجراءات. ويقضي القانون بأن يكون خمس مرشحي كل حزب من النساء. تجدر الإشارة إلى أن موريتانيا تعتبر من الدول العربية القليلة التي تعترف بإسرائيل وتقيم علاقات دبلوماسية معها، كما أنها ساهمت في "الحرب على الإرهاب" التي تقودها واشنطن.