في عام 2001 نظمت جمعية "نهضة المرأة" برأس الخيمة في الإمارات مسابقة لجمال الأخلاق، اعتمدت فكرتها على قياس مدى التزام الفتاة المشاركة بتعاليم دينها، ومدى مساهمتها في تنمية مجتمعها، كبديل لدعاوى الانحلال والابتذال التي تهتم بجسد الفتاة ومفاتنها. والآن تعيد قناة "اقرأ" الفضائية الفكرة للواقع، بتنظيمها مسابقة ملكة جمال الأخلاق2007، للفتيات من سن 16 إلى 26 سنة، بهدف جذب المشاهدين إلى شاشتها بعد أن بدأ البساط ينسحب من تحت أرجلها لقنوات أخرى منافسة، بعد أن كانت القناة الإسلامية الأكثر مشاهدة في السنوات السابقة، وسيبدأ عرض حلقات مسابقة ملكة جمال الأخلاق في الأسبوع الأول من إبريل. المسابقة تعتبر من فئة برامج المسابقات، حيث تشارك فيه مجموعة من المتسابقات للتنافس حول (بر الوالدين)، وتهدف المسابقة إلى نشر قيمة بر الوالدين وبيان فضله وأهميته، وتقديم أفضل ما لدى المتسابقات من أفكار ومشاريع صغيرة تخدم فكرة البر. من بين الشروط التي اشترطتها القناة على المتسابقات الموافقة على الظهور بالتلفاز في التصفيات النهائية والسفر إلى موقع الحفل الختامي برفقة محرم لها لمدة أسبوع، واشتراك الفتيات المرشحات للفوز في دورة تدريبية نفسية واجتماعية قبل موعد التصفيات النهائية . ومن شروط المسابقة أيضا كتابة المواقف المؤثرة لبر الوالدين سواءً كان الوالدين أحياءً أو فارقا الحياة، وعلى أساسها يتم اختيار الفتيات المتميزات عن طريق التصويت الجماهيري، وسوف تتوج الفائزة الأولى بتاج مرصع بالألماس وشهادة بلقب ملكة جمال البر لعام 2007، وجائزة 10.000 دولارا أمريكيا، والثانية تستحق لقب الوصيفة وجائزة 7000 دولارا أمريكيا، والفائزة الثالثة تستحق لقب الوصيفة الثانية وجائزة 5000 دولارا أمريكيا. فهل تفكري بالاشتراك في هذه المسابقة كي تحملي لقب "ملكة جمال الأخلاق" ؟ شيماء عبد الخالق، 22 سنة، تقول: "ملكة جمال الأخلاق لقب مشجع ومحفز للكثير من الفتيات، أتمنى أن تكون المسابقة على المستوى المطلوب وأن تناقش أمور الدين والثقافة والوعي، إضافة لأمور الطهي والمنزل والأمومة وكلها أمور لها أهميتها بجوار الأخلاق". بينما تتحفظ ولاء أمجد، 24 سنة، على فكرة المسابقة قائلة: "أنا لست ضد المسابقة، ولكن ضد ازدواجية التفكير التي تحكم القنوات الدينية، فالبنت تتحجب حتى لا تلفت النظر فتأتي هذه المسابقة وتظهرها في التلفزيون، فهذا أعتبره تمسحا في الدين". تضيف: "أنا من رأيي ألا يسمونها مسابقة ملكة جمال، لأن هذا المصطلح هو مصطلح غربي في الأساس، وأيضا لا تقتصر على المرأة فقط". شاملة..أفضل أما سهى محمود، 23 سنة، فترى أن لديها الكثير من القصص حول برها بوالديها، ولكنا لا تمتلك الجرأة لأن تقف أمام الكاميرات، لكن يعجبها في المسابقة أنهم "أسلموا" مسابقات ملكات الجمال، مشيرة إلى أن المسابقة ستكون أفضل إذا شملت المواقف الإنسانية أو الأخلاق عامة وليس بر الوالدين فقط ، ومن رأيها أيضا ألا يحدد السن حتى 26 سنة فقط . توافقها فاطمة محمد، 25 سنة، التي تقول: "تعجبني فكرة المسابقة، وكنت أتمنى ألا تقتصر على بر الوالدين فقط، بل كان يجب أن يكون بها قسم لحفظ القرآن وعلومه وقسم للأزياء الإسلامية المتوافقة مع الشريعة، وقسم خاص بأساليب التربية الصحيحة. الإسلام وجمال الخلق الدكتور محي الدين عبد الحليم، رئيس قسم الصحافة والإعلان السابق بجامعة الأزهر، يقول: "فكرة المسابقة ممتازة وأنا أؤيدها بشدة، لأنها ستقف في مواجهة الإسفاف ومسابقات ملكات جمال الجسد والعري، لكن يجب أن تكون للمسابقة مرجعية دينية وتلتزم بأخلاق الإسلام. فالإسلام يؤكد على جمال الخلق قبل جمال المنظر، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، ويقول أيضا (تنكح المرأة لأربع لجمالها وحسبها ونسبها ودينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك). وحول أن يكون هدف القناة هو الترويج للقناة وجذب المشاهدين، يقول: "جذب المشاهدين ليس عيبا، فهي محاولة لجذب المشاهدين للخلق الكريم وللإعلام الإسلامي المتميز بعيدا عن العري والإباحية". مواكبة للعصر أما الدكتورة ثريا البدوي، أستاذ الإعلام الدولي بكلية الإعلام، فتقول: "أرى أنها فكرة جيدة تحاول جذب الشباب للقيم النبيلة، بدلا من مسابقات ستار أكاديمي، وأنا أعتقد أنهم يريدون أن يربطوا بين الجمال وبين الأخلاق وهذه مواكبة للعصر مثل دروس عمرو خالد، لأن كلمة مسابقة في بر الوالدين هي تقليدية لكن ملكة جمال الأخلاق هذا هو الجديد .