قتل عناصر من تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» سبعة من رجال الدرك الوطني الجزائري في هجوم استهدف دوريتهم في ولاية تيزي وزو شرق العاصمة. وتبنى التنظيم اعتداء استهدف حافلة تقل موظفي شركة روسية للغاز أول من أمس، وأهداه إلى «مسلمي الشيشان». وأفادت مصادر محلية أن مجموعة من المسلحين قتلت سبعة من عناصر الدرك وجرحت ثامناً (حاله خطرة) حين هاجمت دوريتهم في منطقة تخوخت في ولاية تيزي وزو (100 كلم شرق الجزائر). وتبنى تنظيم «القاعدة» الهجوم في بيان على الإنترنت، واشار إلى أن عناصر في كتيبة الفاروق هاجموا قافلة للدرك في تخوخت وقتلوا سبعة عسكريين وجرحوا آخرين واحرقوا سيارتين وغنموا رشاشاً، قبل أن يعودوا إلى قواعدهم «سالمين». وأشارت مصادر في المنطقة إلى أن رجال الدرك كانوا يتأهبون ليحلوا محل زملائهم عند حاجز مراقبة على مفترق طرق، عندما فاجأهم المسلحون في حدود الرابعة عصراً وأمطروا دوريتهم بوابل من الرصاص، قبل أن يطلقوا عليهم قذائف محلية الصنع، مما تسبب في احتراق سيارتي دفع رباعي كانتا تقلان الجنود. وأكدت أن الجيش حاصر المهاجمين فور إبلاغه بوقوع الاعتداء وتمكن من قتل أحدهم في اشتباكات عنيفة استمرت حتى المساء. ولا تزال عمليات التمشيط متواصلة في المنطقة للوصول إلى بقية المسلحين. غير أن «القاعدة» نفت مقتل أحد عناصرها وأكدت أن الجيش لم يحاصر المهاجمين. وجاء الهجوم بعد أقل من يوم من تفجير استهدف حافلة تقل موظفي شركة «سترو ترانس غاز» الروسية، أدى إلى مقتل سبعة جزائريين وروسي واحد على الأقل (ذكرت مصادر محلية أن عدد القتلى الروس أربعة)، إضافة إلى سقوط عدد من الجرحى، بينهم أوكرانيان وروسي. وتبنت «القاعدة» هذا الهجوم الذي وقع بين ولايتي عين الدفلى والمدية غرب العاصمة. وقالت في بيان أمس إنها تقدم «هذه الهدية المتواضعة إلى إخواننا المسلمين في الشيشان الذين تسومهم حكومة المجرم (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين ويلات البطش والقتل، وسط تأييد ودعم من الشعب الروسي». وكان التنظيم أصدر بياناً عنوانه «نداء للتوبة والكفّ عن مناصرة المرتدين» توعد فيه بقتل كل الجزائريين الذين ينخرطون في الهيئات والأجهزة الأمنية أو العسكرية. واعتبر أن «غياب الحكم الإسلامي وما انجر عنه من مفاسد، جريمة يتحملها كل القاعدين عن العمل لاسترجاعه». ومنذ تحول «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» إلى «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» مطلع العام الجاري، حدث تحول نوعي في الهجمات، إذ استخدمت السيارات المفخخة واتسعت الأهداف لتشمل موظفين أجانب. وقال خبراء أمنيون إن «القاعدة» تحاول تكثيف سلسلة الاعتداءات ضد مراكز الأمن في منطقة القبائل في الفترة الأخيرة، بهدف «ضرب معنويات» أعوان الأمن الناشطين في هذه المناطق. وفي تونس (رويترز)، قالت مصادر رسمية إن تونسوالجزائر اتفقتا على النهوض بالتعاون العسكري بينهما في اطار خطط لمواجهة ما تمثله بعض الجماعات الاسلامية المتشددة من تهديد لدول المنطقة. وأوردت وكالة الانباء التونسية (وات) ان وزير الدفاع التونسي كمال مرجان والوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الجزائري عبدالمالك قنايزية «أكدا ضرورة تعزيز التعاون العسكري باطراد من اجل دعم العمل المشترك». ويقول محللون ان تونسوالجزائر كثفتا التعاون في مجال مكافحة «الارهاب» خصوصاً حراسة الحدود المشتركة، لكنهما تحتاجان إلى زيادة التنسيق الامني والاستخباراتي.