أثار سقوط ثلاثة طيور من صنف النحام الوردي Flamant ROSE دفعة واحدة صبيحة أوّل أمس وتحديدا قبيل الساعة الثامنة بالقرب من المعهد الثانوي بالمنزه السادس بالعاصمة حالة من التوجّس بمحيط المعهد وفي صفوف المتساكنين والمارة حيث أعاد وجود هذه الطيور في غير موقعها الأصلي وبهذا العدد وبحالة الاحتضار التي كانت عليها إلى الأذهان الخوف من مرض أنفلونزا الطيور... يأتي ذلك في الوقت الذي خمدت فيه حدّة المخاوف من المرض بعد تأكّد سلامة بلادنا من أيّ إصابة وخلوها تماما من المرض وانقضاء موسم هجرة الطيور بسلام وأمان. وحول حقيقة ما جدّ أوّل أمس وما ألمّ بهذه الطيور أورد د.مالك الزرلي المدير العام للمصالح البيطرية بوزارة الفلاحة ل«الصباح» أنّ الأمر لا يعدو أن يكون سوى مجرد حادث إطلاق نار على هذه الطيور من بندقية صيد حيث لوحظ على إثنين منها بعض الجروح في مستوى الرأس في حين كانت «الضربة» بارزة على مستوى الصدر للطائر الثالث مما يدحض للوهلة الأولى أيّ تخوّف من أن يكون فيروس أنفلونزا الطيور وراء نفوق هذه الطيور مفيدا «أنّه تمّ - كما يقتضيه الوضع والتعامل في هذه الحال - التدخّل لرفع الطيور وإخضاعها للتحاليل المخبرية التي كانت نتائجها سلبيّة تبعا لملخص النتائج الصادر عن معهد باستور ممّا ينفي كلّ سبب للنخوّف والبلبلة في خصوص تلاميذ المعهد والمتساكنين عامة وقال محدّثنا... إنّ نتيجة التحاليل كانت متوقعة - في نظره - ما دامت علامات وأعراض الإصابة الفيروسية منتفية مقابل ظهور الجروح بشكل بارز في الأجزاء المذكورة من الطيور». وعن سبب تواجد هذه الطيور في مثل هذا لمكان لم يستبعد محدثنا بشدة أن تكون مارة في طريقها إلى إحدى السباخ مرجحا فرضية أن تكون تعرضت إلى محاولة صيد أصيبت إثرها بجراح... وبعد فترة من الطيران أصابها التعب والإعياء فهوت تحتضر أمام المعهد ثم النفوق. وجدّد الدكتور الزرلي التذكير بأنّ الوضع في تونس سليم كما أبرزت آخر التحاليل المنجزة بحر الأسبوع المنقضي انتفاء الإصابات وانعدام المرض تماما. ملاحظا في الإطار نفسه أنه لم يتسنّ رفع سوى نحو أربعين عيّنة من مجموع 100 مقرّرة ضمن البرنامج المعتاد لرفع العينات وذلك لمغادرة الطيور المهاجرة وعودتها إلى أوكارها الأصلية سالمة بعد قضاء الشتاء والربيع بيننا.. رغم ما خلّفته إقامتها المطوّلة من مخاوف في صفوف المواطنين ومستهلكي اللحوم البيضاء خشية أن تكون حاملة للفيروس فتعكر سلامة طيورنا المحلية... بلاغات لا تنتهي في سياق حديثه عن «الحادثة» التي جدّت بالمنزه السادس أورد محدثنا عددا آخر من الحالات التي يتمّ التبليغ عنها يوميا سواء عبر الرقم المجاني الأخضر للخلية المركزية للإرشاد حول مرض أنفلونزا الطيور أو عن طريق الاتصال بالمندوبيات الجهوية للتنمية الفلاحية التي تتوفّر بها لجان يقظة... مفيدا بأنّ بلاغات الاعلام عن حالات نفوق أو موت طائر أو أكثر لا تنتهي ولن تنتهي باعتبار أنّها حالات طبيعية ورغم محدودية وصغر العيّنة التي يتمّ الإعلان عنها تؤخذ جميعها مأخذ الجدّ وتحظى بالمتابعة والتحليل المطلوب وكانت كلها سليمة. آخر الحالات التي استحضرها د.مالك الزرلي تعود إلى إعلام صادر عن مركز تونس الدولي لتكنولوجيا البيئة منذ أيام يفيد بنفوق طائرين بحوض للمياه بفضاء المركز كانت نتائج التحاليل المخبرية الخاصة بها سلبية كذلك. تعليق الرقم الأخضر ... بعد أن تقلصت بشكل ملحوظ حدّة أجواء التوجس واستعادة المستهلك ثقته في منتوجات الدواجن واقتناعه بانتفاء مرض أنفلونزا الطيور من بلادنا وبعد تراجع عدد المكالمات الواردة على الخط الأخضر 80100200 للتبليغ والاستفسار والاسترشاد عن كل ما يتعلّق بالفيروس وحالة الدواجن في تونس علمنا أنّ هذا الرقم تمّ تعليقه منذ أيّام بشكل وقتي لأن الحاجة لهذا الخط حسب ما بلغنا لم تعد مطروحة والأهداف التي من أجها أحدث الرقم تم تحقيقها وبلوغها... في المقابل تبقى لجان اليقظة بالمندوبيات الجهوية للفلاحة على ذمة المواطنين للاتّصال بها والإعلام والاسترشاد والتبليغ عن أيّ حالة نفوق للطيور... علما وأن الفريق البيطري والفنّي بالمندوبيات هو المؤهل الأوّل للتدخّل عند تسجيل حالة موت أو نفوق لبعض الطيور وليست جهات أخرى وهو المعني الأوّل بالتبليغ والإعلام بحكم سرعة تدخله وتحركه.. منية اليوسفي