تبنى تنظيم اسلامي يدعى "شباب التوحيد والجهاد بتونس" المواجهات المسلحة بين الجيش التونسي ومسلحين إسلاميين جنوب البلاد في الاسبوع الماضي، والتي خلفت مقتل 12 شخصاً واعتقال 15 آخرين. في حين برر التنظيم هذه المواجهات بما اسماه "اضطهاد المحجبات والملتحين". فيما اشارت عدة عناوين في صحف خاصة تونسية صادرة أمس الى "وجود خيط ارهابي اسلامي وراء المواجهات الدامية التي جرت في نهاية كانون الاول(ديسمبر) وبداية كانون الثاني(يناير) الحالي بين الامن التونسي ومجموعة "مجرمين خطرين". وقالت صحيفة "تونس ابدو" امس "انه من حسن الحظ ان يتم كشف وجود هؤلاء الارهابيين ذوي الميول السلفية على الارجح والمدعومين من الخارج، في الوقت المناسب". وعنونت صحيفة "اخبار الجمهورية" الناطقة باللغة العربية "نريد الحقيقة" في حين اشارت اسبوعية "الاسبوعي" الى "عصابة ارهابية" كانت تحضر لاعتداءات دون الاشارة الى مصادرها. وبحسب موقع العربية نت، نقلا عن صحيفة الحياة اللندنية، أوضح بيان التنظيم الذي بثته مواقع مؤيدة لتنظيم "القاعدة" على الإنترنت أن "الشباب الذين اشتبكوا مع الجيش التونسي هم من خيرة شباب البلاد أخلاقا وثقافة وسلوكا ومنهجا وكلّهم من عائلات مرموقة في المجتمع وهم ليسوا بمجرمين". ولم يتسن التأكد من صحة البيان من مصدر مستقل. وجاء البيان بعد فترة وجيزة من إعلان السلطات الجزائرية توقيف ناشطين تونسيين في الجزائر خلال محاولة تسللهم إلى معاقل "الجماعة السلفية للدعوة والقتال". وذكر بيان "شباب التوحيد والجهاد بتونس" أن المسلحين الذين دخلوا في مواجهات مع قوات الأمن التونسي إثر الاعتداء على الحجاب الإسلامي، فالمسلمات في هذا البلد يضطهدن لحجابهن"، مشيرا إلى "ما يعانيه الشباب المسلم من أجل التزامه وإعفائه للّحية". وتعهد موقعو البيان بمواصلة العمل المسلح مستقبلاً، وقال البيان متوجهاً الى المسؤولين التونسيين في الحكم والحزب "إنّ قتالهم سيظلّ قائماً ما لم يرفعوا أيديهم عن المتحجّبات وما لم يكفّوا عن عدوانهم"، نافيا استهداف المدنيين ومواقع مدنيّة أو تجاريّة. من جانبها، اكدت مصادر أمنية إن حال التعبئة التي أعلنت في قوات الجيش والدرك والشرطة أواخر الشهر الماضي لدى اندلاع الاشتباكات والمطاردات، انتهت رسمياً قبل يومين بعد القضاء على آخر جيوب الاحتكاكات، فيما أضافت مصادر اخرى أن حملة اعتقالات واسعة ما زالت مستمرة في صفوف شباب يُشتبه في انتمائهم إلى تيار "السلفية الجهادية"، خصوصاً في محافظة سيدي بوزيد (وسط) وقبلي (جنوب) وبنزرت (شمال). ونشرت صحف تونسية محلية الصادرة أول من أمس، صوراً للبيت الذي تحصن فيه احد الاسلاميين المسلحين أسعد ساسي (36 عاماً) ، ودارت في محيطه المعركة الأساسية مع قوات الجيش والتي قُتل في أثنائها، علماً أن الحصيلة الإجمالية للقتلى وصلت إلى 25 قتيلاً من الجانبين. وتقول السلطات إنها قتلت 12 من المسلحين واعتقلت بقية أفراد المجموعة.