أفادت آخر التقارير العسكرية الواردة من فرنسا ان هذا البلد الاوروبي قام في الآونة الاخيرة باجراء اول تجربة خاصة باطلاق اول صاروخ فرنسي عابر للقارات من طراز أم 51 وقد أكدت كل التقارير ان عملية الاطلاق تمت بنجاح وذلك بالمركز الفرنسي لتجارب اطلاق الصواريخ المعروف باسم «سالم» (CELM) وحسب المصادر الفرنسية من وزارة الدفاع الفرنسية فإن هذا الصاروخ الجديد العابر للقارات الذي تم التوصل الى تجربته بنجاح سيدخل طور الاستعمال الفعلي خلال ويتعلق الامر في الحقيقة بصاروخ من الجيل الرابع من الصواريخ العابرة للقارات التي تمتلكها فرنسا، وسوف يتم تزويد الغواصات النووية الفرنسية الحديثة بهذا الصنف الجديد من الصواريخ النووية العابرة للقارات. وحسب آخر المعطيات المتوفرة لدينا فإنه سوف يكون بامكان هذا الصاروخ الجديد ضرب اهداف على بعد وسيعوض الصاروخ الفرنسي الشهير المعروف باسم «أم45» الذي يصنع مجمع «ايدس» اما عملية الاطلاق في حد ذاتها فقد تم ابرازها طبعا بدون شحنة نووية وذلك بقاعدة الاطلاق المعروفة باسم قاعدة بيسكا روس» المتواجدة بمقاطعة لاندس الفرنسية وقد تم اجراء عملية الاطلاق التجريبية امام اعين العديد من الفضوليين الذين وقفوا على اعالي الهضاب لمشاهدة عملية الاطلاق وكذلك امام اعين الاخصائيين المهتمين بشأن هذه التجربة العسكرية الهامة نذكر منهم بالخصوص ممثلو شركات ومؤسسات الصناعة الفضائية الفرنسية والاوروبية. وقد انطلق الصاروخ اول الامر على شكل خط مستقيم في اتجاه السماء ليتبع فيما بعد خطا مقوسا ويغيب بصورة كلية على الانظار. اما الشيء الملفت للانتباه هذه المرة هي تلك الاحتياطات الامنية الصارمة التي تم اتخاذها حول قاعدة الاطلاق حيث تم تجنيد الاف الجندرمة قصد منع مناهضي التسلح النووي من اقتحام القاعدة احتجاجا على عملية الاطلاق التجريبي رغم أن السلطات الرسمية الفرنسية اكدت على أن الصاروخ سيكون خاويا من اية شحنة تقليدية او نووية وحسب المصادر الرسمية الفرنسية فإنه لم يتم تسجيل اية محاولة لاختراق قاعدة الاطلاق على غرار ما حصل خلال شهر سبتمبر الماضي اثر مظاهرة قام بها حوالي 1500 شخص معارض لصنع الصاروخ الفرنسي المذكور. وقد تم تنظيم المظاهرة الاخيرة من طرف انصار مجموعة «غرين بيس» (السلام الاخضر) وشبكة «الخروج من النووي» والتي كان الناطق الرسمي باسمها ستيفان لوم متواجدا على عين المكان عند عملية الاطلاق التجريبي. وقد صرح السيد لوم الى وكالة رويترز بهذه المناسبة قائلا: اننا ندد بهذا الصاروخ الباليستيكي بعيد المدى الجديد والذي يمثل خرقا صارخا لمعاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية من جهة والذي ستعتمد عليه كل من ايران وكوريا الجنوبية كحجة ومبررا للحصول على السلاح النووي.. اما السيدة ميشال اليوت ماري وزيرة الدفاع الفرنسية فقد عبرت بدورها في بلاغ رسمي تم اصداره بهذه المناسبة عن بهجتها العميقة بهذا النجاح التام الذي حققه اول اطلاق تجريبي للصاروخ الاستراتيجي الفرنسي العابر للقارات أم 51». ومن المفروض ان يعوض الصاروخ النووي أم 51 شقيقه الاصغر الا وهو «أم 45» الذي دخل طور العمل الفعلي منذ شهر اكتوبر 1996 والذي يبلغ مداه حوالي ستة آلاف كلم (6000 كلم) وفي الواقع فإن الخبراء الفرنسيين فكروا اول الامر في تعويض الصاروخ «أم 45» بصاروخ جديد من طراز «أم 5» لكن سرعان ما تم التخلي عنه والاستغناء عن الدراسات الخاصة به مع اتخاذ قرار بصنع صاروخ نووي آخر الا وهو «أم 51» وهو اكثر طموحا من مشروع «أم 5». وتفوق القدرات العسكرية للصاروخ النووي الجديد القدرات العسكرية للصاروخ «أم 45» ولا يشتبهان الا في عدد الاجزاء اذ يتكون كل واحد منهما من ثلاثة طوابق. ويتميز الصاروخ «أم 51 » العابر للقارات عن بقية الصواريخ النووية الفرنسية بعدة مميزات لعل اهمها يتمثل في التركيبة الهيكلية التي صنع منها هذا الصاروخ والمتكونة اساسا من خليط بين مادتي الصمغ والكاربون ذات الكثافة العالية وبما أن الخليط المكون من «الريزين» و«الكاربون» يسفر عن مادة خفيفة جدا بالمقارنة مع بقية المواد الاخرى فإنه قابل وقادر على تحمل كل التقلبات المناخية سواء كانت حرارة او برد. كما يمكن للصاروخ ام أن51 يتحمل ضغطا داخليا بقوة 130 بار بالتمام والكمال 130 bars مع العلم وعلى سبيل المقارنة فقط فإن ضغط الغاز الطبيعي الذي نستعمله بمنازلنا للطهي والتسخين لا يتجاوز 0.4 بار فقط. فتخيلوا اذن مدى صلابة هذا الديناصور» الذي يعجز ضغط 130 بار عن تفجيره داخليا. كما يمكن للطابق الاول للصاروخ من جهة اخرى ان يتحمل درجة حرارة تفوق ثلاثة الاف درجة مائوية دون الاحتراق (300 درجة حرارية) 4 مرات اقوى من «الايرباص» كما يتميز الصاروخ «أم 51» بقوة دفع تفوق اربع مرات قوة دفع طائرة الايرباص في اوج عطائها اما الرأس العسكرية الحاملة للشحنة النووية فقد كلف تطويرها مبلغا خاليا بلغ خمسة مليار أورو اي اكثر من نصف ميزانية بلادنا للسنة المقبلة. اما العقود التي تم ابرامها الى حد الآن مع وزارة الدفاع الفرنسية الى حد الآن فهي لا تتجاوز ثلاثة مليارات اورو، مع العلم ان القوات المسلحة الفرنسية سوف تعتمد كليا على هذا الصاروخ مع حلول وذلك بتركيزه في مرحلة اولى على ثلاثة غواصات من طراز المنتصر وذلك بعد تأهيلها واخلائها من الصواريخ من طراز «أم 45» ستة رؤوس نووية ويحمل الصاروخ «أم 51» ستة رؤوس نووية تبلغ القدرة التفجيرية لكل واحد منها 150 كيلو طن اي ما يوازي انفجار 150 الف طن من الديناميت اي حوالي ثمانية قنابل نووية من الصنف الذي تم القاؤه على هيروشيما يوم 6 أوت 1945 وعلى «ناغازاكي» يوم 9 أوت 1945 وهذا يعني ان القوة التفجيرية للصاروخ النووي الواحد العابر للقارات من طراز «أم 51» توازي اربعين قنبلة نووية من النوع الذي تم القاؤه على كل من هيروشيما و«ناغازاكي» وبالاضافة الى كل ما سبق فإن الرؤوس النووية التي يحملها الصاروخ الفرنسي الجديد تتميز بكونها من الصنف «الشبح» اي انها قادرة على مقارعة كل الوسائل التشويشية ضدها ومخادعة اعتى الرادارات في العالم رغم انه يزن 53 طنا. الاهداف الاستراتيجية اما الاهداف الاستراتيجية التي حددتها الحكومة الفرنسية فتتمثل بالخصوص في بلوغ درجة الردع النووي الكلي مع حلول سنة 2030 اي بلوغ المرحلة التي وصلت اليها حاليا كل من الولاياتالمتحدةالامريكية وروسيا والصين والتي لم تكن الصواريخ النووية الفرنسية السابقة على توفيرها.