أكد وزير الداخلية التونسي رفيق حاج قاسم أمس أن المجموعة المسلحة التي اشتبكت مع قوات الأمن والجيش، في نهاية العام الماضي ومطلع هذه السنة تنتمي الى «جماعة إرهابية سلفية» لم يُسمهّا. وهذا أول تأكيد رسمي لكون عناصر المجموعة ليسوا تجار مخدرات أو مجرمين عاديين مثلما لمّح إلى ذلك البيانان الرسميان الأولان. وتبنى تنظيم غير معروف أطلق على نفسه اسم «شباب التوحيد والجهاد بتونس» المواجهات في بيان وزعه موقع على الانترنت يبث عادة بيانات التنظيمات المؤيدة ل «القاعدة». وكانت اشتباكات اندلعت في 23 الشهر الماضي في ضاحية حمام الشطجنوب العاصمة تونس، لدى محاولة اعتقال عناصر المجموعة الذين كانوا متحصنين في شقة، ما أسفر عن مقتل اثنين منهم واعتقال اثنين آخرين. وتجددت الاشتباكات في 3 من الشهر الجاري في وسط مدينة سليمان التي تبعد 10 كيلومترات عن حمام الشط وأسفرت عن مقتل أمير الجماعة أسعد ساسي (36 عاما) ونائبه ربيع الباشا (22 عاما) إضافة إلى عشرة عناصر آخرين واعتقال 15 عنصرا طبقا لبيان رسمي. وأوضح حاج قاسم الذي كان يتحدث في ندوة لكوادر حزب التجمع الدستوري الديموقراطي الحاكم في حضور أعضاء المكتب السياسي وأعضاء الحكومة أن أجهزة الأمن رصدت دخول «ستة عناصر إرهابية»، بينهم موريتاني (قُتل لاحقا في الاشتباكات) عبر الحدود المشتركة مع الجزائر، و «معهم بعض الأسلحة النارية». واضاف ان القوى الامنية كانت على علم بهوية أفراد المجموعة «وانتماءاتهم السلفية الارهابية» وتركتهم يتحركون «لغاية التعرف على بقية اعضاء المجموعة في تونس وعلى أغراضهم وصلاتهم المحتملة بعناصر أخرى». وأعلن ان 21 شخصا انضموا الى هذه المجموعة ليصبح عددهم 27 شخصاً. وأوضح انه بعدما تبين للقوات الأمنية انها «ستشرع في تنفيذ أعمالها الاجرامية حاصرتها بالتعاون مع وحدات من الدفاع الوطني ثم تمت مهاجمتها في أماكن تمركزها من 23 كانون الاول (ديسمبر) حتى الثالث من كانون الثاني (يناير) تاريخ انتهاء العملية بشكل تام». واكد الوزير ان هذه المواجهات أدت الى مقتل اثنين من قوات الامن وجرح ثلاثة آخرين «أثناء تصديهم للمجموعة الارهابية»، في حين قتل 12 شخصاً «من افراد المجموعة الاجرامية واعتقل البقية وعددهم 15». وذكر ان قوى الامن ضبطت مع عناصر المجموعة «رسوماً موقعية لبعض السفارات الاجنبية، كما تم حجز وثائق تتضمن أسماء بعض الديبلوماسيين الاجانب المقيمين في تونس وكمية من المتفجرات من صنع تقليدي محلي»، مضيفاً ان قوات الامن تواصل التحقيق في هذه المواجهات «بالتنسيق مع الهيئات المختصة في البلدان الشقيقة والصديقة».