في إطار اليوم الثاني لإضرابهم بدعوة من النقابة العامة للتعليم الأساسي، اجتمع اليوم مدرسو التعليم الأساسي بصفاقس بمقر المندوبية الجهوية للتربية بإشراف أعضاء النقابة الجهوية للتعليم الأساسي بالجهة يتقدمهم الكاتب العام رابح واردة. وفي كلمته أمام الحاضرين، هنأ كاتب عام النقابة المعلمين بالجهة وبكافة أنحاء البلاد بنجاح إضرابهم ووحدتهم وبنجاحهم في افتكاك قاعة الاجتماعات بمقر المندوبية التي كانت حكرا على المسؤولين وأصبحت اليوم في متناول المعلمين حجر الأساس بالمنظومة التربوية، كما هنأهم على مساندة نقابات التربية والصحة بالاتحاد العام التونسي للشغل. وفي هذا الإطار، أكد عامر المنجة كاتب عام النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بصفاقس تضامنه قطاع التعليم الثانوي مع قطاع التعليم الأساسي الذي وصفه بالمناضل والمدافع الشرس عن حقوق منظريه مذكرا بإضرابات التضامنية مع أحداث الحوض المنجمي وبإضراب إسقاط حكومة الغنوشي وبإضرابات التتصدي لكل مظاهر التطبيع مع الكيان الصهيوني التي كانت نقابة التعليم الأساسي في طليعة المشاركين فيها. وبعد ذلك، تناول الكلمة عدد من المعلمين الذين أجمعوا على الاستنكار والاستهجان الشديدين لتصريحات رئيس الحكومة التي أدلى بها البارحة لوسائل الإعلام الوطنية. وعبروا عن استغرابهم من حصره لمطالب المعلمين في المطالب المادية وبتأليبه للرأي العام ضدهم بادعائه أن المعلمين والأساتذة يعملون على إفشال الامتحانات الوطنية وبالتالي الدفع نحو سنة بيضاء. وأشار المتدخلون أن لا سبيل لهزّ الثقة المتبادلة بين الأولياء والتلاميذ مؤكدين أنه بقدر حرصهم على تحقيق مطالبهم المشروعة بقدر حرصهم على السير العادي للامتحانات وعلى إنجاح السنة الدراسية مثلما أنجحوها في السنة الماضية. ونوّه المتدخلون بكون مطالبهم هي مطالب تتعلق بكرامة المربي وبرد الاعتبار لهيبته وهيبة المدرسة مذكّرين أن ذات المطالب كان القطاع سيضرب من أجلها يوم 26 جانفي 2012 إلا أن قيام الثورة وحرص المعلمين على مصلحة البلاد عموما ومصلحة التلاميذ خصوصا جعلهم يُؤجّلونه إلى موعد يُجمعون أنه قد حان. وطالب المعلمون باعتذار رسمي من قبل رئيس الحكومة ووزير التربية الّذي أكد سابقا أنه سيُقدّم استقالته في صورة عدم تحقيق الحكومة لمطالب المعلمين مطالبين النقابة العامة بإصدار بيان يدين مثل هذه التصرفات. كما أعلن الحاضرون تمسكهم المطلق بحقوقهم المشروعة واستعدادهم اللا محدود للدفاع عنها بكل الوسائل واقترحوا ضرورة تنفيذ إداري بعد الامتحانات والتنسيق مع نقابات التربية من اجل تنفيذ إضراب عام وهو ما ستنظر فيه الهيئة الإدارية التي ستنعقد نهاية هذا الأسبوع. وتجاوبا مع اقتراح أحد المتدخلين، نظم المعلمون مسيرة من مقر المندوبية إلى مقر الإذاعة الجهوية مرددين شعارات التمسك بمطالبهم والتنديد بمواقف الحكومة والتي أبلغوها على الهواء مباشرة على امواج الإذاعة التي اتهموها بعدم الحياد وبتهييج الأولياء ضدهم. بقي أن نشير إلى أن عددا من المشاركين عبروا لنا أنهم بقدر تمسكهم بمطالبهم وتنديدهم بتصريحات رئيس الحكومة وبتباطؤ الحكومة في التعامل مع عدد من الملفات، بقدر استيائهم من بعض الشعارات المرفوعة اليوم التي تصف الحكومة بالعمالة واللا شرعية وتطالبها بالاستقالة، مطالبين الاتحاد بالنأي بنفسه عن مثل هذه التجاذبات السياسية.