تعرض الثلاثاء لموجة جديدة من الانتقادات لسياسته الخارجية والداخلية ابرزها على لسان آية الله حسين علي منتظري المعارض والخليفة السابق لمؤسس الجمهورية الاسلامية روح الله الخميني. وقال اية الله منتظري في لقاء مع قادة من المعارضة الليبرالية "نقول الموت لاميركا لكن الولاياتالمتحدة قوة تملك وسائل ضخمة (...) ويجب العمل بتعقل في مواجهة العدو وعدم استفزازه". واضاف ان "التطرف لا يخدم مصلحة الشعب" في اشارة ضمنية الى احمدي نجاد المعروف بتصريحاته المتشددة والمنطوية على كثير من التحدي في ما يتعلق بالبرنامج النووي الايراني. كما انتقد منتظري السياسة الاقتصادية للحكومة لا سيما مسألة التضخم. وقال ان "بعض المسؤولين يقولون ان التضخم لا يتجاوز 13% (...) ولكن عندما ندرس المسالة نرى ان الاسعار في بعض القطاعات مثل السكن ارتفعت بنسبة 50%". واضاف "لا يمكن حكم البلاد بالشعارات". وتتخذ الانتقادات الموجهة الى الرئيس الايراني حتى في اوساط المحافظين حجما متزايدا بعد فشل المقربين منه في الانتخابات البلدية ومجلس الخبراء في 15 كانون الاول/ديسمبر. واتسع حجم الانتقادات منذ اعتماد مجلس الامن الدولي في 23 كانون الاول/ديسمبر قرارا ينص على عقوبات على طهران بسبب برنامجيها النووي والصاروخي. وفي مؤشر واضح على الحملة المتزايدة على احمدي نجاد انقسمت الكتلة المحافظة التي تسيطر على البرلمان الى قسمين بعد ان قرر النواب الذين ينتقدون الرئيس الايراني تشكيل كتلتهم الخاصة. وخلال الايام الاخيرة بث التلفزيون الرسمي ووكالة الانباء الايرانية الرسمية كلاما لمواطنين عاديين ينتقدون بوضوح الرئيس الايراني بسبب التضخم والوعود الاقتصادية التي لم يف بها. وفي العاشر من كانون الثاني/يناير انتقدت صحيفتان محافظتان كبيرتان سياسة احمدي نجاد محذرتين من تشديد العقوبات الدولية على ايران. وطالبت احداها وهي صحيفة "جمهوري اسلامي" الرئيس الايراني بالامتناع عن الكلام عن الموضوع النووي "في كل لحظة" لتجنب اعطاء حجج لاعداء البلاد. ورفضت ايران تعليق تخصيب اليورانيوم ما دفع مجلس الامن الى اقرار عقوبات محددة في حقها في القرار 1737. ويفترض ان يجتمع مجلس الامن في نهاية شباط/فبراير من اجل البحث في عقوبات جديدة اذا رفضت ايران الاذعان. علما ان الاقتصاد الايراني يعاني ايضا من عقوبات اميركية من جانب واحد. وقررت المصارف الايرانية منذ الاثنين وقف التحويلات المالية بالدولار الى الخارج تجنبا لشمولها بالقيود المفروضة على الحسابات الايرانية. كذلك انتقد نائب معتدل بارز الثلاثاء بقوة الرئيس الايراني. وقال اكبر علمي في خطاب امام مجلس الشورى نقلته الاذاعة العامة "ان بعض استفزازات الرئيس ونزعته للمغامرة لا تناسب سياستنا الخارجية". وراى "ان الاسلوب الذي اختاره الرئيس لا يخدم قطعا المصالح الوطنية". وندد النائب ايضا ب"تنظيم وزارة الخارجية مؤتمرا حول محرقة اليهود" اعطى "حججا" لخصوم ايران بحسب رايه. وحذر حسين مراشي المتحدث باسم حزب "كوادر البناء" القريب من الرئيس الايراني السابق اكبر هاشمي رفسنجاني من جهته من اخطار حصول "هجوم جوي او بالصواريخ على منشآت البلاد". وفي اشارة الى كلام احمدي نجاد الذي استبعد الاحد هجوما محتملا قال مراشي للصحافيين الثلاثاء ان "على الذين اعلنوا ان احالة ملفنا الى مجلس الامن مجرد خدعة ان يتحملوا اليوم مسؤولية ما حصل".