سقط 58 جريحا قسم منهم بالرصاص الثلاثاء في مختلف المناطق اللبنانية في مواجهات بين مناصري المعارضة والغالبية النيابية في اطار الاضراب العام الذي دعت اليه المعارضة لاسقاط الحكومة والذي شل البلاد. وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن جرح 15 شخصا جراء اطلاق نار وتراشق بالحجارة. واعلن مصدر ملاحي في مطار بيروت الدولي انه تم الغاء 22 رحلة من والى العاصمة اللبنانية موضحا ان اربع او خمس طائرات وصلت الى العاصمة اللبنانية ولا يزال ركابها في حرم المطار مع استمرار اغلاق الطريق المؤدية اليه. وكان المصدر اشار صباحا الى الغاء ثماني رحلات. وحتى ساعات بعد الظهر كانت المواجهات بين مناصري المعارضة والغالبية مستمرة رغم انحسار بعضها في عدد من المناطق وخصوصا في نهر الموت (شرق بيروت) حيث عملت جرافات الجيش اللبناني على فتح الطريق الساحلية. وفي جبيل (شمال بيروت) تعرضت سيارة للنائب السابق فارس سعيد الذي ينتمي الى قوى 14 اذار/مارس المؤيدة للحكومة لاطلاق نار ما ادى الى اصابة ثلاثة من مرافقيه نقلوا الى احد مستشفيات المنطقة. وروى سعيد في تصريح تلفزيوني انه كان يسعى منذ الصباح مع مناصريه الى فتح الطريق الساحلية عبر ممارسة "ضغوط معنوية" على الجيش اللبناني حين فوجىء بتعرض احدى سياراته لاطلاق نار. كذلك تعرض مقر اذاعة "صوت الغد" التابعة للنائب المسيحي المعارض ميشال عون في الزلقا شمال بيروت لمحاولة اعتداء عمل الجيش على تطويقها. وكانت سجلت صدامات حادة بين مناصري المعارضة والموالاة في منطقة كورنيش المزرعة (غرب بيروت) وفي مناطق الزلقا ونهر والموت والجديدة ذات الغالبية المسيحية. وتكرر المشهد نفسه في هذه المناطق شبان يتراشقون بالحجارة وعناصر من الجيش اللبناني يقفون في الوسط ويحاولون تهدئتهم باطلاق النار في الهواء والغاز المسيل للدموع. وكان الجيش قام بفتح الطريق الساحلية في منطقة نهر الكلب (شمال بيروت) تفاديا لصدام بين مناصري النائب ميشال عون واخرين يؤيدون القوات اللبنانية. واحرق المتظاهرون اطارات والقوا ترابا وحجارة في وسط الطرق في مناطق بيروت والاشرفية والحمراء وطريق المطار والمتن وحالات وجبيل والشمال والبقاع والجنوب وفق مصوري وكالة فرانس برس. ويأتي هذا التحرك تلبية لاضراب عام دعا اليه اقطاب المعارضة التي يقودها حزب الله الشيعي للمطالبة باسقاط الحكومة وذلك في ضوء استمرار الاعتصام المفتوح الذي ينفذه المعارضون في وسط بيروت منذ اول كانون الاول/ديسمبر الفائت. وقال الرئيس السابق امين الجميل الذي ينتمي الى قوى 14 اذار/مارس "نحن في جو فتنة على كل الصعد وهذا الامر يجب ان يتوقف خصوصا في الشارع المسيحي". واعتبر في تصريح تلفزيوني ان ما قامت به المعارضة "لن يؤدي الى اي مكان لانه ليس بالشارع تتبلور الحلول". ورأى النائب نبيل دو فريج من الغالبية النيابية ان "المعارضة لم تحقق اي نجاح في تحركها بل ادت الى خراب البلد". واعتبر مصدر حكومي ان عمليات قطع الطرق التي يقوم بها مناصرو المعارضة "عمل ميليشيات مسلحة لانها لا تستخدم لا ادوات سلمية ولا ديموقراطية وقد فشلوا في القيام بتحرك سلمي وفشلوا في اثبات ان لديهم الاكثرية بما انهم يرهبون الناس". وسأل المصدر "هل حزب الله قرر تغيير مهماته من تحرير الجنوب والتصدي لاسرائيل الى قطع الطرق في بيروت والمناطق؟" واضاف "ما جرى اليوم ليس اضرابا بل ارهاب". واكدت مصادر حكومية لوكالة فرانس برس ان رئيس الوزراء فؤاد السنيورة لا يزال في بيروت ورفضت ان تكشف موعد مغادرته الى باريس لحضور المؤتمر الدولي لمساعدة لبنان والمقرر عقده في 25 كانون الثاني/يناير. وفي باريس اعلنت الرئاسة الفرنسية ان الرئيس جاك شيراك سيستقبل الاربعاء السنيورة بهدف "التحضير للمؤتمر الدولي لدعم لبنان". وكان رئيس حزب القوات اللبنانية المسيحي سمير جعجع اعتبر ان تحرك المعارضة اللبنانية "ثورة فعلية وانقلاب" متهما القوى الامنية بحماية من يقطعون الطرق. في المقابل اكد النائب ميشال عون ان الحكومة اللبنانية "مجرمة" مؤكدا ان "انصارها يرتكبون جرائم" بحق المعارضين. من جهته جدد النائب عن حزب الله حسين الحاج حسن مطالبته بحكومة وحدة وطنية وانتخابات نيابية مبكرة وقال ان "صم الاذان عن هذين الخيارين يعني خيارا ثالثا يتمثل في توالي التصعيد". واضاف "اذا لم يجر التوافق فان مسؤولية مصير البلد في رقبة الرئيس (فؤاد) السنيورة". وندد النائب في الغالبية مروان حمادة بتصعيد المعارضة معتبرا "انها بداية الهزيمة الالهية لمحاولة الانقلاب على النظام اللبناني".