علمت «الشروق» أن التحقيقات مع عناصر المجموعة المسلحة التي كانت قد دخلت في مواجهات وتبادل للطلق الناري مع قوات الأمن تتواصل الآن وينتظر أن تكشف التحقيقات بدقة عن خلفية هذه المجموعة التي تمكنت قوات الأمن الداخلي من السيطرة عليها سيطرة تامة ومطلقة بعد المواجهات التي تمت جنوب العاصمة تونس. وكشفت مصادر وثيقة الاطلاع ل «الشروق» أن قوات الأمن تمكنت من اصابة وأسر قائد المجموعة المسلحة ويدعى «الأسعد ساسي» قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة نتيجة للاصابات التي تلقاها في المواجهات المسلحة التي كان مسرحها احدى المنازل التي تحصنت فيها المجموعة واستمرت المواجهات حينها ساعات عديدة وتؤكدالمصادر أنها استمرت حتى العاشرة من مساء الاربعاء الماضي. وعلمت «الشروق» أن قوات الأمن تمكنت من قتل مساعد قائد المجموعة وهو في العشرينات من عمره ويدعى «ربيع» وهو في الأصل طالب جامعي وينحدر حسب المصادر من مدينة سليمان القريبة من الضواحي الجنوبية للعاصمة وتتبع اداريا ولاية نابل بمنطقة الوطن القبلي. وتشير مصادر «الشروق» إلى أن المواجهات المسلحة وتبادل اطلاق النار مع قوات الأمن الوطني كشف عن امتلاك العصابة المسلحة لبنادق ومسدسات آلية اضافة إلى أن المجموعة المسلحة كانت مجهزة بقاذفات ترجح المصادر أن تكون من نوع «أر بي جي» وتؤكد المصادر أن قوة النار في المواجهات كانت كثيفة مما يدل على أن عناصر المجموعة متدربة على استعمال السلاح وعلى مثل هذه المواجهات خاصة مع ما يتردد من أن بعض عناصرها كانت لهم خبرة في القتال واستعمال السلاح. وفي انتظار انتهاء التحقيقات مع عناصر المجموعة الذين تم القبض عليهم وأسرهم من قبل قوات الأمن الداخلي تؤكد المعلومات والأخبار أن الأمر يتعلق باحدى «المجموعات السلفية» التي تعرف بنشاطها في منطقة المغرب العربي وهي مجموعات فشلت منذ انبعاثها وتأسيسها في التواجد داخل التراب التونسي. وتقول المصادر إن تونس ظلت دائما مستعصية على مثل هذه المجموعات التي تتخذ من العنف المسلح والارهاب والقتل وسيلة لتنفيذ مخططاتها وأهدافها. وإن كانت هذه أول مواجهة مسلحة بين احدى العصابات وقوات الأمن تعرفها مدينة تونسية إلا أن المواطنين عبروا عن ارتياحهم الكبير للمعالجة الفعالة لقوات الأمن التونسي وقدرتها على القضاء على مجموعة مسلحة خطيرة بهذا الشكل واحباط كل مخططاتها قبل أن تنطلق في تنفيذها وهو ما أكد مرة أخرى أن تونس تبقى مستعصية على مثل هذه المجموعات. وتؤكد المصادر أن المواطنين التونسيين كانت لهم بعد الاعلان عن خبر هذه المجموعة المسلحة ثقة كبيرة بقدرة الأجهزة الأمنية على احباط أي مخطط اجرامي وارهابي يستهدف تقويض أمن واستقرار البلاد. من جهة أخرى ينتظر أن تكشف التحقيقات مع العناصر التي تم القبض عليها عن معلومات وأسرار مهمة تهم هذه المجموعة المسلحة والتي كانت تضم ضمن عناصرها أجنبي يحمل الجنسية الموريتانية تمكنت قوات الأمن من قتله...