كمناضل حقوقي لا يمكنني أن استسيغ إعدام شخص، أي شخص، حتى لو كان صدام حسين. كنت أقول – ولا أزال- أن الأهم بالنسبة للعراق الجديد، العراق الديمقراطي، هو إعدام مشروع صدام حسين السياسي، من خلال شعور النخب العراقية، ساسة ومثقفين بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، ولجم نزعاتهم الفئوية والطائفية، والتنافس في التنازل لصالح عراق يسع كل العراقيين ويهزم الإرهابيين والديكتاتوريين والطائفيين. محاكمة صدام يمكن أن تكون عادلة، لكن الحكم عليه لن يكون عادلا حتى لو كان الإعدام. كيف يمكن أن تعوض روحه البشعة، أرواح ملايين الأبرياء من العراقيين الذين عذبوا وسحلوا وشنقوا وذبحوا وشردوا ظلما وعدوانا وسادية طيلة أربعة عقود من حكمه الأسود؟.