في أول ايام عيد الأضحى المبارك تمكنت الوسط التونسية من الاتصال بمصادر متعددة داخل البلاد التونسية للتأكد من حقيقة مايروج من أنباء عن اشتباكات مسلحة بين عناصر من الأمن الوطني ومجموعات قيل أنها على علاقة بقضايا الارهاب والتطرف ضمن مايعرف بتيار "السلفية الجهادية",وقد أكد أحد الأقطاب البارزين للمعارضة التونسية في اتصال هاتفي له مع الوسط بأن منطقة باب بنات بالعاصمة تونس شهدت فعليا ليلة الخميس 28 ديسمبر 2006 تبادلا للطلق الناري بين عناصر مسلحة وعناصر من وحدات أمنية وطنية مختلفة,وحسب نفس المصدر فانه وقع التنبية مساء اليوم المذكور على مواطني المنطقة المشار اليها وفي وقت شبه متأخر من مساء الخميس بضرورة لزوم المساكن وعدم النزول الى بعض الشوارع نتيجة كثافة الاشتباكات وخطورتها على أمن المواطنين. وفي اشارة من نفس المصدر الموثوق ,أكد هذا المعارض البارز على وقوع اشتباكات أخرى في نفس الليلة بمنطقة باب سعدون ,غير أنه أشار الى أن مايروج له من اشاعات على نطاق وطني واسع حول انتقال هذه المواجهات الى أكثر من جهة وولاية عار عن الصحة,غير أنه أردف قائلا بأن كل الطرقات الوطنية والسريعة الرابطة بين المحافظات تتعرض الى مراقبة شديدة وغير مسبوقة ,حيث تعمد وحدات من مختلف الفرق الأمنية الى تفتيش دقيق لكل العربات والمركبات السيارة ذات الحجم الكبير والمتوسط . هذا وأكد الوجه المعارض البارز على أن العناصر الأمنية تقوم باشهار السلاح باتجاه السيارات والعربات عند القيام باعمال التفتيش. وفي سياق ثاني أكد نفس المصدر في توضيحاته للوسط التونسية على احكام الطوق الأمني وعمليات المراقبة على مداخل المدن ,حيث ذكر بأن بعضها أحيط بمايراوح العشر بوابات أمنية من أجل التدقيق في هوية أصحاب السيارات والعربات والشاحنات هذا علاوة على المتنقلين بين مختلف الولايات. وفي سؤال توجهت به الوسط التونسية لهذا القطب المعارض حول هوية الأشخاص المشتبه فيهم في عمليات زعزعة الأمن والاستقرار واستهداف عناصر الأمن الوطني, أكد هذا الأخير على أن السلطة وان كانت تتكتم حول هويتهم وتصر على أنهم من العصابات الاجرامية المنظمة والخطيرة,الا أن كل القرائن والدلائل في الأوساط السياسية التونسية تدل على أنهم من العناصر الارهابية المسلحة والذين يبدو أنهم على علاقة ببعض الجماعات ذات الاتجاه العنيف والمتطرف. من ناحية أخرى طالب الوجه المعارض الذي لم يرغب في الافصاح الاعلامي الرسمي عن هويته بأن تعترف السلطات التونسية بخطورة تسرب هذه الظاهرة اجتماعيا وثقافيا وسياسيا وأمنيا الى البئة التونسية ودعاها في الحاح الى تحمل مسؤولياتها ومصراحة المواطن بالحقيقة مع الشروع في تحصين المجتمع التونسي ضد هذه الظواهر الخطيرة عبر تحقيق تقارب مع المعارضة التونسية والشروع في حقبة اصلاح سياسي حقيقي وشامل من شأنه أن يخرج البلاد من حالة الاحتقان واليأس في المسالك السياسية المدنية للتغيير.