بدأت نقابات التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي التونسية إضرابا شاملا عن العمل ونظمت تجمعات في عدة مدن رافعة عدة مطالب مهنية وسياسية منها مطلب إقالة وزير التربية الدكتور الصادق القربي. وجاء هذا الاضراب بعد اسبوع واحد عن اضراب مماثل نظم في الجامعات التونسية رفع بدوره مطالب مادية وأخرى سياسية. وقد انتقدت الجهات الحكومية هذا الاضراب، وما اعتبرته إقحاما لملايين التلاميذ والطلاب وعائلاتهم في الخلافات النقابية الحكومية. واحتشد مئات المعلمين والاساتذة في ساحة الزعيم النقابي والوطني الراحل محمد علي الحامي أمام المقرالمركزي لاتحاد نقابات العمال التونسيين في قلب العاصمة تونس رافعين لافتات تحمل شعارات نقابية وسياسية. ويأتي إضراب المدارس التونسية بعد أسبوع واحد عن إضراب مماثل نظمه أعضاء هيئات التدريس في الجامعات لمطالبة الحكومة بتحسين أوضاعهم المادية والاستجابة لمطالب أكاديمية وسياسية عديدة منها إشراك النقابات في رسم السياسة التربوية الجديدة وفي مراجعة نظم التدريس والامتحانات. وطالبت النقابات بالحريات العلمية والأكاديمية وعدم التفريط في الحقوق والمكاسب النقابية، ومنها حق تنظيم مؤتمرات علمية واجتماعات نقابية دون موافقة مسبقة من الادارة. مسؤول ملف التعليم في اتحاد النقابات المنصف الزاهي أورد في تصريح للبي بي سي ان التقديرات الاولية تؤكد نجاح الاضراب بنسبة تراوحت بين 80 و90 بالمائة في جل جهات البلاد أي بمشاركة نحو مائة ألف معلم واستاذ. كما أورد علي رمضان الامين العام المساعد لاتحاد الشغالين أن التجمعات التي وصفها بالضخمة التي نظمت بالمناسبة في جميع المدن كانت ناجحة ولم تشهد أي اضطرابات وقلاقل أو مواجهات مع رجال الامن رغم مطالبتها باقالة وزير التربية. "مطالب تعجيزية " في المقابل قللت المصادر الحكومية من أهمية الاضراب ورجحت مصادر قريبة منها أنها لم تتعد ال 30 بالمائة. وقال وزير التربية الصادق القربي في تصريح للتلفزيون التونسي ان وزارته لم توقف الحوارمع النقابات وتاسف للجوئها الى الاضراب الشامل لفرض ما وصفه بالمطالب التعجيزية مثل منح كل المربين راتب سنوي إضافي بمناسبة العودة المدرسية والجامعية وهو ما سيكلف ميزانية الدولة أعباء كبيرة جدا. كما طالب وزير التعليم العالي الازهر بوعوني في مؤتمرصحفي النقابات بعدم ممارسة ضغوطات على الحكومة عبر الاضرابات لفرض مطالب لا زال التفاوض جاريا حولها. نقابات مسيسة يذكر أن اضرابات رجال التعليم كانت دوما الأكثر تسيسا ..والأكثرحسساسية لأنها تهم مباشرة ملايين التلاميذ والطلاب فضلا عن عائلاتهم. كما اتهمت الحكومات المتعاقبة نقابات التعليم بتوظيف بعض مطالب رجال التعليم سياسيا وبخوض معارك سياسية مع الحكومة عبرمؤسسات الاتحاد العام التونسي للشغل، أي اتحاد نقابات العمال ، الذي تتزعمه منذ نحو عشرين عاما قيادة مركزية قريبة من الحكومة. لكن بعض قيادات النقابات التابعة التابعة لها وعلى رأسها نقابات التعليم كثيرا ما" تتمرد "عليها وتجبرها على الموافقة على الإضرابات والتحركات التي تدعو إليها. وكان من المقرر أن تشارك نقابات العمال والادرايين في الاضراب الشامل الذي دعت له نقابات المعلمين والاساتذة لكن اتفاقا ابرم في آخر لحظة بين الحكومة واللجنة النقابية أدى إلى إلغاء تلك الاضرابات. *