أنحى الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر باللائمة على إسرائيل واتهمها بتقويض الدعائم الأساسية مع الفلسطينيين. وقال كارتر في حديث صحافي أدلى به إلى جريدة (دي بريسه) ونشرته في عددها الأسبوعي اليوم إن إسرائيل انتهكت جميع قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، وتجاوزت كافة المبادئ والأحكام الواردة في خريطة الطريق التي أقرّتها اللجنة الرباعية الدولية المؤلفة من الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا، وذلك من خلال استمرار احتلال قواتها لأراضي الفلسطينية والعربية وقمع الفلسطينيين واضطهادهم في الضفة الغربية وقطاع غزة، على حد تعبيره. ورأى الرئيس جيمي كارتر الذي كان يتحدث عن كتابه الجديد (فلسطين: السلام وليس التطهير العرقي) أن "أي أحدٍ في الولاياتالمتحدة لا يجرؤ على مجرد توجيه أي نوع من الانتقاد أو اللوم إلى إسرائيل". وأضاف قوله "في الحياة الأميركية لم يعد مقبولاً أن يدعي أي كان بأن هناك من بات يعتقد بازدواجية المعايير في تعامل الولاياتالمتحدة مع النزاع في الشرق الأوسط، أو كذلك إعراب أي كان عن دعمه لحق الفلسطينيين بوطنهم، أو حتى المطالبة بانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع الأراضي العربية والفلسطينيةالمحتلة". وفي هذا السياق، اعترف الرئيس الأميركي الأسبق بأن الذين يدعمون إسرائيل من الأميركيين هم كثر ولديهم دور فاعل ومؤثر في تحديد مسار السياسة الخارجية للولايات المتحدة. وفي المقابل، أشار الرئيس كارتر بأن "الإدارة الأميركية السابقة أكدت قولاً وعملاً اهتمامها الكامل بضمان الأمن لإسرائيل، وفي الوقت ذات أيدت ضرورة ضمان السلام العادل للفلسطينيين". وأعرب عن اعتقاده بأن "نفس الاهتمام أبدته الإدارة الأميركية خلال رئاسته للولايات المتحدة التي امتدت من العام 1977 إلى العام 1981، وكذلك خلال إدارات كلٍ من الرئيس رونالد ريغان والرئيس جورج بوش الأب والرئيس بيل كلينتون، ولكنها لم تعد على مثل هذا المنوال خلال إدارة الرئيس جورج بوش الابن الماضية والحالية". كما أشار الرئيس كارتر إلى أن الانطباع السائد في العالم العربي الآن هو أن الرئيس بوش الابن لم يفعل شيئا البتة لتفعيل مفاوضات السلام أو تكثيف الجهود نحو إقرار تسوية سلمية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية بل على العكس دخلت العملية في مأزق على تعبيره. ولكن الرئيس كارتر استدرك قائلاً "لا ينبغي على أي كان أن يقف ضد إسرائيل من أجل دعم حق الفلسطينيين في وطنهم وحقهم في الحياة". وخلص الرئيس كارتي إلى القول "إن إدارة الرئيس بوش الابن لم تبذل أية جهود تُذكر لتحريك عملية السلام في الشرق الأوسط خلال السنوات الست من فترة وجوده في البيت الأبيض، كما أنه لم يكن هناك يوم واحد شهد مباحثات سلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، في الوقت الذي ما زال فيه العالم يتطلع إلى استئناف مفاوضات السلام في الشرق الأوسط من خلال مبادرة جدية للولايات المتحدة".