نالت توصيات لجنة بيكر المكلفة بإعداد مجموعة دراسات حول الوضع في العراق حيزاً كبيراً من اهتمام الصحف الألمانية الصادرة صباح اليوم. وقد سلمت اللجنة تقريرها يوم أمس الأربعاء الى الرئيس الاميركي جورج بوش من اجل تغيير السياسة الاميركية في العراق والشرق الاوسط. وتعليقا على فحوى التقرير الذي قدمه اللجنة، كتبت صحيفة تورينجير ألجيماينه Thüringer Allgemeine، تقول: " ليست هناك طريقة أفضل لتجميل الموقف. تقرير لجنة بيكر المكلفة بدراسة الوضع في العراق ليس أكثر من إشهار إفلاس. فالولاياتالمتحدة مهتمة حاليا بحفظ ماء وجهها في مسألة الحرب على العراق. فالنسور المتبقية حول الرئيس الأمريكي ليست لديها خطة لإنقاذ الموقف. وحتى الديموقراطيون، الذين حصلوا على أغلبية مقاعد الكونجرس الأمريكي، لا يجدون حلا للخروج من المأزق العراقي. ورغم أن الرئيس بوش قد وعد بدراسة توصيات اللجنة البالغة 79 توصية بجدية، إلا أن ذلك محفوف بالمخاطر. فإذا كانت فرق الموت من السنة و الشيعة- والتي تتخفى بين الحين و الآخر في ملابس الشرطة و الجيش- تحارب بعضها البعض، فإلى من تسلم مسؤولية دعم الأمن في هذا البلد " وحول تأثير تقرير اللجنة على سياسة بوش في العراق كتبت صحيفة برلينر تسيتونجBerliner Zeitung : "هناك العديد من الدلائل التي تشير إلى أن الرئيس الأمريكي بوش وحتى نهاية لرئاسته للولايات المتحدة، سيستسلم لسياسة الواقعيين، الذين أخذوا يقفون شيئا فشيئا في طريق المحافظين الجدد في أروقة السلطة الحاكمة. ستجري الولاياتالمتحدة إذا محادثات مع سوريا و إيران، كما انها ستتباحث مع حماس و حزب الله. قد تعطي كل تلك الدلائل لسياسة بوش الخارجية غير الموفقة أملا في النجاة، لكن من سينقذ العراقيين و شعوب الشرق الأوسط." وحول الموضوع ذاته كتبت صحيفة Osnabrücker Zeitung أوسنركروكر تسيتونج: "ارتكب الرئيس الأمريكي الكثير من الأخطاء الفادحة، التي لا يمكن تصحيحها. فقد طالب الخبراء بإرسال نصف مليون جندي إلى العراق، فأرسل 150 ألفا فقط، لذلك لم يتمكن الجيش الأمريكي من السيطرة على تلك البؤرة المتأزمة. كما أن إعادة الأعمار لا يتم إلا باستتباب الأمن. توصيات لجنة بيكر تتسم بالكثير من الواقعية، فزيادة عدد القوات في العراق أمر مستحيل التطبيق. أما على الصعيد العسكري فلا يوجد هناك ما يمكن ان تحققه هذه القوات في الوقت الراهن، فالمليشيات و الجماعات الإرهابية جندت مئات الآلاف من المقاتلين." و أخيرا كتبت صحيفة تورينجر لاندستسيتونح Thüringer Landeszeitung: "يتوقف الأمر الآن على مدى تجاوب بوش مع توصيات لجنة بيكر، وكيف سيكون بإمكانه كسب الحلفاء الأوربيين وإقناعهم بتطبيق سياسة مختلفة، تقوم على الدبلوماسية و الحذر في المنطقة بأكملها. يجب علينا كحلفاء أوربيين أن نقف جنبا إلى جنب من أجل دعم الأمن الدولي. فالشماتة غير مجدية. فربما لم يفت الأوان بعد"