قال الزعيم الليبي معمر القذافي الجمعة انه من الخطأ الاعتقاد بأن المسيحية ديانة عالمية الى جانب الاسلام. وقال خلال صلاة جماعية في النيجر ان هناك اخطاء خطيرة منها الخطأ القائل بأن عيسى جاء كرسول لاشخاص آخرين غير بني اسرائيل. وتابع خلال الصلاة التي اقيمت بمناسبة ذكرى مولد النبي محمد ان "عيسى عليه السلام ارسله الله الى بني اسرائيل فقط ليصحح شريعة موسى ولا علاقة له بآسيا واوروبا واميركا وافريقيا". وقال القذافي الذي يسعى لتوسيع نفوذه في افريقيا إن حججه جاءت من القرآن الكريم، وأمَّ صلوات مماثلة العام الماضي في مالي. واضاف في الكلمة التي بثها التلفزيون الليبي على الهواء مباشرة "ان بقاء عدة اديان بعد دين محمد هي اخطاء تاريخية خطيرة لآن الدين عند الله هو الاسلام، والله قد ارسل محمد للناس جميعا". واضاف في خطابه أمام المصلين "اننا الان نصحح وفقا للقرآن الوضع الخطأ الموجود فيه العالم الآن". ومضى القذافي قائلا "لو أن عيسى عليه السلام حي عندما أُرسل محمد لأصبح" تابعا لمحمد. "الدين يجب أن يكون واحداً بعد محمد، هذه إحدى الحقائق الكونية". وقال "ومن أجل أن يثبت الله نبوة عيسى لبني إسرائيل وأنه مبشر بنبي يأتي من بعده وهو النبي محمد، مكّنه بمعجزات لم يمكّن منها أي رسول آخر. عيسى يحيي الموتى بإذن الله ويشفي المرضى بإذن الله، وينزل المائدة من السماء بإذن الله". "فالله يطلب من أتباع موسى وعيسى أن يتبعوا محمداً الذي يصفه في القرآن بأنه الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل. أين التوراة والإنجيل المذكور فيها محمد؟ القرآن قال هكذا (...) قال مذكور في التوراة والإنجيل". "لكن التوراة والإنجيل التي بين أيدينا ليس فيها ذكر لمحمد، إذاً هذه ليست التوراة والإنجيل" الصحيحين. وفيما يخص آل بيت النبي الكريم قال القذافي "الله سبحانه وتعالى خص أهل بيت النبي بالطهارة ولم يقل الصلاة والسلام عليهم". وأكد أن ما ينسب للنبي محمد من أشياء أخرى تقليدا للانبياء الآخرين هو غير صحيح". وحول صلب المسيح قال الزعيم الليبي "الخطأ الآخر الذي خدع الناس البسطاء هو أن عيسى صلب نفسه ليغفر ذنوب تابعيه، وعيسى لم يُصلب ولم يُقتل فالذي صُلب منذ 2040 عامًا هو شخص آخر يشبه عيسى وليس عيسى. عيسى لم يُصلب". "الكتاب الموجود (الانجيل) بين أيدينا طبعا مكتوب، ليس كلام الله، كُتب بعد وفاة عيسى بمئات السنين. يقول إن عملية الصلب حضرتها مريم وحضرتها مريم المجدلية وربما يوسف النجار وبعض التلاميذ، هم كلهم يعرفون أنه لم يكن عيسى". وأضاف "ولكن مثّلوا أن هذا هو عيسى لكي يحموا عيسى الحقيقي من المطاردة، لأنه كان مطارَداً في ذلك الوقت". وقال القذافي أيضا "كل الكلام الذي قلته هو كلام الله، نحن لم نكن نعرف هذه الحقائق إلا عندما قالها الله لنا في القرآن ولم نأتِ بها من عندنا، الله يقول لعيسى إني متوفيك ورافعك إليّ". وحول طقوس العبادة في المسيحية قال "حتى العبادات الموجودة الآن التي يقوم بها أتباع عيسى لم يقلها عيسى. الحركات التي تعني الصليب، هذه لم يعملها عيسى لأن عيسى في ذلك الوقت لم يُصلب حتى حسب اعتقادهم". "أن صورة عيسى وتمثال عيسى أو مريم التي توضع أمامهم في الصلاة، وثنية لم يقلها عيسى". وفيما يخص التأريخ الميلادي قال الزعيم الليبي "نحن الآن نؤرخ بميلاد عيسى، وهو جدير بالتأريخ به لأن ميلاده كان معجزة من الله". "لكن لماذا لا نؤرخ بوفاة محمد؟ فوفاة محمد هي أيضا حدث كوني عظيم، لأن وفاة محمد هي وفاة آخر نبي يرسله الله للبشر، وفاة محمد تعني صمت السماء نهائياً عن الكلام وعن الاتصال بالأرض مباشرة عن طريق الرسل إلى يوم القيامة". وأضاف "الله من آدم إلى محمد يرسل الرسل ويخاطب البشر والسماء على اتصال بالأرض إلى أن انتهى هذا بوفاة محمد، فمنذ 1375 عاماً توقف الوحي نهائياً عن البشر". "إذاً، لابد أن نؤرخ بتاريخ وفاة محمد، هذا حدث كوني عظيم. يجب على العالم أن يؤرخ اعتباراً من الآن ويقول مر 2007 سنوات على ميلاد عيسى المعجزة و1375 عاماً على وفاة محمد خاتم النبيين". وحول العلاقة بين اليهودية والمسيحية قال القذافي "إذا كنت من بني إسرائيل يمكن أن تكون مسيحياً، أما إذا كنت لست من بني إسرائيل فما علاقتك بالمسيحية؟ فأنت لست معنياً بها أبداً". واعلنت ثلاث مجموعات من آمراء ورؤساء القبائل والعشائر في التوغو وغانا وبوركينا فاسو اعتناق الاسلام أمام الزعيم الليبي خلال تظاهرة التحدي الإسلامي الكبرى الثانية في مدينة أغاديس احتفالاً بذكرى مولد النبي الكريم. وقال القذافي مختتما خطبته "إن هؤلاء السادة اقتنعوا بأنهم ليسوا من بني إسرائيل، فكيف يكونون مسيحيين؟ واقتنعوا بأن الله قال إن الدين عند الله الإسلام، وهم الآن جاءوا لكي يدخلوا الإسلام".