افتتح "منتدى المستقبل" الجمعة اعماله في الشونة على شاطىء البحر الميت غرب الاردن بحضور وزراء خارجية مجموعة الثماني ودول عربية واسلامية واوروبية بهدف الدعوة الى مزيد من الاصلاحات السياسية في منطقة الشرق الاوسط. ومن ابرز الحضور وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ووزير خارجية روسيا سيرغي لافروف ووزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت. ودعا الاردن 56 بلدا ومنظمة لحضور الدورة الثالثة من اعمال المنتدى. وكانت الدورة الاولى من هذا المنتدى عقدت في كانون الاول/ديسمبر من عام 2004 في المغرب فيما عقدت الدورة الثانية في المنامة في البحرين في 11 و12 تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي. وقال رئيس الوزراء الاردني معروف البخيت في افتتاح المنتدى ان الاصلاحات السياسية وانخراط المنظمات المدنية وغير الحكومية في العملية السياسية هو "مطلب اساسي" في التنمية الاقتصادية ومعالجة الازمات في الشرق الاوسط. واضاف البخيت ان المنطقة "مثقلة بتوترات وازمات اقليمية متعددة واستمرار هذه الازمات دون حلول سريعة وعادلة من شانه ان يلقي بظلاله على العديد من المبادرات والاولويات الطموحه لدولنا ولشعوبنا وان يبطئ وتيرة الجهود الاصلاحية". وقال انه "على الرغم من قناعتنا الراسخة بانها يجب الا تستخدم كذريعة لوقف الاصلاحات المنشودة الا ان غياب الحل العادل والشامل للصراع العربي الاسرائيلي يضعف القوى المعتدلة ويقوى دعاة العنف والتطرف والكراهية". وبين ان "ما تشهده المنطقة من ازمات فى العراق ولبنان وغيرها حتى تنامي ظاهرة الارهاب ما هي الا اعراض جانبية للقضية الفلسطينية وان معالجتها ستؤثر ايجابا وتسهم بشكل كبير في حل الازمات". وشدد البخيت على ان "حلا عادلا للقضية الفلسطينية يسحب الذرائع التي يستخدمها الارهابيون". ومن جهتهما تحدث وزير الخارجية الروسي لافروف ونظيره الاردني عبد الاله الخطيب عن ضرورة معالجة الازمة الفلسطينية الاسرائيلية كعنصر اساسي لدعم الاستقرار في المنطقة. وطالب الخطيب ببذل الجهود "للحفاظ على وحدة العراق" وشدد كذلك على اهمية دعم الحكومة اللبنانية التي يراسها رئيس الوزراء فؤاد السنيورة والتي قال انها تمر ب"مرحلة حرجة" بعد اغتيال الوزير اللبناني بيار الجميل وسط تحد كبير من قبل حزب الله الشيعي المدعوم من قبل سوريا الذي باشر اعتصاما حاشدا الجمعة في وسط بيروت. وسيتركز المنتدى هذا العام على تطوير السلطات السياسية والاقتصادية والتعليمية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا وباكستان. ووفقا لمصادر رسمية شاركت منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية في عرض مواضيع على الوزراء المجتمعين في بداية كل اجتماع. وقال باري لاونكرون مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لترويج الديمقراطية ان هناك مؤشرات تدل على احراز تقدم في المنطقة منذ عقد المنتدى لاول مرة في عام 2004 وقال ان هذا المنتدى تميز بمشاركة اكثر من 50 من المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني في حين شاركت خمسة منظمات فقط في المنتدى الاول. واضاف "بالنسبة لي هذه هي القصة الحقيقية للمنتدى". *وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت في "منتدى المستقبل" (عوض عوض / ) ومن جانبها قالت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت للمجتمعين ان الشراكة الاقليمية والتعليم في مجال الشباب في المنطقة هو الاساس في معالجة المشاكل العالمية كالارهاب وتغيرات المناخ و التخلف. وقالت "اذا فشلنا في شراكتنا في الوصول الى ما تطمح اليه شعوبنا سيكون الغالبون هم الاقلية والمتطرفون الذين يرغبون برؤيتنا متفرقين". وانشئ في العام الماضي صندوق تحت مسمى اساس المستقبل بكلفة 67 مليون دولار لتزويد المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني في العديد من الدول بمنح لنشاطها في مجال حقوق الانسان ومكافحة الفساد. وقال لاونكرون ان صندوقا ثانيا ب90 مليون دولار هو تحت التأسيس لدعم المشاريع الاستثمارية الصغيرة. ودعا نشطاء عرب قبل عقد المنتدى زعماء العالم الى اتخاذ خطوات عاجلة لحل الصراعات في المنطقة قبل الدفع بالاصلاحات وسط قلق المحللين من ان الانظمة العربية تفتقر الى ارادة التغيير. وكانت وزيرة الخارجية الاميركية التقت وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والاردن ومصر قبل عقد هذا المنتدى لبحث الخطوات المطلوبة لاحياء المفاوضات الهادفة الى حل الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي اضافة الى الوضع في لبنان والعراق.