في حديث أجرته الصحفية والكاتبة باولا كاريدي، مؤلفة كتاب "العرب المخفيون: كتالوج تحليلي للعرب الذين لا نعرفهم وليسوا إرهابيين"، ومراسلة (ليتيرا 22) في القدس. روت الصحفية قائلة "عبثا نواصل الاعتقاد بفكرة المثلث (إنترنيت عرب إرهاب)، تصريحات على الشبكة، صور مروعة ووصايا أخيرة، موثقة بأفلام فيديو لانتحاريين قبل تنفيذ عملياتهم". ثم تطرح السؤال "أهذا هو الانترنيت في العالم العربي؟"، وتجيب "كلا، إنه مجرد نموذج علاقته ضئيلة بالواقع المعقد والمختلف، لمن يعيش بين الدارالبيضاء والرياض." تتحدث كاريدي عن "عالم عربي ينظر إلى شبكة الإنترنيت باهتمام بالغ، وعن الشباب الذين يسبرون أغوارها، في ظل الأهرامات، بامتلاكهم لوسيلة أصبحت تتنقل في المجتمعات العربية بشكل يذلل كل العقبات". واسترسلت قائلة "إن كان من يبحث متلهفا عبر الشبكة في السابق هم المهتمون بالموضة والثقافة، أصبحت مقاهي الإنترنيت تعج اليوم بالشباب، في القاهرة بل وحتى في غزة"، وتوضح قائلة "إنهم يدخلون هناك ليكشفوا للجميع عن ماهية عالمهم، عبر معالجة مواضيع سياسية وشخصية تعبر عن التحول الذي طرأ على الواقع." تضيف الصحفية "إنه أسلوب للتعبير بدأ دون مواجهة عراقيل من جهة السلطات المحلية، كما حدث في الصين"، لكنه الآن، ونظرا لانتشار الظاهرة بشكل واسع، والتي أصبحت تثير الخلاف والشقاق، بدأ يُنظر إليه بعدائية، بل أن يضطهد كما حدث في مصر. استشهدت الكاتبة ب "محاكمة (كريم)، أحد أكبر رواد منتديات الحوار على الشبكة، والذي اعتقل من قبل السلطات، و(علاء) الذي أمضى شهرين في السجن للسبب ذاته"، وبهذا تعتبر مصر إحدى البلدان ال13 في العالم، المعروفة بالعنف تجاه رواد الشبكة، حسب إعلان مراسلون بلا حدود." تتابع كاريدي قائلة "هناك مشاكل كبيرة في تونس أيضا كما في سوريا، أما في المغرب فهي أقل". رغم هذا كله، يزداد استخدام الإنترنيت ليصبح ظاهرة جماهيرية، "كونه أداة لإشباع العطش للمعلومات والوسيلة الوحيدة للاتصال في عالم تشح فيه منتديات وأماكن اللقاء المفتوحة."