- الإهداء إلى الإنسان الحر، إلى الذي يظل واقفا مهما كانت عواصف الرداءة والانحدار.. الإهداء إلى سجناء بلدي هناك في السجون التونسية، المزروعة في المدن التي يمضغها القهر، ويلوكها الخوف، ويصفعها الصمت، سلوان لا تحزني إن خانني الأجل ما بين جرح وجرح ينبت الأمل لا تسالي طفلتي لماذا الحزن ضيعنا ولكن اسألي الحزن هل ضاقت به السبل ******** سلوان يا ابنتي لا تحزني إن خانني الأجل ما بين يوم ويوم يتمطط في داخلي الألم ما بين يوم ويوم يكبر في كياني الوطن ******* سلوان يا طفلتي التي أصابها الإعياء والكلل كم حلمنا كم كتبنا كم سهرنا كم تعبنا كم تمنينا حتى أصابنا الحيف والتجريح والظلم والألم ******** سلوان يا طفلتي العزيزة التي اغتالها الكلام الغزير واغتالتها أطنان الوعود وآلاف الكلمات والجمل سلوان يا طفلتي التي اعتقلت قبل المخاض ولم يكتب لها الأجل ******** سلوان يا طفلتي الحبيبة لا تصرخي كثيرا لا تسألي عن أبيك فهو من منفى إلى منفى يحط ويرحل سلوان يا طفلتي الحبيبة كتب علينا شقاء الأوطان والعمر لم يكتمل ******** سلوان لا تحزني يا ابنتي إن خانني الأجل ما بين جرح وجرح ينبت الأمل لا تسألي لماذا الحزن ضيعنا ولكن اسألي الحزن هل ضاقت به السبل ******** لا تحزني يا ابنتي إن ضاق بي زمني إن أيامي بدمع الوجد تغتسل حتى أصبح العمر أوهاما نطاردها تجري ونجري وتدمينا الآلام ولا نصل ******** سلوان لا تسألي عن حكاياتنا عن أحلامنا عن أمانينا عن ماذا فعلنا وماذا ويحهم فعلوا...قد ضيّعوا منا العمر يا للعمر لو جنّحت منّا الحياة وأفتى من به خبل ******** واقع ثقيل سجن طويل فكيف الهروب من المصير وقد تاهت بنا الحيل ******** سلوان يا ابنتي الوطن في القلب في الأعماق في دمنا في عيوننا في رحيلنا في سجوننا فكيف نضمّد الشرخ وكيف الجرح يندمل ******** سلوان يا ابنتي لا تحزني إن خانني الأجل ما بين جرح وجرح ينبت الأمل ما بين الذكرى والذكرى يكبر في داخلي الوطن لا تسالي طفلتي لماذا الحزن ضيعنا ولكن اسألي الحزن هل ضاقت به السبل ******** سلوان يا طفلتي المصابة بحمىّ الحصار وعشق الوطن يا طفلتي التي عانقتها الأوراق وحرّرها القلم ******** سلوان يا ربيع عمري الراحل ما زال للوطن بيت في ضمائرنا ما زالت لعبير الأرض أعشاشا في قلوبنا فما أقسى حريق النار حين يخبو ثم يشتعل ******** سلوان يا طفلتي اليتيمة ضيّعت عمري أغني الطهر في زمن شيئان تهاوى فيه الطهر والأمل ضيعت عمري أبيع الحلم في وطن شيئان عاشا عليه الزيف والدجل ******** سلوان يا ابنتي لا تحزني إن خانني الأجل ما بين جرح وجرح ينبت الأمل لا تسألي لماذا الحزن ضيعنا ولكن اسألي الحزن هل ضاقت به السبل ******** سلوان إن ضاقت الأرض بالأحلام في وطني ما زال في الأفق بريق من النور قد يكتمل ما زالت في سجون بلدي شموع تضيء الدرب من ليل شعبي المظلم ما زالت في سماء بلدي طيور وفرسان تأبى الترجل