أدانت الحكومة الجزائرية هجوما بقنبلة يوم الاربعاء ووصفته بأنه "عمل تخريبي" يهدف الى افشال الانتخابات التشريعية المقررة يوم الخميس وحثت الجزائريين على المشاركة في الاقتراع بأعداد كبيرة. وقال سكان ووكالة الانباء الجزائرية الرسمية ان القنبلة الصغيرة انفجرت بالقرب من حاجز للشرطة في شرق الجزائر مما أدى مقتل شرطي واصابة شخصين اخرين. وقال السكان ان القنبلة التي يعتقد انها كانت مخبأة داخل طرد انفجرت في ضاحية الدقسي الفقيرة في مدينة قسنطينة التي تبعد 320 كيلومترا شرقي الجزائر العاصمة. وأضافوا أنهم يعتقدون أن متشددين اسلاميين يسعون لاقامة حكم اسلامي في الجزائر هم الذين وضعوا القنبلة. وقال وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني في تعليقات نشرتها وكالة الانباء الجزائرية ان الحكومة كانت تتوقع هذا النوع من الاعمال التي وصفها بأنها تخريبية وتستهدف النظام الديمقراطي في الجزائر. وأضاف أن أفضل طريقة للرد على مثل هذا الهجوم هي "المشاركة القوية في الانتخابات التشريعية". ويتوجه الجزائريون الى الانتخابات يوم الخميس لاختيار 389 عضوا في البرلمان وهي المرة الثالثة التي يفعلون فيها ذلك منذ اندلاع تمرد اسلامي بعد الغاء الانتخابات العامة التي جرت في يناير كانون الثاني عام 1992. وإثر الغاء تلك الانتخابات شن أنصار حزب أصولي اسلامي محظور حاليا وكان في سبيله للفوز بالانتخابات تمردا مسلحا ضد الدولة. وقتل ما يصل الى 200 الف شخص في اعمال العنف السياسي التي وقعت منذ ذلك الحين وبينما انخفض العنف بشدة في السنوات الاخيرة فان موجة حديثة من التفجيرات من جانب الجماعات الاسلاميةالمسلحة هددت جهود الاعمار في الجزائر. وعرض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عفوا عاما عن المتشددين الاسلاميين العام الماضي في اطار سياسة للسلم والمصالحة تهدف لانهاء نحو 15 عاما من العنف السياسي. وأطلق سراح ما يربو على ألفي متشدد من السجون واستسلم عشرات المقاتلين في إطار العفو العام الذي استمر من أواخر فبراير شباط حتى أواخر أغسطس آب عام 2006. لكن كبرى الجماعات المتمردة في الجزائر وهي تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي والتي كانت تعرف في السابق بالجماعة السلفية للدعوة والقتال رفضت عرض العفو العام وتوعدت بمواصلة القتال حتى اقامة حكم اسلامي خالص. وأعلنت الجماعة مسؤوليتها عن ثلاثة تفجيرات انتحارية أودت بحياة 33 شخصا في العاصمة الجزائرية في 11 أبريل نيسان وتعهدت بشن المزيد من الهجمات. وسعى زرهوني اليوم الاربعاء لطمأنة الناخبين الى أن الموقف الامني تحت السيطرة. وقال ان وزارته اتخذت اجراءات أمنية تضمن اجراء الانتخابات في ظروف جيدة. ووعد في تصريحات نشرت في عدد الأربعاء من صحيفة المجاهد التي تدعمها الحكومة بالقتال ضد المتمردين الاسلاميين. وقال إن المعركة ضد "الارهابيين" ستستمر دون هوادة.