تحتفل ايران اليوم، بالذكرى الثامنة والعشرين للثورة الاسلامية التي قادها الامام الخميني عام 1979، وسط اجواء داخلية ودولية تهددها بتحولات كبيرة، في مواجهة تصاعد أزمتها النووية وزيادة الضغوط الغربية للحد من نفوذها الاقليمي. وتواكب الاحتفالات وعود بكشف انجازات نووية كبيرة وتنظيم تظاهرات ضخمة ل «الدفاع عن الحقوق النووية لايران». ويتوقع الا يتعدى وعد الرئيس محمود احمدي نجاد ب «خبر سار»، الاعلان عن بدء تركيب اجهزة الطرد المركزي في منشآت ناتانز الذي يتزامن مع قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقف تعاونها مع ايران في عشرة مشاريع مشتركة بينها ثلاثة داخلية وسبعة اقليمية، تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الرقم 1373 تشديد العقوبات على طهران. وأعلن ديبلوماسيون في الوكالة الدولية للطاقة الذرية اخيراً، ان ايران باشرت تركيب سلسلتين على الاقل من 164 جهازاً في ناتانز. وصرح المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي الخميس الماضي، بأن «الشعب سيخرج الى الشارع للتعبير عن تصميمه على الدفاع عن الاسلام وايران». وستعزف فرقة من مئة موسيقي في ساحة ازادي «سمفونية نووية» تعقب خطاب نجاد. ويبدو ان طهران باتت مضطرة الى اعادة النظر في مواقفها التصعيدية التي بنت عليها سياساتها في العلاقة مع الولاياتالمتحدة، لكن من موقع متقدم هذه المرة على صعيد الملفات الاقليمية الاساسية، بدءاً من فلسطين ومروراً بلبنان وسورية وصولاً الى العراق، وهي ملفات تتطلب منها تنازلات او تخفيف اللهجة او التعاون لإبعاد شبح حرب لن تتوقف تأثيراتها عند حدود ايران، بل ستشمل المنطقة كلها. على صعيد آخر، بدأت الاوساط السياسية تفكر بصوت مرتفع في خلافة المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي التي اطلق شرارتها الجمعة الماضي رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، المرشح الاقوى لهذا المنصب، حين دعا الى انتخاب نائب للمرشد، وذلك قبل عقد الجلسة الرسمية الاولى لمجلس خبراء القيادة الذي يتولى اختيار المرشد. في غضون ذلك، أعلن قائد «الحرس الثوري» الجنرال يحيى رحين صفوي انتاج طائرة استطلاع جديدة من دون طيار تتمتع بحقل عمل يصل شعاعه الى 700 کلم واستخدامها لجمع معلومات والتقاط صور. وأشار الى ان المواد التي استخدمت في صنع الطائرة وشکلها تمنع الرادارات من رصدها، «ما يمنع استهدافها»، موضحاً ان الطائرة «اجتازت مرحلة الاختبار، وتنتج منها اعداد کثيرة حالياً».