ارتفعت حصيلة المواجهات بين مناصري المعارضة والحكومة في اليوم الاحتجاجي الطويل في لبنان الى ثلاثة قتلى و133 جريحا. وقال ضابط في قوى الامن الداخلي رفض كشف هويته ان "شخصين قتلا في صدامات في مدينة طرابلس (شمال) فيما قتل ثالث في بلدة البترون" في الشمال ايضا. واضاف ان "133 شخصا اخرين اصيبوا بجروح". كذلك ارتفعت حصيلة الرحلات التي الغاها مطار بيروت من العاصمة اللبنانية واليها اذ افاد مصدر في المطار لوكالة فرانس برس ان عدد الرحلات الملغاة بلغ 34 في انتظار يوم غد الاربعاء لافتا الى ان الطريق المؤدية الى المطار لا تزال مقطوعة. ومع ساعات المساء كانت السنة اللهب لا تزال تتصاعد من الاطارات المحترقة التي استخدمت لقطع الطرق فيما لوحظ ان نسبة الطرق التي فتحت خارج بيروت تفوق نظيراتها داخل العاصمة وضواحيها. وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان التجمعات تفرقت مع الغروب من شوارع بيروت فيما لم تبادر عناصر الجيش اللبناني الى فتح عدد من الطرق. وكانت المواجهات بين مناصري المعارضة والغالبية انحسرت اعتبارا من بعد الظهر وخصوصا في نهر الموت (شرق بيروت) حيث عملت جرافات الجيش اللبناني على فتح الطريق الساحلية. وفي جبيل تعرضت سيارة للنائب السابق فارس سعيد الذي ينتمي الى قوى 14 اذار/مارس المؤيدة للحكومة لاطلاق نار ما ادى الى اصابة ثلاثة من مرافقيه نقلوا الى احد مستشفيات المنطقة. وقال فارس سعيد في تصريح لوكالة فرانس برس "بادرنا الى حركة عفوية في الساعة العاشرة صباحا في محاولة لفتح طريق جبيل الساحلية فاذ بالعناصر الامنية والجيش تحديدا تتجه الينا في شكل قتالي وتطلق النار علينا فيصاب ثلاثة من مرافقي". واضاف "لنا ملء الثقة بالجيش اللبناني ولكننا نسأل: لماذا اقفلت طرق لبنان في الرابعة فجرا ولم يقم الجيش بتنفيذ اوامر مجلس الوزراء ويفتح تلك الطرق في الرابعة والدقيقة الاولى؟" وفي بيروت تعرض مبنى تلفزيون "المستقبل" الذي تملكه عائلة الحريري مساء لرشق بالحجارة فيما اصيب شخصان بجروح حين عبرت سيارة امام مبنى التلفزيون واطلق من فيها النار. وكانت سجلت صدامات حادة بين مناصري المعارضة والموالاة في منطقة كورنيش المزرعة (غرب بيروت) وفي مناطق الزلقا ونهر والموت والجديدة ذات الغالبية المسيحية. ويأتي هذا التحرك تلبية لاضراب عام دعا اليه اقطاب المعارضة التي يقودها حزب الله الشيعي للمطالبة باسقاط الحكومة وذلك في ضوء استمرار الاعتصام المفتوح الذي ينفذه المعارضون في وسط بيروت منذ اول كانون الاول/ديسمبر الفائت. وكان مصدر حكومي اعتبر ان عمليات قطع الطرق التي يقوم بها مناصرو المعارضة "عمل ميليشيات مسلحة لانها لا تستخدم لا ادوات سلمية ولا ديموقراطية وقد فشلوا في القيام بتحرك سلمي وفشلوا في اثبات ان لديهم الاكثرية بما انهم يرهبون الناس". وسأل المصدر "هل حزب الله قرر تغيير مهماته من تحرير الجنوب والتصدي لاسرائيل الى قطع الطرق في بيروت والمناطق؟". واضاف "ما جرى اليوم ليس اضرابا بل ارهاب". وقال الرئيس السابق امين الجميل "نحن في جو فتنة على كل الصعد وهذا الامر يجب ان يتوقف خصوصا في الشارع المسيحي". واعتبر في تصريح تلفزيوني ان ما قامت به المعارضة "لن يؤدي الى اي مكان لانه ليس بالشارع تتبلور الحلول". ورأى النائب نبيل دو فريج من الغالبية النيابية ان "المعارضة لم تحقق اي نجاح في تحركها بل ادت الى خراب البلد". وكان رئيس حزب القوات اللبنانية المسيحي سمير جعجع اعتبر ان تحرك المعارضة اللبنانية "ثورة فعلية وانقلاب" متهما القوى الامنية بحماية من يقطعون الطرق. في المقابل اكد النائب ميشال عون ان الحكومة اللبنانية "مجرمة" مؤكدا ان "انصارها يرتكبون جرائم" بحق المعارضين.