أكد د.شاكر النابلسي رئيس مؤتمر أقليات الشرق الأوسط الذي عقد في زيوريخ بسويسرا واختتم أعماله الاثنين 26 -3 -2007 عدم صحة تقرير نشر في باريس بأن وزارة الخارجية الاسرائيلية ساهمت بنصف تكاليف المؤتمر. وأوضح في حديث ل"العربية.نت" أن مردخاي نيسان حضر المؤتمر – الذي عقد جلساته على مدى يومين - بصفته الأكاديمية وليس ممثلا لوزارة الخارجية الاسرائيلية كما أشار التقرير، وأن الدليل على كذب ما جاء فيه أن رئاسة المؤتمر قررت حذف كلمته التي ألقاها وأثارت اعتراضات شديدة من الحاضرين. وقال النابلسي: إن من قام بالصرف على المؤتمر هو المهندس عدلي أبادير يوسف، المصري المقيم في سويسرا (رئيس منظمة الأقباط متحدين وهي الجهة المنظمة) والدعوة التي وجهت لمردخاي نيسان كانت دعوة شخصية له باعتباره اكاديميا فهو استاذ الدراسات الاسلامية بالجامعة العبرية، والذي رجح قرار الدعوة أنه مؤلف كتاب "الأقليات في الشرق الأوسط" وهو موضوع المؤتمر. وأضاف: لم يتم على الاطلاق دعوة موردخاي نيسان على أساس صفة رسمية، ولن ندعو في المستقبل أي رسمي اسرائيلي أو أمريكي أو من أي جنسية كانت، لأننا ندعو فقط الأكاديميين والباحثين الذين لا علاقة لهم بالسلطات. وتابع: إذا كان نيسان له علاقة بجهة ما سواء في اسرائيل أو خارجها فهذا شأنه ونحن لا نعلم بها ولم يعلمنا أيضا بها، ولم ندعه لأنه مستشار في الدائرة الفلانية أو العلانية، ولكننا دعوناه كأستاذ جامعي وباحث في شؤون الأقليات فقط. وكان التقرير الذي نشره أحد المواقع الالكترونية قد ذكر أن "موردخاي هو مستشار الموساد لشؤون الأقليات في الشرق الأوسط ويشغل مركزا علميا وإداريا في مركز اريئيل للأبحاث السياسية الذي يعتبر أحد الأذرع البحثية وثيقة الصلة بجهاز الموساد ووزارة الدفاع الاسرائيلية" وأن "الجهة الفعلية التي تقف0 وراء المؤتمر من خلف الكواليس، يعتقد أنها برنامج شؤون الأقليات في جهاز الموساد الاسرائيلي". كما تناول التقرير حضور دانيال بابيس الذي وصفه بأنه "منظر اليمين المسيحي الصهيوني". لكن النابلسي قال ل"العربية.نت" إن بابيس هو رئيس Middle east forum "منتدى الشرق الأوسط" وهذا المنتدى طبعا متهم باتهامات كثيرة جدا وما أكثر الاتهامات في هذه الأيام. وأضاف أن دانيال بابيس يظهر في عدة فضائيات عربية ويكتب أيضا في صحف عربية، وهو مسموع في العالم العربي والشرق الأوسط باعتباره أحد الخبراء الأمريكيين في شؤون هذه المنطقة، ونحن دعوناه من خلال هذه الخبرة وليس من خلال علاقته بأي دائرة أمريكية رسمية سواء كانت الخارجية أو زارة الدفاع أو الكونجرس أو البيت الأبيض أو المخابرات.الخ. لا شأن لنا بذلك على الاطلاق. نحن ندعو الأشخاص بصفاتهم الشخصية وبصفتهم باحثين ومفكرين فقط لكي يساعدونا في موضوع المحور الذي يدور حوله المؤتمر. واستطرد شاكر النابلسي: قبل أن ينعقد هذا المؤتمر بمراحل، كانت اتهامات ضده كما يتهم عادة أي مؤتمر آخر يعقد في أوروبا أو أمريكا من قبل ناشطين شرق أوسطيين بأن هذا المؤتمر مدعوم من جهة أجنبية ما أو من جهة معادية، وبأنه تدعمه مثلا اسرائيل أو المخابرات الأمريكية أو الموساد. كل التمويل من جيب أبادير وقال: هذه الاتهامات ونظرية المؤامرة هي المسيطرة الآن على عقول الناس وهي التي تشاع هنا وهناك، ولكني أريد أن أؤكد لك بأن هذا المؤتمر بالكامل لم يتلق حتى من أقباط المهجر أنفسهم أي معونة ما عدا المهندس عدلي أبادير يوسف الذي صرف عليه من جيبه الخاص من الألف إلى الياء. وأضاف: لو كانت الادعاءات صحيحة فيما يتعلق بموردخاي نيسان أو أن المؤتمر من جهة أجنبية أو اسرائيلية لما كنا قد ألغينا وشطبنا كلمته من المحاضر كلية لأن هذه الكلمة قوبلت باحتجاج كبير جدا من قبل الحاضرين، وأعطيت الفرصة كاملة لمعظمهم لكي يردوا عليه ردا قاسيا، ثم قررت أمانة المؤتمر أن تشطب كلمته نهائيا من محاضره. تصدينا لموردخاي بقوة وسألت "العربية.نت" المهندس عدلي أبادير رئيس منظمة أقباط متحدون، وهي الجهة المنظمة فقال تعليقا على هذه الاتهامات: موردخاي نيسان جاء ليتكلم باعتبار اليهود أقلية في الشرق الأوسط، واعتقد أن المؤتمر ساحة تدخل فيها السياسة، ولهذا قمنا بالتصدي له وشطبنا كل كلمته من المضبطة، وشطبنا أيضا كلمة قسيس من نيويورك اسمه "بيشوب مارفن" شطح أيضا مثل نيسان. وتابع: ما يختص بالمصاريف فأنا شخصيا المتكفل بها، وقد دفعت جزءا بسيطا منها، ولم أدفع الباقي حتى الآن، وكنت اتمنى من الحكومة المصرية ان تساعدني وتدفع النصف أو المبلغ بالكامل، خصوصا أنني وجهت الدعوة للسفيرة والمستشار في برن عاصمة سويسرا، فلم يأتيا أو يقدما اعتذارا. وأضاف: لست رجلا خائنا حتى أتلقى تمويلا للمؤتمر من اسرائيل، ومستعد أن أضع أصبعي في عين أي شخص يدعي بأنه دفع لي فرنكا سويسريا واحدا في المصاريف. أما عن أسباب السماح لاثنين فقط بالرد على كلمة موردخاي نيسان، قال مدحت قلادة المسؤول الاعلامي لمنظمة الأقباط متحدين: ليس لنا أجندة سوى مصلحة أوطاننا وأن تعيش في سلام، وقد كان هناك كثيرون يريدون الرد ولكن رئاسة المؤتمر سمحت لنادية عيلبون وأحمد أبو مطر فقط باعتبارهما فلسطينيين، كما رد عليه أيضا السوري نضال نعيسة. وكان موردخاي نيسان طالب في كلمته المشطوبة من المضبطة عدم عودة اللاجئين الفلسطينيين، معتبرا أن فلسطين هي وطن لليهود فقط. أما دانيال بابيس فهو صاحب نظرية الرعب الاسلامي وله كتاب "الاسلام الجهادي العسكري يصل أمريكا".