اختتمت في العاصمة القطرية مساء الأربعاء فعاليات منتدى الدوحة السابع للديمقراطية والتنمية والتجارة الحرة التي استمرت ثلاثة أيام، ناقش فيها أكثر من 600 مشارك عدة ملفات تركزت على القضايا السياسية والاقتصادية. وفي مداخلته حول "أثر سياسات الدول الكبرى" دعا رئيس جمهورية جنوب أفريقيا السابق فريدريك دي كليريك إلى ضرورة احترام الحقوق الأساسية للشعوب ودفع الزعامات إلى إحداث التغيير, لافتا الانتباه إلى أن نحو مليارين من أصل ستة مليارات شخص بالعالم يعانون من كبت في حرية التعبير. بدوره استعرض رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر خالد العطية أبرز ما حققته منظمات المجتمع المدني خاصة منظمات حقوق الإنسان من مكاسب على رأسها إبراز الانتهاكات التي كانت مغيبة بالماضي, وحدوث مراجعات لدى العديد من دول العالم بشأن ملف الحقوق بالإضافة إلى أن الخطاب الرسمي اضطر لاستخدام نفس مفردات حقوق الإنسان. وحول ظاهرة الاتجار بالبشر وأثرها على المجتمعات الإنسانية, تطرقت المنسق الوطني للمكتب الوطني لمكافحة الاتجار بالبشر مريم المالكي إلى الأسباب المؤدية لها منها التدهور الاقتصادي والفقر وضعف البنية التحتية وانتشار البطالة وظهور عولمة سوق العمل والرغبة في الهجرة لدى معظم الضحايا. ثم انتقل المشاركون إلى مناقشة ما إذا كان إرساء الديمقراطية بالمنطقة يحتاج إلى , حيث انتقد عميد كلية إليوت للشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن مايكل براون "المعايير المزدوجة" التي تنتهجها واشنطن في التعامل مع ملف الديمقراطية قائلا إن فرضها للديمقراطية في العراق بالقوة تسبب في آثار اجتماعية وإنسانية جسيمة. وطالب براون المجموعة الدولية بتقديم المساعدة الفنية والخبرات للدول الشمولية بدلا من الضغط عليها من أجل تحقيق الديمقراطية, معتبرا ممارسات الإدارة الأميركية بمعتقل غوانتانامو مقوضة لصورتها في العالم. وفي الجلسة الختامية التي كرست لبحث محور "العرب والغرب والديمقراطية" طالب عضو مجلس اللوردات البريطاني هاو المنطقة إلى انتهاج التجربة الهندية بالديمقراطية باعتبارها دولة ذات كثافة سكانية ومتعددة العرقيات حيث تمكنت من تغيير حكوماتها المتعاقبة عبر صناديق الاقتراع. الإسلاميون والديمقراطية أما المستشارة بالخارجية الفنلندية ففتحت ملف الإسلاميين والديمقراطية, قائلة إن العديد من الحركات الإسلامية "المعتدلة" التي تنبذ العنف ترغب في أن تجد لها موقعا في مجتمعاتها. وأضافت كريستين ويستفالين أن أحداث سبتمبر/أيلول ركزت على الجوانب السلبية لدى الإسلاميين, كما أن الغرب وضع الحركات الإسلامية في أعقاب أزمة الرسوم الكاريكاتيرية في سلة واحدة. من جانبه أكد عضو الرئاسة بجمهورية البوسنة والهرسك حارث سيلاجيتش أن الديمقراطية حق طبيعي من حقوق الإنسان, مشددا على ضرورة أن تركز على احترام رأي الآخر. وأشار إلى أن الناس قد يتحملون الأوضاع الاقتصادية الصعبة غير أنهم لا يستطيعون تحمل الإهانة الدائمة وانتهاك حريتهم وكرامتهم. تعثر التجرية واختتم رئيس الوزراء الجزائري الأسبق مولود حمروش الأمسية بقوله إن تعثر التجربة الديمقراطية بالمنطقة العربية جاء نتيجة أنها وجدت في ظرف دولي تغير تغيرا جذريا وتغيرت فيه مناطق النفوذ, كما أنها جاءت في ظل غياب كامل للحريات الأساسية المتعارف عليها في الغرب وغياب الإعلام الحر والتنظيمات السياسية القوية. وأشار حمروش إلى أن تلك الأسباب أدت إلى ظهور ديمقراطية ذات أحزاب ليست حقيقية, كما أن كثيرا من المواطنين همشوا وأشعروا بأنهم خارج التطور الاجتماعي والاقتصادي.