عرض العمل الأوبرالي ايدومنيو ليلة الاثنين في برلين بحضور ممثلي الجالية الإسلامية بالرغم من الخلاف الذي نشأ حوله. منذ ثلاثة شهور الغي عرض اوبرا موزارت خوفا من ردود فعل المسلمين السلبية، لكن الضغوط القوية من الداوئر السياسية الألماني أدت إلي إعادة برمجة عرضها من جديد. هنالك خلاف جلي حول الصيغة الجديدة لمسرحية ايدومنيو، لأنه في المشهد الأخير من المسرحية يقطع احد الممثلين رأس كل من عيسى وبوذا ومحمد وهذا قد يؤدي إلى إثارة مشاعر المسلمين الدينية. إعادة عرض المسرحية ليلة الاثنين تم تحت شعار حرية التعبير في المجال الفني. سمعت بعض الأصوات المحتجة بعد انتهاء المسرحية، لكن التصفيق كان سيد الموقف. الإجراءات الأمنية كانت جد مشددة في الليلة التي عرضت فيها الأوبرا حيث انتشر رجال الشرطة بكثافة عند مدخل المسرح، والزائرون كانوا يتعرضون لعملية تفتيش بجهاز الكشف عن المتفجرات المعادن، وفي القاعة كذلك كان هناك حضور واضح لعناصر الأمن. لكن تلك الإجراءات كانت لها علاقة بحضور السياسيين الألمان الذين شهدوا العرض الموسيقي لدعم حرية التعبير في مجال الفن وكان على رأسهم السيد سخوبل وزير الداخلية الذي اقترح على المنظمات الإسلامية الذهاب سويا إلى عرض الأوبرا: "إن حضورنا هنا إشارة واضحة من المسلمين وغير المسلمين للتسامح في ألمانيا، كلنا نبذل قصارى الجهود، لكي يتم عرض إعمال الأوبرا رغم ما تثيره من اختلاف. لأن ذلك شيء طبيعي في الأوبرا كذلك." في مقصف المسرح أثير نقاش حاد ابتدره علي كيزلكايا، مدير المجلس الإسلامي في ألمانيا،جاء هو بدوره إلى بناية المسرح لدعم حرية الفن. لكنه رفض مشاهدة المسرحية:"لا يمكن أن أشاهد تلك المسرحية، حيث لا تحترم المشاعر الدينية. حرية الفن لا تعني بالضرورة، بأن على المرء أن يشاهد كل ما يعرض. أستغل أنا أيضا حريتي لكي لا أشاهد هذا العرض المسرحي." المشهد الأخير من المسرحية حيث الرؤوس المقطوعة لمحمد، عيسى وبوذا لا معنى له، كما يرى رئيس المجلس الإسلامي في ألمانيا. المنظمات الإسلامية الأخرى ليست متفقة على ذلك. كما هو شأن رئيس الجالية التركية في ألمانيا كينا كولات. " يجب على الذين يوجهون مثل هذه الانتقادات مشاهدة المسرحية أولا، إنني لا اشعر أن مشاعري الدينية قد مست، وعلى المستوى الفني يمكنني الجزم بأن العرض المسرحي جيد جدا". وهكذا استأنف النقاش بعد انتهاء عرض الأوبرا في المقصف. تنفست مديرة الأوبرا الألمانية كرستن هارمس، الصعداء بعد انتهاء المسرحية دون تسجيل حادث يذكر. "أرى أن ذلك شيء ايجابي، جيد أن يستعيد الفن موقعه في اهتمامات الناس. وأرجو أن يتم الآن وضع حد لهذه الضجة الإعلامية." كانت المديرة جد سعيدة برد فعل الجمهور بما في ذلك الردود المعارضة: "كانت ردود الفعل حضارية جدا من قبل البعض. أعتقد بأن حضور الكثيرين لهذا العرض كان بغرض تأكيد موقفهم المساند لحرية التعبير.