اقترن الاحتفال بعيد الاضحى العام الماضي باعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين.. ولعب الهاتف الجوال والانترنيت دورا أسطوريا في نقل مشاهد عن الحادث.. في وقت قياسي.. من لقطات جلب صدام قبل وضع رأسه في حبل المشنقة.. مع صور حية عن عملية قطع الرأس.. وبعدها.. وصولا الى مشاهد فصل الجثة عن رأسها.. في شكل درامي.. استفز كثيرا من خصوم رئيس النظام العراقي السابق أنفسهم.. فضلا عن معارضي حكم الاعدام من بين نشطاء حقوق الانسان في العالم أجمع.. ورغم الاتهامات الخطيرة الموجهة الى صدام حسين من قبل أنصاره وخصومه وأعدائه العراقيين.. ومن بينها تورطه في الامر بقتل الاف من خصومه.. بطرق بشعة عديدة من بينها "السحل " (أي ربط رقبة المعارض له حيا بحبل وجره على بطنه في الشوارع حتى الموت).. فقد كان شنق صدام حسين في ظل خضوع بلده للاحتلال الاجنبي خيارا رفضه غالبية خصومه العراقيين والعرب والاجانب.. بل لقد أعرب كثير من الوطنيين والديمقراطيين العراقيين عن حسرتهم لأن قوات الاحتلال حرمتهم من فرصة تنظيم محاكمات مستقلة وعادلة لصدام حسين.. وتسليط عقوبات تقررها محاكم غير خاضعة لوصاية العواصم التي يحتل جيشها بلدهم.. وفي كل الحالات بينت الاحداث طوال العام الماضي أن ما قيل عن كون اعدام صدام حسين سيؤدي الى عودة الهدوء في العراق رهان في غير محله.. بل الذي حصل هو العكس.. مثلما لم يؤد اعتقال صدام قبل سنوات الى تحسن الاوضاع الامنية.. في بلده وفي المنطقة.. لقد فوت اعدام صدام حسين بشكل استفزازي يوم العيد (وفي الايام الحرم) فرصة تنظيم محاكمة سياسية واعلامية لاخطاء النظام الذي حكم العراق ما بين 1968 حتى سقوط بغداد يوم 9 أفريل 2003.. وكشفت ملابسات المحاكمة وتنفيذ قرارالاعدام أن ما كان يهم القوى التي تحتل العراق هو غلق ملف المعلومات السرية التي يعرفها صدام حسين.. ومنها معلومات عن علاقاته السرية بسياسيين كبار في الولاياتالمتحدة وأوروبا وروسيا والعالم العربي الاسلامي..