فيما تجنب المرشد العام ل «الإخوان المسلمين» مهدي عاكف الرد على تصريحات الرئيس المصري حسني مبارك التي هاجم فيها الجماعة، مكتفياً بالقول إن «الكلام لا قيمة له ولا تعليق لدينا عليه»، اعتبر الناطق باسم كتلة «الإخوان» في البرلمان الدكتور حمدي حسن أن «الرئيس جانب الصواب» في كلامه وأكد أن «الإخوان» صمام أمان لمصر وليسوا خطراً عليها. أما النائب الأول للمرشد الدكتور محمد حبيب فرد بدوره بهدوء على تصريحات الرئيس المصري التي حذّر فيها من خطر «الإخوان» معتبراً أن صعود التيار الديني يهدد بعزل مصر. وفسّر بعض المصادر تجنب مرشد «الإخوان» الرد على تصريحات مبارك بأنه محاولة لتجنب صدام جديد مع السلطات المصرية. وصعدت الحكومة أخيراً حملتها ضد الجماعة المحظورة قانوناً منذ العام 1954، ونفّذت سلسلة اعتقالات بلغت ذروتها مع اعتقال النائب الثاني للمرشد المهندس خيرت الشاطر ومجموعة كبيرة من قياديي الجماعة بعد استعراض «شبه عسكري» لطلاب ينتمون إلى «الإخوان» في جامعة الأزهر، مما أثار انتقادات واسعة. وقالت الجماعة ان السلطات «تتربص بها» منذ فوزها ب88 مقعداً في البرلمان في الانتخابات الأخيرة، وهو إنجاز مهم للجماعة في مواجهة الحزب الوطني الحاكم. وقال نائب المرشد محمد حبيب ل «الحياة»: «هناك شيء إيجابي في التصريحات وهي أن مبارك لم يتهم «الإخوان» بالإرهاب ولا بالتطرف، وهو شيء يستحق الثناء عليه». وتابع: «أما بخصوص مسألة أن الإخوان خطر على أمن الوطن لانتهاجهم النهج الديني، فإن الأمر ليس كذلك». وأوضح أن «الإخوان» ينتهجون النهج الإسلامي «لأنه لا يضع فرقاً بين مواطن وآخر ولا يضع سيطرة لرجال الدين على إدارة شؤون الحكم». وأضاف: «النهج الإسلامي يؤمن بدولة المؤسسات، والإخوان من جانبهم يقرون بالديموقراطية المرتكزة على التعددية السياسية واعتبار الأمة مصدراً للسلطات». وأكد حبيب أن النهج الإسلامي يتفق مع الدستور خصوصاً في مادته الثانية التي تنص على أن «الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع». وأشار إلى أن هروب الاستثمار من مصر لا يحصل بسبب الإخوان، كما قال الرئيس مبارك، وإنما نتيجة «النهج الاستبدادي واستمرار حال الطوارئ، إضافة إلى القوانين السيئة السمعة التي تعوق الحريات». وأضاف أن الحكومة فشلت في التعاطي مع مشكلات المواطن العادي و «بيروقراطيتها سبب هروب الاستثمار وليس الإخوان». وقال: «المخاوف والهواجس من صعود الإخوان لا مبرر لها، فنهج الحكومة هو الذي يؤدي إلى هروب الاستثمار». وقال إن الإخوان حصلوا في الانتخابات الأخيرة على مليوني صوت انتخابي وهو «ما يؤكد شعبيتهم». اما الناطق باسم الكتلة البرلمانية للإخوان فقال: «لقد جانب الرئيس الصواب». وتابع: «الكل يعلم أن الإخوان صمام أمان لمصر وليسوا خطراً، وتاريخ الإخوان يشهد لهم بذلك». واعتبر في تصريح إلى «الحياة» أن الخطر الذي يواجه البلاد هو «الديكتاتورية والفساد والاستيلاء على السلطة». وأعلن استعداد الإخوان لطرح برنامجهم في مواجهة برنامج لمبارك «في استفتاء على الشعب وننظر إلى النتيجة».