أعلنت الجماعة السلفية للدعوة والقتال الذي غير أسمه مؤخراً ليصبح "القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامي" مسؤوليته عن سلسلة هجمات بولايتي تيزي وزو وبومرداس بمنطقة القبائل شرق العاصمة الجزائرية. وبث التنظيم بيانا على شبكة الإنترنت جاء فيه أن "المجاهدين الأبطال تمكنوا صباح اليوم الثلاثاء من تنفيذ غزوة مباركة بتفجير ست سيارات مفخخة، استهدفوا فيها بتوقيت متزامن مراكز عدة للشرطة المرتدة والدرك الوثني في منطقة القبائل". وأوضح بيان صدر عن التنظيم عقب هذه الانفجارات أن عناصره هى التى نفذت التفجيرات السبعة التى استهدفت مراكز للشرطة والدرك الوطنى بالولايتين. وكان بيان لوزراة الداخلية الجزائرية صدر فى وقت سابق اليوم أكد مقتل 6 أشخاص بينهم اثنان من رجال الامن واصابة 13 اخرين بينهم 10 من رجال الامن فى هذه الانفجارات التى استخدمت فيها سيارات مفخخة وقنابل يدوية. كما يذكر أن ولايات الشرق الجزائري تعد معاقل أساسية لعناصر الجماعات المسلحة نظرا لوعورة تضاريسها وكثافة غاباتها. وأشارت وكالة الأنباء الجزائرية إلى أن سبعة هجمات بالمتفجرات هزت عدة قرى في محافظتي تيزي وزو وبومرداس في منطقة القبائل، ما أدى إلى مصرع ستة أشخاص من ضمنهم عنصران في قوات الدرك الجزائرية. وأضافت أنّ من ضمن الجرحى ال 13 عشرة من قوات الأمن، استنادا إلى بيان لوزارة الداخلية والجماعات المحلية العمومية. وأضاف أنّ سيارة ملغومة انفجرت في ولاية بومرداس وتحديدا في بلدية سي مصطفى، وأدت إلى مصرع أربعة أشخاص وجرح ثلاثة من ضمنهم شرطيان. وفي بلدية سوق الحد، انفجرت قنبلتان بواسطة جهاز تحكم عن بعد مما أدى إلى جرح خمسة من قوات الأمن، فيما انفجرت في الوقت ذاته سيارة ملغومة في بلدية بومرداس مما خلف جريحا في صفوف قوات الأمن. وأشار البيان إلى أنّ سيارة انفجرت في بلدية دراع بن خدة في محافظة تيزي وزو فجرحت عنصرا من قوات الأمن، فيما انفجرت سيارة أخرى بواسطة جهاز تحكم عن بعد في بلدية مقلا وأدت إلى مصرع اثنين من قوات الأمن وجرح اثنين آخرين. كما انفجرت سيارة في بلدية إيلولا أومالو، قرب قرية بوبحير، مما أدى إلى جرح أحد المدنيين. وأفاد شهود بأن أضرارا بالغة لحقت عدة مباني قريبة من مواقع التفجيرات فيما أدى أحدها إلى حفر ما يشبه الخندق الذي يبلغ قطره عدة أمتار. وطوقت قوات الأمن المناطق التي شهدت الهجومات، فيما بات المرور مستحيلا إلى تيزي وزو حيث أن جميع البلدات التي هزتها العمليات تقع على الطريق الرئيسي المؤدي إلى تيزيز وزو التي تعد كبرى محافظات منطقة القبائل. والتفجيرات هي الأحدث بعد انفجارين شهدتهما الجزائر في الربع الأخير من العام الماضي. ففي نهاية أكتوبر، لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم وجرح 24 آخرون في انفجار شاحنة قرب مركزين للشرطة في إحدى ضواحي العاصمة التي شهدت في 10 ديسمبر، انفجار قنبلة استهدفت حافلة كانت تقل موظفين أمريكيين يعلمون في ميدان الطاقة في منطقة بوشاوي غرب العاصمة. وتبنت "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" التي أعلنت مؤخرا تغيير اسمها إلى "تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي" العمليتين، فيما لم يصدر أي بيان يتبنى عمليات الثلاثاء. ووفقا للسلطات الجزائرية، وكذلك أهالي المناطق التي هزتها الانفجارات، فإنّ الجماعة السلفية للدعوة والقتال هي الوحيدة، رغم تضاؤل أعداد أعضائها، القادرة حاليا على تنفيذ عمليات مسلحة، لاسيما تسليم الجماعات المتشددة الأخرى لأسلحتها مستفيدة من قانون العفو الذي أعلنه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.