اعلن الاتحاد الاوروبي الثلاثاء تأييده الجهود التي تبذلها المملكة السعودية لمعالجة الازمة في لبنان فيما تحدث مصدر دبلوماسي عربي عن امكان عقد مؤتمر مصالحة الاسبوع المقبل في الرياض بين الغالبية النيابية والمعارضة. وقال الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في ختام محادثات بينهما استمرت ساعتين "ندعم كل الجهود التي تبذلها السعودية في هذا المجال" اي في لبنان. واضاف المسؤول الاوروبي الذي وصل مساء الاثنين الى الرياض آتيا من بيروت في اطار مهمة تنتهي الاربعاء في دمشق انه سيواصل بعد زيارته لسوريا مشاوراته المعمقة مع المسؤولين السعوديين. وتابع "سابلغ جلالته" الملك عبدالله بن عبد العزيز في اشارة الى نتائج اللقاء الذي سيعقده مع الرئيس السوري بشار الاسد. من جهته صرح سعود الفيصل "بحثنا بعمق الوضع في لبنان واملنا ان تطبع الاوضاع في لبنان حتى تكون الحوارات بين الاطراف والاطياف المختلفة مثمرة والا يشعر اي طرف بانه يفاوض وهو تحت ضغط". وفي موازاة زيارة سولانا للسعودية افاد مصدر دبلوماسي عربي في العاصمة السعودية الثلاثاء ان المملكة تسعى الى عقد اجتماع مصالحة بين الغالبية النيابية اللبنانية المدعومة من الغرب والمعارضة القريبة من سوريا الاسبوع المقبل في الرياض. وتضطلع السعودية بدور بارز في معالجة الازمة اللبنانية بين حكومة الغالبية برئاسة فؤاد السنيورة والمعارضة التي يقودها حزب الله الشيعي المدعوم من دمشقوطهران. وسهلت جهودها اللقاءات التي عقدت اخيرا في بيروت بين رئيس مجلس النواب الشيعي نبيه بري حليف حزب الله وزعيم الغالبية النيابية السني سعد الحريري. واحيت هذه اللقاءات الامل بتحقيق اختراق في الازمة السياسية التي تشل لبنان منذ اربعة اشهر اثر استقالة خمسة وزراء يمثلون الطائفة الشيعية من حكومة الغالبية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وسئل سعود الفيصل عن امكان عقد مؤتمر مصالحة بين اللبنانيين في الرياض فاوضح ان اي اعلان لم يصدر عن المملكة في هذا الصدد. واضاف الوزير السعودي الذي تستضيف بلاده في 28 و29 اذار/مارس القمة الدورية للجامعة العربية والتي ستحتل الازمة اللبنانية حيزا واسعا في مناقشاتها "اذا كان هناك ارضية مساعدة لايجاد الحلول فبطبيعة الحال هناك كل ترحاب بذلك (...) فاذا كان حضورهم هنا سيؤدي الى ايجاد الحل الذي يكفل مصالح الجميع والهدوء والاستقرار والنمو للبنان فبطبيعة الحال سيكون مرحبا به". وردا على سؤال امل ان تستخدم ايران "نفوذها" للمساهمة في اعادة "الاستقرار الى لبنان". وخلال زيارة تاريخية للرياض في الثالث من آذار/مارس التقى خلالها الملك عبدالله بن عبد العزيز اكد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد دعم طهران لجهود الرياض في لبنان. ومن المقرر ان يلتقي سولانا العاهل السعودي قبل ان يتوجه الى دمشق حيث سيقوم بزيارته الاولى لسوريا منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005. وخلال زيارته لبيروت اعلن سولانا ان جولته تهدف الى رؤية "تبدل في الموقف" السوري.