أكدت مصادر تونسية مطلعة أن إيفاد الرئيس زين العابدين بن علي مبعوثاً خاصاً إلى قطر للقاء أميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لم ينجح في احتواء الخلافات التي اندلعت بين البلدين بعد سحب تونس سفيرها من الدوحة الشهر الماضي احتجاجاً على تغطية قناة «الجزيرة» الشؤون التونسية. وأشارت المصادر إلى أن «الجزيرة ما زالت تسمم العلاقات» بين تونسوالدوحة. وكان أمير قطر وصل تونس في زيارة غير معلنة نهاية الشهر الماضي، وأجرى محادثات مع الرئيس بن علي لتنقية العلاقات الثنائية. وتسلم الشيخ حمد أول من أمس في الدوحة رسالة خطية من الرئيس التونسي نقلها إليه مدير الديوان الرئاسي أحمد عياض الودرني تتعلق «بالوضع الحالي للعلاقات الثنائية والحلول الكفيلة بدعمها». واستدعت تونس سفيرها لدى قطر محمد سعد ثم أعلنت غلق سفارتها في الدوحة، معتبرة أن تغطية قناة «الجزيرة» للأحداث السياسية في تونس «تجاوزت حرية التعبير بفتح المجال للتحريض على أعمال الشغب والدعوة إلى الفتنة، بما يتناقض مع الأعراف والمواثيق الدولية وقواعد التعامل بين الدول»، في إشارة إلى حض المعارض التونسي الدكتور منصف المرزوقي مواطنيه على «مقاومة» السلطات، خلال برنامج استضافته «الجزيرة». إلا أن وزير الخارجية التونسي عبدالوهاب عبدالله توقع خلال مناقشة موازنة وزارته في مجلس النواب الأسبوع الماضي، «حصول تطورات إيجابية» على صعيد التمثيل الديبلوماسي بين البلدين قريباً. وأكد أن العلاقات بينهما لم تنقطع، معتبراً أن «كل ما في الأمر أنه تم تعليق نشاط السفارة التونسية في الدوحة وأن سفير قطر لدى تونس مازال موجوداً بيننا». وفي سياق متصل، نفت السلطات التونسية تعرض المرزوقي وناشطين آخرين لاعتداءات خلال محاولتهم زيارة محام معتقل. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر رسمي قوله: «خلافاً لادعاءات كاذبة وديماغوجية صدرت من أشخاص ونقلتها تلقائيا ومن دون التأكد منها منظمة غير حكومية لم يعد ضرورياً اثبات انحيازها ضد تونس، لم يحصل أي عنف ولا اعتداء جسدي». وكانت منظمة «مراسلون بلا حدود» نددت «بمضايقات» تعرضت لها زوجة المحامي المعتقل محمد عبو والصحافي سليم بوخضير والمحامي سمير بن عمر الذين كانوا يحاولون مع المرزوقي زيارة المحامي المحتجز في سجن الكاف (170 كلم غرب تونس). وعبرت منظمات حقوقية وأحزاب معارضة عن تضامنها مع المرزوقي ورفضها «استخدام العنف بحق المعارضين». وأكد المصدر الرسمي أن زوجة المحامي وأصدقاءه لم يطلبوا «الرخص الإدارية الضرورية» لزيارته في السجن. وأضاف أن عبو يتلقى بانتظام زيارات محاميه وأفراد عائلته، كما زاره في شباط (فبراير) الماضي وفد من «اللجنة الدولية للصليب الأحمر».