بعد الحادثة التي اهتزت لها مدينة صفاقس في أواسط الشهر الفارط والتي عمدت فيها امرأة عاقر إلى اختطاف بنية صغيرة من بين أحضان أمها اهتزت نفس المدينة أي مدينة صفاقس أول أمس الخميس على حادثة مماثلة عمدت فيها إحداهن إلى اختطاف بنية لكن ليس بنية تبنيها كالحادثة الأولى بل بهدف «استعمالها» للتسول بها... هذه الحادثة الغريبة شهدها المستشفى الجامعي بصفاقس مرة أخرى، وتقول معطياتها الأولية، انه في حدود الساعة العاشرة من صبيحة أول أمس الخميس، عمدت المتهمة القادمة من إحدى ضواحي العاصمة إلى اختطاف بنية صغيرة من داخل المستشفى كانت برفقة والدتها بنية التداوي. ولئن لم تتضح بعد الطرق التي تمكنت بها المتهمة من استدراج البنية واختطافها في غفلة من والدتها، فإن ما توفر من معلومات يؤكد أن المرأة استعانت بشريكة لها وقد تمكنتا من تنفيذ كل ما خططتا له مسبقا، إلا أن البعض من الزوار والمرضى من الذين لاحظوا المرأة وهي تستدرج الصغيرة مدوا والدة الضحية بأوصافها وألوان ملابسها. وما إن تم إبلاغ الجهات الأمنية بصفاقس الجنوبية، حتى استنفر كل الأعوان والمحققين للبحث عن البنية وخاطفتها وما هي إلا 3 ساعات حتى تم إلقاء القبض على المتهمة الرئيسية قبل أن تغادر مدينة صفاقس في اتجاه العاصمة. وبالتحري معها اعترفت المتهمة بكل ما نسب إليها مبينة أنها اختطفت البنية الصغيرة قصد التحول بها إلى العاصمة واستعمالها في استرقاق القلوب والحصول على بعض الدنانير في عمليات تسول مفبركة قد تقوم على تجويع البنية وإكسائها ملابس رثة وبالية ووسخة... وأضافت المتهمة أنها استعانت بشريكتها التي قدمت معها من العاصمة كذلك لتنفيذ المخطط الذي وضع منذ البداية المستشفى الجامعي بصفاقس هدفا له نظرا لكبر المؤسسة واتساعها وكثرة أقسامها وكثرة المرضى والزوار القادمين من الجنوب التونسي وهو ما يخلق حركية دؤوبة واختلاط كبير يسهّل عملية الاختطاف. الفرقة العدلية الجنوبية بصفاقس وبعد الاستماع إلى أقوال المتهمة وإيقاف شريكتها أعادوا البنية إلى أحضان أمها التي لم تصدق بالمرة أنها ستحتضن فلذة كبدها مرة ثانية... وتصوروا الموقف في هذه السابقة الخطيرة التي تكررت بصفاقس في أقل من شهر أولى كان هدف الضحية منهاتبني البنية باعتبارها عاقر، وثانية كان الهدف من الاختطاف التسول بالضحية البريئة...