ركزت الصحف الألمانية الصادرة اليوم الخميس اهتمامها على الخلاف بين الرئيس بوش والديموقراطيين بشأن انسحاب القوات الأمريكية من العراق وكذا الأزمة الحالية بين بريطانيا وإيران على خلفية احتجاز إيران لجنود من البحرية البريطانية. الخلاف بين الرئيس بوش والديمقراطيين بعد أن رفض مجلس الشيوخ الأمريكي الثلاثاء الماضي اقتراحا تقدم به الجمهوريون بشأن إلغاء ربط الموافقة على تمويل نفقات الحرب في العراق بتحديد جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية من العراق، طلب الديموقراطيون من الرئيس بوش أمس الأربعاء البحث عن حل مناسب بشأن العراق. وقالت الرئيسة الديموقراطية لمجلس النواب في الكونجرس الأمريكي نانسي بيلوسي بأنه لا بد من الاهتمام بالحرب في العراق حتى يمكن إنهاؤها وإعادة الجنود الأمريكيين إلى بلادهم. وتأتي هذه التصريحات بعد ما تعهد الرئيس بوش باستخدام الفيتو ضد أي جدول زمني للانسحاب. حول هذا الموضوع كتبت صحيفة أوستتورينغر تسايتونغ Ostthüringer Zeitung تقول: "يزداد بشكل سريع عدد الديموقراطيين المطالبين بعودة الجنود الأمريكيين إلى بلادهم، بيد أن هذا المطلب يلقى تأييدا اكبر من جانب أنصار الحزب الديموقراطي أكثر مما يلقاه من جانب قيادة الحزب نفسه. إذ يجلس في قيادة الحزب يجلس إستراتيجيو الحملات الانتخابية والطامحون إلى خوض الانتخابات الرئاسية الذين يأخذون في الحسبان بحصافة أنه يمكن استغلال الوضع السيء في العراق سياسيا. إن لسان حالهم يقول: أليس من الأفضل الظهور في الحملات الانتخابية عام 2008 كدعاة للسلام، بدلا من إجهاد النفس الآن في التوصل إلى حل وسط؟ " الأزمة بين لندنوطهران جمدت بريطانيا علاقاتها الدبلوماسية مع إيران بسبب أزمة جنود البحرية البريطانيين الذين احتجزتهم طهران. وتصر بريطانيا على أن جنودها كانوا في المياه العراقية عندما احتجزتهم القوات الإيرانية مطالبة طهران بالإفراج عنهم فورا. وفي الوقت نفسه تقول طهران بأن التحقيقات أثبتت أن احتجاز البحارة البريطانيين تم وهم في المياه الإيرانية، موضحة أن بعض البحارة اعترفوا بذلك. حول هذه الأزمة كتبت صحيفة فرانكفورتر ألغيماينة تسايتونغ Frankfurter Allgemeine Zeitung تقول: "بعد أن احتجزت السفن الحربية الإيرانية قبل أيام 15 من جنود البحرية البريطانية بدأت الطرق الدبلوماسية تنشط، بيد أن لندن جمدت الآن علاقاتها مع طهران مؤقتا، إذ يعتقد البريطانيون أنهم اعتمادا على صور التقطوها من الجو يبرهنون على أن قواربهم جرى احتجازها وهي في المياه العراقية وليس في المياه الإيرانية كما تزعم إيران". وتابعت الصحيفة قائلة: "هذا كله لا يبدو منفصلا عن الوضع المتزايد سوءا في المنطقة. إن إيران ترى أنها بسبب برنامجها النووي تتعرض لضغوط متزايدة وتواجه عقوبات مشددة من قبل المجتمع الدولي". محمد الحشاش -يتم نشر هذه المادة بموجب اتفاق تعاون اعلامي بين مؤسسة الدويتشه فاله وصحيفة الوسط التونسية -تاريخ النشر 29 مارس/ آذار 2007