ارجأ مجلس ادارة البنك الدولي مجددا مناقشاته حول قضية رئيسه بول ولفوفيتز المتهم بالمحاباة الى صباح الخميس. وقالت مصادر قريبة من الهيئة المالية الدولية ان اعضاء المجلس وولفوفيتز يعملون على اعداد سيناريو للخروج من هذه الازمة يسمح لرئيسه بالاستقالة ويحفظ ماء وجهه لان البنك يتحمل جزءا من المسؤولية. لكن لم يؤكد اي مصدر في الهيئة او محامي ولفوفيتز هذه المعلومات. وقال مجلس ادارة الهية الدولية في بيان ان "مدراء مجموعة البنك الدولي واصلوا مناقشاتهم حول المسائل الواردة في تقرير اللجنة الخاصة وتلك التي وردت في لقاءاتهم مع ولفوفيتز الثلاثاء". واضاف انهم "سيواصلون مناقشاتهم صباح غد" الخميس. وقال البيت الابيض الذي كان يؤكد دعمه "الكامل" لولفوفيتز الذي كان احد صقور ادارة الرئيس جورج بوش الاربعاء ان كل الاحتمالات تناقش. وصرح المتحدث باسم الرئاسة توني سنو "يجب ايجاد وسيلة للتقدم والمحافظة على سلامة المؤسسة وعندما نفعل ذلك نبحث كل الاحتمالات". لكنه اكد مجددا ان ادارة بوش تدعم ولفوفيتز. من جهته قال المتحدث باسم الخارجية الاميركية توم كايسي ان "البنك مؤسسة مهمة وكان وسيبقى اكبر من اي فرد". وبذلك يشهد مهندس غزو العراق الذي عين رئيسا للبنك الدولي باقتراح من الادارة الاميركية تراجع اكبر دعم له في المعركة التي يخوضها مع البلدان الاوروبية التي تريد الانتهاء بسرعة من هذه القضية المستمرة منذ اشهر. وبعد ان سقطت كل حججه ناشد ولفوفيتز الثلاثاء مجلس ادارة هذه المؤسسة المالية الرأفة به وابقاءه في منصبه ووعد باجراء تغييرات في طريقة ادارته. وخلال جلسة استماع جديدة عقدها مجلس ادارة البنك الدولي طلب مساعد وزير الدفاع السابق من المجلس الاعتراف بان الجميع يتقاسمون الاخطاء في هذه القضية المرتبطة بتضارب المصالح. وقال ولفوفيتز للمدراء في هذه الهيئة "ما زالت لديكم امكانية تجنب الاضرار على الامد البعيد بتسوية هذه المشكلة بشكل عادل يعترف باننا حاولنا ان نفعل ما هو جيد وان كنا لم نتوصل الى تحقيق ذلك بشكل كامل". واضاف ولفوفيتز (63 عاما) بنبرة رجاء "اناشد كل منكم ان يكون عادلا عند اتخاذه قراره لانه سيؤثر ليس فقط على حياتي بل على الطريقة التي ينظر فيها الى المؤسسة في الولاياتالمتحدة والعالم". واكد من جديد انه عمل بناء على "توجيهات" لجنة الاخلاقيات المهنية في البنك الدولي وان العلاوات التي منحت بطلب منه كان جزءا من اتفاق "معقول". واضاف "اذا كنتم تريدون الطريقة التي ادير فيها المؤسسة واسلوب ادارتي والسياسات التي ادافع عنها فافعلوا ذلك (...) لكن لنترك وراءنا قضية تضارب المصالح هذه التي تم حلها منذ عام واحد". وحول ادارته التي يرى انها السبب الرئيسي للاتهامات الموجهة له اعترف ولفوفيتز بارتكاب اخطاء. وقال "هناك بعض الامور المهمة التي يجب ان اعدلها لاستعيد ثقة الموظفين" الذين طالبوا علنا برحيله. واكد ولفوفيتز الذي يتولى رئاسة البنك الدولي منذ حزيران/يونيو 2005 انه اعتمد اكثر من اللازم على مستشاريه الشخصيين وعليه ان يوزع المهام بشكل اكبر. لكن كل هذه التصريحات المتعلقة بنواياه يمكن الا تؤثر في مواجهة نتائج اللجنة الخاصة التي رأت الاثنين ان "الوضع الحالي سبب ازمة ليس فقط في ادارة البنك بل في المؤسسة برمتها". وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" نقلا عن مسؤولين في الادارة الاميركية الاربعاء ان الاميركيين والاوروبيين المختلفين بشأن هذا الملف يسيرون باتجاه حل تفاوضي يقدم بموجبه ولفوفيتز استقالته بنفسه لكن بعد ان يبرأ. واضاف هؤلاء المسؤولون الذين لم تكشف الصحيفة هوياتهم ان البيت الابيض توصل بعد اتصالات مع العواصم الاخرى الى نتيجة مفادها ان ولفوفيتز لم يعد قادرا على ادارة هذه المؤسسة.