قضت اليوم الخميس محكمة (جنح محرم بك) بمدينة الإسكندرية شمال مصر، بحبس المدون المصري عبد الكريم نبيل سليمان الشهير باسم "كريم عامر", لمدة أربع سنوات، بعد إدانته بالاتهامات التالية : أولا: قام بإثارة الفتنة الطائفية وتحقير الدين الاسلامي، مما يؤدي إلى الإضرار بالوحدة الوطنية والدين الإسلامي على النحو المبين بالتحقيقات . ثانيا: أذاع عمدا بيانات من شأنها تكدير الأمن العام وإلحاق الضرر بالمصلحة العامة على النحو المبين بالتحقيقات . وقررت المحكمة استبعاد تهمتي ازدراء الأديان، وإذاعة أخبار كاذبة، وهو ما أثبته الدفاع الحاضر مع عبد الكريم وقامت المحكمة بتوجيه اتهام جديد للمتهم، وفقا للمادة 176 ع وعاقبته بالحبس ثلاث سنوات عن هذه التهمة الجديدة . وبينما أدانت منظمة "العفو الدولية" هذا الحكم وطالبت بإطلاق سراحه "فورا وبدون شروط"، فقد أكدت منظمة (هيومن رايتس ووتش) الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان إن سليمان (22 عاما) الذي يكتب باسم مستعار هو "كريم عامر" هو "اول كاتب على الانترنت مصري يحاكم بسبب مضمون كتابته" . وأشار مضمون الحكم الى ان المتهم قد حرض بالكتابة على شبكة الإنترنت على بعض طائفة المسلمين وازدرائها بأن وصف الرسول وصحابته بانهم سفاكي دماء وكان من شأن هذا التحريض تكدير السلم العام كما عاقبته المحكمة عن تهمة اهانة رئيس الجمهورية بالحبس سنة حيث نسبت له النيابة العامة في مذكرتها انه هاجم نظام الحكم بذكره ان الرئيس مبارك هو رمز الاستبداد وقاهر العباد متهكما بمقولة "بايعوا الرئيس مبارك أميرا للمؤمنين" ورفضت ما قدمه دفاع المتهم بخصوص هذا الأمر . وحسب بيان لمركز هشام مبارك للقانون فقد رفضت المحكمة طلبات الدفاع المتمثلة في ضم اصل الشكوى التي تحرك على اثرها مجلس التأديب بالكلية التي كان المتهم طالبا بها وضم تحريات مباحث امن الدولة التي طلباتها النيابة اثناء التحقيقات وانتداب خبير من كلية الهندسة جامعة الاسكندرية لتحديد مكان وجود موقع الحوار المتمدن ومديره ولا نعرف اسباب الرفض حيث لم تودع اسباب الحكم كاملة حتى الآن . ويعتزم دفاع المتهم الطعن على هذا الحكم امام محكمة الجنح المستأنفة بالاسكندرية وصولا الى محكمة النقض اذا استدعى الامر. ووصف بيان لمركز هشام مبارك للقانون هذا الحكم بأنه يأتي في سياق قامع لحرية الرأي والتعبير يسود مصر الان رغم كل مزاعم الإصلاح الديمقراطي"، وفق ما ورد في البيان . وفُصل عامر من جامعة الأزهر إثر كتاباته التي برز فيها هجومه الحاد على الدين الإسلامي ورموزه، وهو ما قال عنه بيان الكونغرس الأميركي إن "القدرة على التحاور بشأن المعتقدات الدينية لأي إنسان هو أمر مهم فيما يتعلق بحرية العقيدة و حرية التعبير ، والذي يعتبر كل منهما جزءا لا يتجزأ من أي مجتمع ديمقراطي". كان قد تم إلقاء القبض على عامر "22 سنه" في السابع من نوفمبر الماضي على خلفية الإساءة لرئيس الجمهورية ونشر مدونات وصفت بأنها تثير الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين عقب أحداث الإسكندرية .
