دخلت الأحزاب المغربية على خط الحملة ضد أسبوعية «نيشان» التي حظرتها الرباط بتهمة «المساس بالدين والمقدسات»، بعد نشرها ملفاً عن النكات الدينية والسياسية والجنسية التي يتداولها المغاربة. وانتقد حزبا «العدالة والتنمية» و «الاستقلال» الإسلاميان في شدة مضمون الملف الذي نشرته المجلة. وندد «الاستقلال» الذي يتزعمه وزير الدولة عباس الفاسي في بيان أمس بنشر المجلة نكاتاً «تمس الدين الإسلامي الحنيف ومشاعر الشعب المغربي ورموزه الوطنية ومعتقداته»، في إشارة إلى نكات اعتبرت «تشنيعاً» بالملك الراحل الحسن الثاني. وكتب القيادي في «العدالة والتنمية» محمد يتيم أمس أن المسؤولين عن نشر اسبوعيتي «نيشان» العربية و «تيل كيل» الفرنسية «تجاوزوا كل الحدود والأعراف في الاساءة الى العقيدة الاسلامية ومشاعر المغاربة المسلمين». ورأى انهم «تجاوزوا في ذلك الرسوم الدنماركية المسيئة الى نبي الاسلام وتصريحات البابا». وأضاف: «على رغم أن قرار الحكومة حظر «نيشان» جاء متأخراً، فإننا نوجه له التحية». وجدد صحافيو المجلة التزامهم «الاعتذار للجمهور عما يمكن أن يكون لحق بمشاعره بسبب نشر الملف»، بعدما اصدروا بياناً أيدوا فيه مخاوف من تداعيات جراء «الدعاية» التي رافقت قرار الحظر، معتبرين أنها «قد تهدد سلامتهم». وقالت مصادر ل «الحياة» إن المسؤولين عن الاسبوعية اتصلوا بقيادات في «العدالة والتنمية» وقوى سياسية أخرى لاحتواء تداعيات النشر الذي يبت فيه القضاء في 8 كانون الثاني (يناير) المقبل. من جهة أخرى، قال وزير الشؤون الإسلامية المغربي أحمد التوفيق إن مشروع قانون أمام البرلمان لتنظيم أماكن العبادة يهدف إلى «الوقوف في وجه المساعي التي تهدف الى استخدام أماكن العبادة لأهداف غير سليمة». وأوضح أن القانون المقترح يلزم جامعي التبرعات في المساجد بالحصول على ترخيص من السلطات ويضع حداً «للطابع العشوائي في بناء المساجد واستخدامها لأهداف غير دينية».