أكد مصدر إيطالي أمس أن تونس وروما اتفقتا على رفع درجة التعاون الأمني بينهما «في ظل تزايد المخاطر التي تشكلها الشبكات الإرهابية في المنطقة». لكن وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما الذي أنهى أول من أمس زيارة رسمية لتونس استمرت 24 ساعة، نقل عن المسؤولين التونسيين الذين اجتمع معهم أنهم يُقللون من تهديدات تنظيم «القاعدة» لبلدان شمال أفريقيا. وقال داليما قبل مغادرته تونس إن الرئيس زين العابدين بن علي يرى أن المعلومات التي تتناقلها الصحف عن أن خطر «القاعدة» يُوحد المغرب العربي لا أساس لها «ولا تعكس الواقع»، لكنه أكد أن البلدين يعتزمان تكثيف التنسيق الأمني على الصعيدين الثنائي والإقليمي. وأشار إلى أن هناك تطابقاً في وجهتي نظر البلدين في شأن مكافحة الهجرة غير المشروعة، إلا أنه شدد على «ضرورة مقاومتها والتصدي للجريمة التي تتغذى منها». وأشار المصدر الإيطالي إلى أن محادثات داليما شملت كذلك «وسائل تنشيط مسار 5 زائداً 5» الذي يضم عشرة بلدان عربية وأوروبية مطلة على الحوض الغربي للمتوسط، في ضوء الاجتماعات الأخيرة لوزراء الدفاع والخارجية والداخلية في البلدان العشرة التي تمت في الأشهر الماضية. ويُذكر أن إيطاليا سلمت السلطات التونسية في السنوات الأخيرة عناصر يُشتبه في انتمائها إلى جماعات متشددة، خصوصا «أنصار الإسلام»، وكان آخرها حبيب لوبيري والأزهر بن خليفة اللذين تسلمهما الأمن التونسي من إيطاليا في آب (أغسطس) الماضي، فيما رفضت تسليم عبدالعزيز بويحيى وعلي التومي بسبب عدم توافر حجج تدينهما بالضلوع في أعمال إرهابية، لكنها قررت سجنهما ثلاثة أعوام بتهمة الانتماء إلى جمعية محظورة. وكانت محكمة الجنايات في مدينة ميلانو أصدرت العام الماضي قراراً بسجن ثلاثة مواطنين تونسيين دينوا بالانتساب إلى «منظمة إجرامية بهدف تنفيذ عمل إرهابي» لم يتسن معرفة اسمها، لكن يُرجح أنها متفرعة من «أنصار الإسلام». وقضت المحكمة بسجن سمير ساسي وشريف بن عبدالحكيم ست سنوات لكل منهما، ومحمد مناع خمس سنوات وأربعة أشهر. وبحسب قرار الاتهام، فإن المنظمة خططت لتنفيذ اعتداء ضد مترو الأنفاق في ميلانو وكاتدرائية في لومبارديا شمال إيطاليا.