حمل القيادي في حركة فتح محمد دحلان الجمعة بشدة على حركة حماس متهما اياها بالانقلاب على الماضي الفلسطيني والتخبط السياسي وممارسة الاغتيالات السياسية ضد كوادر واعضاء حركة فتح. وقال دحلان خلال مؤتمر صحافي في رام الله "لم نشارك بحكومة وحدة وطنية منذ البداية لان حماس اعتقدت ان فوزها بالانتخابات يعطيها الحق بالانقلاب على كل الماضي الفلسطيني وانجازاته بما فيها عدم الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية رغم ان منظمة التحرير هي من جاء بالسلطة الفلسطينية واسسها". واضاف "منذ فوز حركة حماس تعتقد حماس انه لا يحق للمعارضة انتقادها بل انهم قالوا انها حكومة الهيه جاءت من الله". وتابع "لذلك قلنا منذ البداية اننا لن نشارك بالحكومة لكن سنمارس حقنا في الانتقاد وهو ما كان صعبا على حماس ولذلك لجأوا للعنف وقتلوا عددا من الموظفين في مسيرة سلمية وحاولوا فرض منطقهم السياسي من خلال العنف ولجأوا للاغتيالات السياسية ضد كوادر واعضاء حركة فتح والاجهزة الامنية". وقال"ان حماس لديها برنامجها الخاص القائم على التدمير وهي تدعي المقاومة ولا تقاوم وتدعي الاصلاح وهي افسد من حركة فتح ويتصرفوا كمعارضة وسلطة في ان واحد ولذلك فان العام الماضي كشف حماس على حقيقتها". ومضى دحلان يقول يقول "نحن في فتح لا نريد اي مقعد في حكومة الوحدة الوطنية اذا التزمت حماس بالاتفاقيات واعترفت بمنظمة التحرير ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني". وكان المجتمع الدولي ممثلا خصوصا باللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط اشترط على حماس الاعتراف باسرائيل والاتفاقات السابقة بين السلطة الفلسطينية واسرائيل والتخلي عن العنف لاستئناف المساعدة المالية للفلسطينيين المتوقفة منذ تولي حكومة حماس رئاسة الحكومة في آذار/مارس 2006. واتهم دحلان حركة حماس ب "التخبط" وقال "انها تريد حكومة وحدة وطنية وتريد حكومة لوحدها في نفس الوقت. يريدون سلطة القانون وشكلوا عصابات مثل القوة التنفيذية. يريدون شفافية ولم يقدموا تقريرا واحدا عن اداء الحكومة وهم يدخلون الاموال في الاكياس عبر المعابر". وشدد "انني اؤكد ان حماس تتصرف وكأنها جاءت بانقلاب والدليل الميليشيات التي شكلتها حكومتها ونحن لن نوافق عليها وسنمنعهم من استخدام منطق القتل لفرض ما يسمى بالقانون" في اشارة الى القوة التنفيذية الامنية التي شكلها وزير الداخلية وهو من حركة حماس. وقال "ان الشعب الفلسطيني زادت ديونه بوجود حركة حماس في الحكومة وهناك ديون هائلة والتزامات هائلة بعد وجود حماس مدة سنة بالحكم واعتقد ان مليار دولار لن يغطي ديون السلطة الفلسطينية الان". غير ان دحلان عاد للتأكيد ان "المستقبل يجب ان يقرب وجهات النظر بين حركتي حماس وفتح حيث تتخلى حماس عن اوهامها وفتح عن احلامها". وقال ان الاولوية القصوى لحركة فتح والرئيس عباس "الوصول الى حكومة وحدة وطنية على اساس سياسي مقبول عربيا ودوليا وفلسطينيا ووجود اجندة سياسية مشتركة بين حركتي فتح وحماس نستطيع ان نقنع العالم بها وندافع عنها وحتى نتجنب مواجهات داخلية بيننا". وتتواجه حركتا فتح وحماس منذ دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في 16 كانون الاول/ديسمبر الى اجراء انتخابات مبكرة اثر فشل المحادثات حول تشكيل حكومة وحدة وطنية. واسفرت المواجهات بين الطرفين منذ منتصف كانون الاول/ديسمبر عن مقتل اكثر من 30 شخصا لكن حدتها تراجعت في الايام الاخيرة.