فجع الوسط العلمي والفكري بتونسوفرنسا يوم الاربعاء الفارط 29 نوفمبر برحيل الدكتور سعيد حمدي على الساعة الثامنة والنصف مساء بمستشفى بوردو بفرنسا عن سن تناهز 49 عاما. وسعيد حمدي هو دكتور في البيولوجيا النووية يدرس بجامعة بوردو بفرنسا وهو أحد أبرز مؤسسي جمعية الباحثين والأساتذة التونسيينبفرنسا (ACETEF)، انطلق من منطقة بئر الاحمر بتطاوين وتدرج في سلم العلم والبحث بنبوغ وتفوق نادرين حتى أصبح في وقت ما أصغر دكتور باحث في فرنسا. ورغم شهرته الواسعة والحظوة العلمية التي حظي بها في فرنسا وأوروبا (باعتبار انه كان يقدم محاضرات ودورسا في عديد البلدان الاوروبية وخاصة سويسرا وبلجيكا..) غير أنه لم ينس يوما الصحراء التي نشأ فيها وتربى وترعرع بين احضان الطبيعة الجميلة في تطاوين ولم ينس يوما انه ابن هذا البلد الجميل والأرض الطيبة. وقد سعى الى جمع الناس من حوله لتكوين ال«ACETEF» لتصبح الملتقى والاطار الذي يجمع كافة الباحثين والدارسين والأساتذة والجامعيين التونسيين في فرنسا وكامل أرجاء أوروبا وذلك من اجل الاحاطة العلمية وكذلك الاجتماعية هناك وكان له الفضل في تسهيل مهمة وظروف العديد من الباحثين وطلاب العلم التونسيينبفرنسا وفتح لهم الأبواب امام التدرج والارتقاء العلمي واصبح العديد منهم يدرس حاليا بجامعات تونس، ولم يكتف الفقيد بذلك بل سعى الى تمتين العلاقات العلمية التونسية الفرنسية وذلك من أجل تبادل الخبرات والتكنولوجيا الحديثة في جميع الفروع وقد تمكن من تأسيس الملتقى السنوي لجمعية الباحثين التونسيينبفرنسا. هذا الملتقى يجمع وزراء وباحثين وممثلي جامعات ومفكرين ومثقفين من ضفتي البحر الابيض المتوسط والذي يتناول محاور هامة وحساسة تتعلق خاصة بالمهن والتكنولوجيا المستقبلية والبيوتكنولوجيا والتدخل الأورومتوسطي. وقد أصبح هذا الملتقى الحدث العلمي الصيفي الأبرز في تونس تفانى المرحوم في تنشيطه وتنظيمه حتى أصبح فرصة لإقامة شراكة فعلية في الميدان العلمي حيث أعطى الفرصة لتبادل الطلبة الذين يحضرون رسائل دكتوراه من البلدين تونسوفرنسا باشراف مزدوج من دكاترة البلدين وكذلك المؤسسات الجامعية التي تتبنى تلك الأبحاث والمشاريع. لقد وهب الفقيد نفسه لخدمة بلده وللعلم والبحث حتى أنه سقط في حالة إغماء وغيبوبة أدت الى وفاته أثناء اجتماع عمل ضم رؤساء جامعات فرنسا، وقد شيع جثمان الفقيد يوم الاحد الفارط في منتصف النهار في بئر الأحمر وحضر عدد كبير من الدكاترة والجامعيين من فرنسا وسويسرا وبلجيكا وكذلك عدد من عمداء وكليات العلوم بتونس وجامعيين ومدير البحث العلمي بوزارة التعليم العالي.