تجددت الاشتباكات السبت بين عناصر من حركتي فتح وحماس في قطاع غزة ما رفع عدد القتلى خلال اقل من يومين الى 19 في وقت علقت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الحوار مع فتح في شأن تشكيل حكومة وحدة وطنية. وتبادلت الحركتان الاتهامات بالمسؤولية في تجدد الاشتباكات التي ادت الى توقف جولة المفاوضات الجديدة لاقامة حكومة وحدة وطنية فلسطينية التي كانت انطلقت في 23 كانون الثاني/يناير. وتجددت الاشتباكات العنيفة قبل الفجر وقتل خلالها عنصران من حركة فتح بحسب ما ذكرت مصادر طبية. ثم توفي عنصران آخران من فتح ومن حماس متأثرين بجروحهما. وارتفع بذلك الى 19 مجموع القتلى والى 50 على الاقل مجموع الجرحى وغالبيتهم من عناصر حركتي فتح وحماس في اشتباكات مسلحة عنيفة بين الحركتين الجمعة والسبت كما تعرض العشرات من عناصر وكوادر الحركتين في مناطق مختلفة من قطاع غزة للخطف حسب مصادر طبية وامنية. وكانت هذه المواجهات تجددت مساء الخميس عندما هاجم مجهولون عناصر من القوة التنفيذية التابعة لحركة حماس. واصيب اكثر من 10 اشخاص في الهجوم وقضى اثنان من القوة التنفيذية الجمعة متأثرين بجروحهما في هذا الهجوم. وقتل 13 فلسطينيا آخر الجمعة. وخلت شوارع غزة من المارة وسجل مرور عدد قليل من السيارات فيما بقيت معظم المحال التجارية مغلقة. وتعتبر هذه المواجهات الاعنف منذ الانتخابات التشريعية في 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2006 التي فازت بها حركة حماس. وتبادلت الحركتان الاتهامات حول تجدد الاشتباكات. وقال الناطق باسم الحكومة الفلسطينية برئاسة حماس غازي حمد في بيان "ان الحكومة الفلسطينية تنظر بخطورة بالغة الى التطورات الاخيرة في الضفة الغربية وقطاع غزة التي سقط فيها ضحايا ومصابون وانتهكت فيها حرمات المساجد والبيوت". واضاف "ان الحكومة الفلسطينية ستعمل بكل جهد مستطاع لاعادة الامن والهدوء وفرض النظام ومنع هؤلاء القتلة من العبث بامن شعبنا وحياته". وتابع "ان الحكومة الفلسطينية تؤكد ان هؤلاء المجرمين لن يفلتوا من العقاب وسينالون جزاءهم العادل اجلا ام عاجلا". وقال الناطق باسم حركة فتح توفيق ابو خوصة لوكالة فرانس برس "اننا نحمل حماس مسؤولية تعليق الحوار الفلسطيني ونحملها مسؤولية الاحداث الاخيرة". واضاف "كان من الواضح ان حماس لا تريد انجاز الحوار وبدأت عملية التوتير والتصعيد على الساحة منذ اسبوع فقادت الى ما وصلنا اليه". وقال المتحدث باسم فتح التي يرئسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان حماس "دائما وابدا تعطي لنفسها الحق بان تعمل خارج القانون وخارج الاصول المتعارف عليها في اي نظام سياسي وهي تاخذ القانون بيدها وتقوم بقتل واعدام على الشبهة". تشييع القتيل الفلسطيني رافت طوطح في غزة (سعيد الخطيب / ) وتابع "من الواضح ان حركة حماس لا تريد الوصول الى اتفاق وهذا يبرز في اطار تيار في حماس يعمل على افتعال المشاكل وتوتير الساحة الفلسطينية بشكل دائم ومستمر". وقال احد قادة حماس ايمن طه في مؤتمر صحافي في مدينة غزة "ان التصعيد المبرمج يستهدف اشعال حرب اهلية والعمل على جر حماس الى حرب مدمرة ومعركة دموية شاملة" معتبرا ان حماس "لن تسمح للتيار الانقلابي بجر الحركة الى مربع الحرب الاهلية خدمة لاهداف صهيونية اميركية وتنفيذا لمخططات (وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا) رايس و(وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي) ليفني التي دعت بوقاحة في منتدى دافوس الى عدم الاتفاق على حكومة وحدة وطنية". ودعا طه ابو مازن "الى العودة الفورية الى البلاد بدلا من اضاعة الوقت في دافوس كما ندعو العقلاء والشرفاء في حركة فتح وهم كثر الى لجم قادة الفتنة وايقافهم عند حدودهم". واضاف طه "ان حماس تعلق مشاركتها في الحوار الوطني حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بسبب ما يجري على الارض من جرائم تنفذها عصابات الانقلابيين". وخرقت هذه المواجهات التهدئة النسبية التي استمرت اسبوعين في الاراضي الفلسطينية التي تشلها ازمة سياسية ومالية. في مدريد اعلن مصدر رسمي ان الرئيس الفلسطيني عباس التقى الجمعة رئيس الحكومة الاسبانية خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو الذي اشار الى رغبة مدريد في المساهمة بايجاد حل للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني. واعلن وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس بعد لقاء مع كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان بلاده قدمت مساعدة بقيمة سبعة ملايين يورو للسلطة الوطنية الفلسطينية برئاسة عباس.